عون - بري: حرب باردة على 3 محاور

 لا يحتاج توصيف واقع العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى خبير في لغة الجسد أو قراءة في المعاني المرمّزة بين سطور حركة اليدين وتعابير الوجوه لاكتشاف مؤشرات الحرب الباردة بين الطرفين، بل إنّ المعطيات المتداولة في المجالس السياسية على الجهتين ترسم بوضوح مشهديّة متاريس الصراع المدشّنة على ثلاثة محاور رئيسيّة. ويتمثّل مسرح المواجهة الأوّل بالأسلحة السياسية الرشاشة على مقلب ملف تشكيل الحكومة. تعبّر مواقف بري عن رأيه لجهة ضرورة تشكيل حكومة اليوم قبل الغد وعدم قدرة البلاد على الانتظار، في اشارات يستقرئ فيها مراقبون محاولة للضغط على بعبدا لفكّ أسر التأليف وإيصال رسائل فحواها ضرورة الترفّع عن المصالح الشخصية الضيّقة والابتعاد عن سياسة عضّ الأصابع القائمة بين الرئاسة الأولى والرئيس المكلف سعد الحريري، في ظلّ إسناد داعم من رئيس المجلس لـ"بيت الوسط" وتبنّيه مصطلح "حكومة الاختصاصيين غير الحزبيين"، فيما المعطيات المتناقلة بين أوساط الحريري وبري تعبّر عن دعم مطلق والإفساح في المجال أمام الرئيس المكلّف لتسمية الوزراء الشيعة بنفسه بالتنسيق مع حركة "أمل"، من باب دعم مهمّة الحريري صاحب أكبر كتلة نيابية في بيئته، وما ينطبق على سواه في لغة "الأقوياء" لا بدّ...