الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كارثة تتدحرج… إلى أين بعد أسبوع؟

المصدر: "النهار"
عناصر قوى الأمن أمام إحدى الكنائس في بيروت صبيحة عيد الميلاد (أ ف ب).
عناصر قوى الأمن أمام إحدى الكنائس في بيروت صبيحة عيد الميلاد (أ ف ب).
A+ A-
تخوّفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع، من ان تؤدي التطورات السلبية الأخيرة التي أدت الى اجهاض المسعى المتقدم لتأليف الحكومة الجديدة الى دخول البلاد في حالة من تفاقم الازمات المتشابكة على نحو غير مسبوق منذ انطلاق انتفاضة 17 تشرين الأول 2019.
 
ولفتت هذه المصادر الى أنّ حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب لم يعد يمكنها القيام بأي معالجات ترقيعية إضافية، بعدما جرى استنزافها تماما لأكثر من أربعة أشهر ونصف شهر منذ استقالتها، وأي حديث عن المضي في توظيف واقعها ضمن الصراع السياسي الدائر حالياً حول تشكيل الحكومة الجديدة يعدّ ضرباً من المغامرات الفاشلة من شأنها زيادة تفاقم منزلقات الازمات التي تعصف بالبلاد.

وأشارت المصادر نفسها الى أنّ تداعيات تعطيل التحرك البطريركي الماروني الذي كان على وشك إحداث خرق حقيقي في المسار الحكومي المتعثر، لم تكتمل تماماً بعد، إذ تفيد معطيات أنّ الفترة القريبة المقبلة ستشهد بروز مواقف دولية بارزة من التعثر والتعطيل اللذين يواجهان جهود تشكيل الحكومة، إذ أنّ فرنسا كما سائر الدول المانحة للبنان ضمن مجموعة الدعم الدولية سيكون لها تباعاً عشية حلول رأس السنة الجديدة مواقف من الواقع اللبناني قد تتسم بأهمية بارزة في هذه الظروف.
 
وفي ظل هذا المناخ المأزوم، حذرت الأوساط المعنية من انعكاس الانسداد السياسي مجدداً على معالجة الازمات المتصاعدة اقتصاديا وماليا واجتماعيا والصحية، ولا سيما في ظل التداعيات الشديدة الخطورة التي يرتبها الارتفاع المخيف في اعداد اللبنانيين والمقيمين على ارض لبنان المصابين بفيروس كورونا. ومع أنّ الكثيرين من المعنيين الرسميين وغيرهم لا يفترض ان يتفاجأوا بمستوى الخطورة الذي بلغه التفشي المتسع أضعافا مضاعفة للإصابات والوفيات بكورونا، فإنّ الأوساط المعنية تخشى أن تجد حكومة تصريف الأعمال نفسها مرغمة الى اتخاذ قرار الاقفال العام الثالث الإجباري هذه السنة خصوصا أنّ دولاً كبيرة غربية عادت بدورها الى هذا الاجراء وهي التي تملك القدرات الاستشفائية والتمريضية الكبيرة. ولكنها لم تكشف اذا كان هذا القرار أو ما صارا نهائيين، لافتة الى أنّ المقلق في الأمر انه لم يعد جائزا ولا ممكنا ترك كارثة الانتشار الوبائي على عواهنها بحيث تتصاعد الاعداد منذرة بكارثة بكل ما للكلمة من معنى.
 
وكشفت أنّ معظم الجهات الطبية والاستشفائية في البلاد تتجه الى الضغط والمطالبة بإلحاح من العهد والحكومة ووزارة الصحة تسريع اتخاذ قرار بالإقفال العام المتشدد في الأيام الطالعة وعدم انتظار رأس السنة الجديدة لان أسبوعاً واحداً بعد على هذا المنحى الكارثي من التفشي سيضع كل الوضع الاستشفائي في لبنان امام واقع لم يسبق أن عاشه القطاع الصحي والطبي، حتى في حقبات الحرب. ولفتت الى أنّ التخبط الرسمي والشعبي في هذه الازمة باتا ينذران ببلوغ مرحلة شديدة الخطورة بدليل اعلان وزارة الصحة اليوم تسجيل اول إصابة بالسلالة المتحورة بين ركاب طائرة قدمت من بريطانيا فيما لا يزال يسمح للرحلات الجوية بالاستمرار بين بيروت وبريطانيا. فأي منطق واي أداء هذا؟ ثم اين التشدد في الإجراءات في الأعياد وكيف سيكون عليه الوضع بعد أسبوع من الآن وسط هذا الواقع المخيف؟
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم