الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

القوى المعارِضة أمام أفق مسدود؟ وهل من خيارات واستراتيجيات بديلة؟

المصدر: "النهار"
نواب في البرلمان.
نواب في البرلمان.
A+ A-
تتوالى فصول التعطيل رئاسياً، في الوقت الذي يعتبر فيه كثيرون أنّ التشتّت يقبض على رقاب القوى المعارِضة، ويفرمل مسيرتها، ويكبّل أداءها؛ وهو الأمر الذي بدأ يطرح تساؤلات بشأن ما إذا كانت هذه القوى ستبادر إلى تغيير النمط الذي فرضه "حزب الله" على الاستحقاق الرئاسي أولاً، وعلى الوضعيّة السياسيّة بشكل كامل ثانياً، ومحاولة إحداث خرق في جدار الأفق المسدود ثالثاً.

تُجمع القوى السيادية بادئ الأمر على أنّ قرار المجلس الدستوريّ أمس، وإبطال نيابة النائب رامي فنج، لن يؤثر لا على معنوياتها ولا على التوازن المجلسيّ، ولو بدّلوا في كلّ الطعون المقبلة.

عبدالله
أمّا بشأن إمكان بلورة خطّة جديدة لفكّ أسْر القوى المعارِضة والالتفاف على عملية التكبيل الممنهجة بحقها، فلا يرى النائب عن "التقدمي الاشتراكي" بلال عبدالله أنّ هذا الواقع ينطبق على القوى السياديّة المعارِضة، بل على من ينتخب في الجلسات الرئاسيّة بورقة بيضاء. والمحاصر هو من يعطّل ويمدّد أمد الفراغ، والذي لم يحسم خياره حتى الآن.

أمّا عن المبادرات، فيسأل عبدالله: "ما هو المطلوب منّا، هل نخضع لإملاءات الفريق الآخر ونقبل بمرشّحه؟ هل نسحب ميشال معوض مثلاً لصالح مرشّح آخر لا يمثل الفريق السياديّ ومبادءه وطموحاته في بناء دولة؟".

ويرى أنّ التشخيص الحقيقي للحالة الراهنة هو أنّ الفريق الذي كان حاكماً بمفرده يرفض الآن أن يشارك الآخرين في الحكم. لهذا السبب الحلّ يكون عبر تسوية متوازنة؛ بمعنى: الاتفاق على رئيس لا يشكل تحدياً لأيٍّ من الفريقين، ولديه رؤية اقتصادية، ويُعيد علاقات لبنان مع المجتمعين العربي والدولي".

ويضيف: "مستمرون في المواجهة السياسية. هناك مسؤولية وطنية، وعلينا أن نتحمّلها. نحن لا نعتبر أننا سنأتي برئيس بشروطنا، لكن لن نقبل بأن يأتي الفريق الآخر برئيس وفق شروطه. وعندما نتحدّث عن تسوية يعني وجود سقف معيّن للاتفاق، ولا مجال للنزول تحت هذا السقف، وإلّا فلن نكون مؤتمنين للنّاس الذين انتخبونا".

عبدالله يرى أنّ الحديث عن "قرنة شهوان" أخرى أو "بريستول" وغيره مجرّد كلام وجدانيّ، وهو جزء من تاريخ، لن نتخلّى عنه، لكن لا يمكن مواجهة الواقع بالنوستالجيا. الظرف تبدّل، ولا يُمكن البقاء في المراوحة، ولسنا بحاجة إلى انقسام عمودي جديد في البلد. وبالتالي، عندما نتحدّث عن تسوية يعني أننا لا نتحدّث عن تصعيد.

عبد المسيح
النائب أديب عبد المسيح يرى عبر "النهار" أنّ التعطيل الحاصل اليوم ومحاولة محاصرة الفريق السيادي أمران كانا متوقعَين.

ويقول: "نحن ضمن معادلة هي عبارة عن تجمّع كتل من الفريقين، لا تملك فيها هذه الكتل الأغلبية، لكنها تملك الثلث المعطّل. الفريق الآخر يستمرّ بالتعطيل، أمّا نحن، فأمامنا خياران، إمّا الاستسلام والتراجع نتيجة تفكك المعارضة، والسماح لهم بانتخاب مرشّحهم سليمان فرنجية كما انتخبوا ميشال عون سابقاً، وإمّا إكمال المواجهة، والانتقال إلى توحيد الصفوف ضمن سقف معيّن على غرار لقاء قرنة شهوان سابقاً، التي وضعت سلسلة مطالب وقتذاك ونجحت، وما تبعها من لقاء "البريستول" وصولاً إلى إخراج السوريين من لبنان. من هنا، أرى أنه على المستوى الاستراتيجي من الأفضل لنا اختيار هذا المسار أمانة للرأي العام أولاً، ولخلق جهوزية ثانياً، للاستفادة من أيّ تغيّر أو معطى إقليمي أو دولي، يساعدنا على تحقيق هدفنا. وهذا يتطلّب توحيداً للصفوف والابتعاد عن التشتت الحاصل".

ويضيف: "التقدّم بطيء من قبلنا، لكننا نجهد ونعمل، والدليل انضمام كلّ من النائبين مارك ضو ونجاة صليبا في جلسة أمس إلى صفوف المصوّتين للنائب ميشال معوض. وكلّما استمرّ هذا الستاتيكو، فسيدفع التغييريين والنوابَ السُنّة إلى تعديل خياراتهم، وإلى الاتجاه نحو الالتفاف حول مرشّح جدّي، هو ميشال معوض".

ويوضح عبد المسيح بأنّ استذكار لقاء قرنة شهوان هو بهدف الوصول إلى صيغة معيّنة يجتمع ضمنها نواب المعارضة بكافة اتجاهاتهم، تحت اسم موحّد، وتوجّه موحّد، وأجندة موحّدة، وهو أمر ليس بمستحيل، إذ علينا ان نكون جاهزين عند أيّ تغيير أو تبدّل إقليميّ أو دوليّ، وأن نكون كتلة صلبة أمام تيار الممانعة".

حواط
النائب في تكتل "الجمهورية القوية" زياد حواط يعتبر أنّ المعركة ليست معركة أسماء، بل معركة بين مشروعين هما مشروع الممانعة، والمشروع السيادي وعودة لبنان إلى الشرعية الدولية. وعلى نواب الأمّة أن يتحمّلوا مسؤولياتهم، وأن يدركوا خطورة ما تقترفه أيديهم".
ويضيف: "كلّ مَن هو مع الممانعة فلينضم إلى محور "حزب الله"، وكلّ من هو مع مشروع الدولة فليقدّم طرحاً كما فعلنا. لقد قدّمنا مشروعاً عبر شخص اسمه ميشال معوّض، واستطعنا أن نؤمّن له 50 صوتاً. لذلك، المطلوب اليوم ممّن يقولون إنّهم ضد المحور الآخر أن يتفضّلوا ويطرحوا مرشّحهم إذا كان يتمتع بالمواصفات الإنقاذية والإصلاحية والسيادية. نحن لسنا متمسّكين باسم معيّن إنما بمشروع".

ويتابع حواط: "منذ ما يقارب الـ3 أشهر، قدّمنا مشروعنا لرئاسة الجمهورية، وأعلنّا أننا غير متمسّكين بالدكتور سمير جعجع كمرشح رئاسيّ، وقدّمنا خريطة طريق لكيفية انتشال لبنان من هذه الأزمة الكيانية. ونجدّد التأكيد أنّنا أمام مشروعين، مشروع الممانعة، ومشروع لبنان السيادي والشرعيّتين العربية والدولية وتطبيق القرارات الدولية".

وعن إمكانية خلق سقف شبيه بلقاء قرنة شهوان، يقول حواط: "اليوم هناك مجلس نواب جديد، وكتل تلتقي بشكل يوميّ، ويجب على هذه الكتل النيابية أن تلتقي على مشروع واحد لتُنتج مرشّحاً واحداً تذهب به إلى مجلس النواب لانتخابه"، معتبراً أنّ "كثرة اللقاءات والاجتماعات والتنظيمات لا تفيد، وعلينا تحديد خياراتنا، فالمعركة معركة مشروعين".

حواط ختم بالتأكيد أن ما يحصل في مجلس النواب اليوم ليس مهزلة، بل جريمة. ويقول: "في الجريمة الإرهابية يموت الناس المستهدفين بينما في جريمة مجلس النواب، "عم بيموت مجتمع بإمّو وبيّو". هناك جريمة ترتكب بحق الشعب اللبناني، وليتحمّل نواب الأمّة الإبادة التي تحصل".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم