الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أحد الشعانين على رجاء القيامة... المطران عوده: ويل لمسؤول يجوّع الأطفال في عهده (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
المطران عوده (مارك فياض).
المطران عوده (مارك فياض).
A+ A-
ترأس سيادة متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده، قداس أحد الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
 
(مارك فياض).
 
وفي عظته أمام الحاضرين في الكنيسة وسط إجراءات صحّية، قال المطران عوده: "نَــصـــرُخُ الــيَـــومَ هـــوشَــعــنـــا، أَي خَــلِّــصْــنـــا، ومـــا أَحـــوَجَــنـــا إلـــى الــخَـــلاص، خـــاصَّـــةً فـــي الــفَــتـــرَةِ الــصَّــعــبَـــةِ الَّــتـــي يَــعــيــشُــهـــا الــعــالـــمُ أَجــمَـــعُ عُــمـــومًـــا، وبَــلَـــدُنـــا الــحَــبــيـــبُ خُــصــوصًـــا"، متسائلاً: "مــاذا كـــانَ سَــيَــحـــدُثُ لَـــو أَنَّ الــمَــســيـــحَ تَــراجَـــعَ عَـــن خَـــلاصِ شَــعــبِـــهِ بِــحُــجَّــةِ أَنَّـــهُ سَــيُــكــابِــدُ الــمَـــوتَ مِـــنْ أَجـــلِ أُنـــاسٍ جـــاحِـــديـــنَ وبِــسَــبَــبِــهــم؟"، داعياً إلى الصلاة من أَجـــلِ "قِــيـــامَـــةِ الــعـــالَـــمِ أَجــمَـــع مِـــنْ مَـــوتِ الــخَــطـــايـــا، ومـــن أجـــلِ خـــلاصِــنـــا مِـــنَ الأزمـــةِ الــصِــحــــيّــــةِ والــســــيـــاســــيـــةِ والإقــــتــــصـــاديـــةِ والإجــتــمـــاعــيـــةِ، عَـــلَّ الــحَــيـــاةَ تَــعـــودُ إلـــى طَــبــيــعَــتِــهـــا مُــجَـــدَّدًا".
 
(مارك فياض).

وقال: "مُــعــيـــبٌ ومُــخـــزٍ مـــا نــعــيــشُـــه فـــي لـــبـــنـــان، ومـــا يُــكـــابـــدُه الــمـــواطــنـــون الـــذيـــن لا ذنـــبَ لــهـــم ســـوى أنــهـــم وَثِــــقــــوا بـــزعــمـــاءَ وتَــبِــعـــوهـــم، لــكـــنّ هـــؤلاء خـــانـــوا ثــقـــةَ الــشــعـــبِ، وعَــمِــلـــوا لــمــصـــالِــحــهـــم، ولـــو عــلـــى حــســـابِ الــمــصــلــحـــةِ الــعـــامـــة"، مشيراً إلى أنّه "بــعـــدَ تـــدمــيـــرِ سُــمــعـــةِ لــبــنـــانَ الــمــالــيـــةِ والــســيـــاســيـــةِ والاجــتــمـــاعــيـــة، هـــا نــحـــن نــشــهـــدُ تـــدمــيـــرَ الــمـــؤســســـاتِ والــقــضـــاءَ عــلــيــهـــا، وآخـــرُهـــا الــســلــطـــةُ الــقــضـــائــيـــةُ الــتـــي هـــي حــصـــنُ لــبــنـــانَ الأخــيـــرُ مـــع الــجــيـــش"، متسائلاً: "هـــل يــجـــوزُ أن يــتــمـــرّدَ قـــاضٍ عــلـــى الــقــانـــون وهـــو مــؤتَــمَـــنٌ عــلـــى تــطــبــيــقِـــه؟ هـــل يــجـــوزُ أن يــقــتــحـــمَ قـــاضٍ أمـــلاكـــاً خـــاصـــةً دون مُــسَـــوِّغٍ قـــانـــونـــي؟ وهـــل يــجـــوزُ الإعــتـــداءُ عــلـــى الإعـــلامــيــيـــن الـــذيـــن يُـــؤَدّون واجــبَــهـــم؟"، مؤكداً أنّه "مــهــمـــا كـــانـــت الــقــضــيـــةُ الــتـــي يــحــمــلُــهـــا هـــذا الــقـــاضـــي مُــحِــقّـــةً، ومــهــمـــا كـــان مَـــنْ يَــشُـــنُّ عــلــيــهـــم حـــربَـــه مُــخــطــئــيـــن ومُــتــجـــاوزيـــن لــلــقـــوانــيـــن، فهـــل يــجـــوزُ أن يــخـــرجَ الــقـــاضـــي عــلـــى الــقــــانـــون؟ وإذا كـــان الــمـــؤتَــمَــنـــون عــلـــى إحــقـــاقِ الــعـــدلِ غــيـــرَ عـــادلــيـــن، فـــأيُّ عـــدلٍ نــبــتــغـــي، وأيُّ حُــكْـــمٍ وأيُّ مُــلْــك، بــمـــا أنّ الــعــدلَ أســـاسُ الــمُــلْـــك؟".
 
(مارك فياض).

وتساءل: "أيـــن مــجــلـــسُ الــنـــوابِ مـــن كـــلِّ مـــا يــجـــري؟ ألــيـــس مـــن واجــبِـــه الــقــيـــامُ بــمـــا يــلــجـــمُ هـــذه الــتــجـــاوزات؟"، مؤكداً أنّه "عــلـــى الــقـــاضـــي أن يــتــحــلّـــى بـــالــحــكــمـــةِ والــصــبـــرِ والــتَـــرَوّي، لا أن يــنــقـــادَ بـــانــفــعـــالِـــه، وأن يــتــصـــرّفَ بِــشَــعْــــبَـــــويـــةٍ لا تــقـــودُ إلاّ إلـــى الــفـــوضـــى".
 
 
(مارك فياض).
 
وتابع عوده أنّه "بــعـــدَ ثـــورةِ 17 تــشـــريـــن وتَـــمَــــرُّدِ الــشــعـــبِ عــلـــى ســلــطـــةٍ أســـاءَتْ إلــيـــه ودَمَّـــرَتْ مــســتــقــبــلَـــه، كـــان أمــلُــنـــا كــبــيـــراً فـــي ولادةِ جــيـــلٍ مـــن الــلــبــنـــانــيــيـــن مــتــمــســـكٍ بــمــبـــادئِ الــحـــريـــةِ والــكـــرامـــةِ والــمــســـاواةِ والــمـــواطَــنَـــةِ، بِــغَـــضِّ الــنَــظَـــرِ عـــن الانــتــمـــاءِ الــطـــائــفـــي أو الــحـــزبـــي. بــعـــدَ الــشــعـــاراتِ الــتـــي رفـــعـــــوهـــا، أَمِـــلْــــنـــا أن يـتــخــطّـــى الــمـــواطـــنـــون تَــبَــعِــــيَــــتَــهـــم لــلـــزعــمـــاء ويــتــعــلّــقـــوا بـــانــتــمـــائِــهـــم إلـــى الـــوطـــن. لــكـــنّ أمــلَــنـــا خـــابَ عــنـــدمـــا شَــهِـــدْنـــا الإصــطــفـــافـــاتِ الــطـــائــفــيـــةِ فـــي الأســبـــوع الــمـــاضـــي"، متسائلاً: "هـــل بَــلَـــغَ انــحــطـــاطُــنـــا حـــدَّ تــطــيــيـــفِ الــقــضـــاءِ ومَـــذْهَــــبَــــتِـــه؟".
 
(مارك فياض).

وتوجّه إلى المواطنين بالقول: "يـــا مَـــن تُــعـــانـــون مِـــن تَــحَــكُّـــمِ الــســيـــاسـيــيـــن بِــمَــصـــائــرِكـــم، وتَـــدفــعـــون ثــمـــنَ أخــطـــائِــهـــم، وأنـــانــيــتِــهـــم، وتَــمــسُّــكِــهـــم بِــمُــكْــتَــسَــبـــاتِــهـــم عــلـــى حــســـابِ حــيـــاتِــكـــم ومــســتــقــبـــلِ أبــنـــائِــكـــم، مــاذا تَـــجْـــنـــون مِـــن اصــطــفـــافِــــكـــم وراءهـــم؟ عــنـــدمـــا تَــجــمــعُــهـــم الــمــصـــالـــحُ تــكــــونـــون مـــن الــخـــاســـريـــن، وعــنـــدمـــا يــخــتــلــفـــون تــكـــونُ خــســـارتُــكـــم أكــبـــر؟ أَلَـــمْ يُـــوَحِّــــدْكـــم الــجـــوعُ والــيـــأسُ والــبــطـــالـــةُ والــتــشــرّدُ، بــعـــدَ حَــجْـــزِ أمـــوالِــكـــم وضَــيـــاعِ جــنـــى أعــمـــارِكـــم؟ هـــل مـــا زلــتـــم تُــصـــدّقـــون شــعـــاراتِــهـــم؟ رفــعـــوا جــمــيــعُــهـــم شــعـــارَ مــحـــاربـــةِ الــفــســـادِ والــفـــاســديـــن. هـــل أدانـــوا فـــاســـداً واحـــداً؟ رفــعـــوا جــمــيــعُــهـــم شــعـــارَ الإصـــلاح. هـــل رأيــتـــم إصــلاحــاً واحِــداً؟ يــثــيـــرون الــقــضـــايـــا تِــبـــاعـــاً لإلــهـــائِــكـــم، وحَــرْفِ أنــظـــارِكـــم عـــن واقــعِــكـــم الألــيـــم، ومـــا زلــتـــم تُــصـــدّقـــونــهـــم؟"، مضيفاً: (...) "ويـــلٌ لِــمَــســـؤولٍ يَــجـــوعُ الأطــفـــالُ فـــي عَــهـــدِه. ويـــلٌ لِــمَــســـؤولٍ يُــهـــانُ الــبَــشَـــرُ الــمَـــخــلــوقــونَ عــلــى صـــورَةِ الله ومِــثــالِـــهِ، فـــي عــهـــدِه. لَـــمْ يَــخــلُــــقْــــنـــا اللهُ مُــكَـــرَّمــيـــنَ لِــنُــهـــانَ مِـــنَ الــظَّـــالِــمــيـــنَ، لَـــمْ يَـــدخُـــلْ الـــرَّبُّ أورَشَــلــيـــمَ لِــيُــمـــاتَ مِـــنْ أَجـــلِ خَـــلاصِــنـــا، فَــيَـــأْتـــي مَــخــلـــوقـــونَ، مِــمَّـــنْ شَـــوَّهـــوا صـــورَةَ الــخـــالِـــقِ الَّــتــي فــيــهـــم، لِــيُــمــيــتـــوا أَبــنـــاءَ الله".
 
وختم: "دُعـــاؤُنـــا أَنْ يُـــرسِـــلَ اللهُ لَــنـــا خَـــلاصَـــهُ، ويُــقــيــمَــنـــا مِـــنْ مَـــوت الــخَــطــايـــا أَوَّلًا، ثُـــمَّ مِـــنَ الــمَـــوتِ الَّـــذي أَحـــاطَ بِــنـــا مُـــؤَخَّـــرًا مِـــنْ كُـــلِّ صَـــوب، وأن يُــشـــرقَ فــي قــلـــوبِــنـــا الــنُّـــورَ الــخَـــلاصِــيَّ الـــواهِـــبَ الــحَــيـــاة". 
 
 
المشهد في باحة الكنيسة (مارك فياض).
 
وفي باحة الكنيسة، حمل الآباء أطفالهم على أكتافهم مع أغصان الزيتون وشمعة الشعنية، وسط إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، والرجاء أن يخرج لبنان من هذه الجلجلة نحو قيامة مجيدة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم