الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

شانتال سركيس: أرفض تغطية الطبقة الحاكمة وتوحّد قوى التغيير سيقلب الطاولة

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
شانتال سركيس
شانتال سركيس
A+ A-
في ظلّ الحديث عن التمديد للمجلس النيابي، لا يبدو أنّ أهل السلطة في وارد القيام ولو بانتخابات فرعية، وخاصة بعد شغور 10 مقاعد في المجلس النيابي. ولا يمكن تفسير تلكؤ السلطة في البدء بالتحضيرات الجدّية للانتخابات الفرعية إلّا في إطار الخوف من هذه النتائج، وما قد يترتب عنها من تبعات انتخابية وشعبية على الانتخابات العامّة في موعدها المحدّد العام المقبل. فالسلطة السياسية بمجملها، تعلم جيداً أنّ الانتخابات المقبلة لن تكون سهلة، والفوز فيها لن يكون نزهة. الأمر نفسه ينطبق على المعارضة، فقلب الطاولة لن يحصل بسهولة في ظل سلطة مستعدّة لأن تفعل أيّ شيء للحفاظ على مكاسبها. لذلك يتحتّم على المعارضين التوحّد ضمن جبهة واحدة قادرة على المواجهة والفوز بعدد أكبر من المقاعد النيابية.
 
وانطلاقاً مما تقدّم، ترى الخبيرة في الشؤون السياسية والانتخابية د. شانتال سركيس، أنّ "نتيجة أيّ انتخابات مقبلة، إن كانت الفرعية أو العامة، لن تكون نتائجها معروفة سلفاً كسابقاتها، فالمعركة لن تكون سهلة أبداً على أيّ فريق سياسي. فالسلطة الحالية تواجه غضباً شعبياً وانعدام ثقة بكلّ مكونات الطبقة السياسية بسبب ما آلت إليه الأوضاع في البلد، من الوضع المعيشي إلى تبخّر أموال المودعين في المصارف إلى انفجار مرفأ بيروت، وما تلاه من اغتيالات ومن تمييع للتحقيق. وقد بدأت بوادر هذا الغضب تظهر في الانتخابات الطالبية في الجامعات، إذ فازت لوائح الثورة بعدد كبير من المقاعد الطالبية مقارنة بنتائج السنوات السابقة، ما يعطي مؤشراً واضحاً على تغيّر المزاج الشعبي".
 
وأضافت سركيس أنّ "التغيير سيحصل في المجلس النيابي حتماً. لكن نسبة التغيير لن تكون واضحة منذ الآن، وخاصةً أنّ أحزاب السلطة، باعتقادي، لن تترك وسيلة إلّا وستستعملها من أجل منع حصول هذا التغيير. فمن وسائل الضغط التي تعتمدها السلطة السياسية مؤخراً مثلاً، صدور الادعاءات بالإرهاب على الثوّار. كما رأينا أيضاً كيفية إدارة وزارتي الداخلية والخارجية لملفّ تصحيح قوائم الناخبين، إذ صدرت تعاميم رسمية عن هاتين الجهتين تتضمّن مُهَلاً مختلفة لتصحيح قوائم الناخبين في لبنان والخارج. فهل تتعمّد السلطة السياسية تضليل الناخبين؟ وهل تحاول السلطة السياسية التخفيف من إقبال الناخبين اللبنانيين على الاقتراع لتخوّفها من النتائج؟".
وعن نقاط القوّة التي تمتاز بها القوى التغييرية، رأت سركيس أنّ "القوى التغييرية بداية بريئة من الفساد والسرقات وسياسات المحاور الإقليمية وأبعد من ذلك، فهي ليست كالأحزاب التي تعاقبت على السلطة منذ الطائف وحتى اللحظة. ولديها أجندة اقتصادية، ومالية، معيشية، وسياسية، وطنية مئة في المئة، وهدفها الأساسي تحسين معيشة المواطن اللبناني". ومن نقاط القوّة لدى القوى التغييرية التي أشارت إليها سركيس، "أنها شاملة وعابرة للطوائف وتعمل من أجل كلّ لبنان، لا بناءً على سياسة الزبائنية. ويتطلّع إليها الشعب اللبناني بديلاً عن السلطة الحالية". وعن نقاط الضعف، ترى سركيس أنّ "القوى التغييرية يجب أن توحّد صفوفها بشكل أكبر، حينها ستُقلب الطاولة على أحزاب السلطة. إضافة إلى ذلك، عليها العمل أكثر على توعية المواطنين بأهمية أصواتهم في صناديق الاقتراع، وقدرتهم على تغيير الواقع المزري الذي أوصلتهم إليه السلطة الحالية، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً".
 
ورداً على سؤال عن تموضعها السياسي اليوم بعد استقالتها من حزب "القوات اللبنانية" في صيف 2020، قالت سركيس: "لقد استقلت بشكل نهائي من حزب القوات اللبنانية أمينةً عامّةً ومنتسبةً في الحزب، لإيماني بأنّ الطريق الوحيد لخلاص لبنان هو عبر القوى التغييرية التي انبثقت من الثورة. وأنا اليوم أعمل على إنجاح رؤيتي السياسية للبنان المستقبل، من خلال نهج مستقلّ لا يقبل بأيّ شكل التغطية على هذه الطبقة الحاكمة التي سرقت وقتلت اللبنانيين، هذه السلطة المستمرة في سياسة التجويع والتهجير وإفراغ لبنان من عناصر قوّته؛ شبابه وأدمغته".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم