وسط تشتت المعارضات... ميقاتي رئيساً مكلفاً بأكثرية هزيلة

لم تحمل استشارات التأليف التي عقدها رئيس الجمهورية ميشال عون اي جديد، من حيث النتيجة المعروفة سلفاً والتي اوصلت نجيب ميقاتي كرئيس مكلف تشكيل الحكومة للمرة الرابعة، انما هذه المرة بأدنى عدد من الأصوات بحيث نال تسمية 54 نائباً. ولكن رغم هزالة الأصوات لم يواجه ميقاتي معركة قاسية من شخصية منافسة، كما جرى خلال تكليفه عام 2011 حين نال 68 صوتاً بمواجهة الرئيس سعد الحريري الذي نال 60 صوتاً، اما هذه المرة فقد تنافس ميقاتي مع "لا احد" الذي حقق 46 صوتاً، ونواف سلام الذي نال 25 صوتاً.ولو اعيد اعتماد "بدعة" الميثاقية التي طالما تم رفعها بوجه اي رئيس حكومة لا يرضي الرئاسة او اي طرف حاكم لكان ميقاتي بعيدا عن التسمية فالرئيس المكلف لم ينل رضى أغلبية الكتل المسيحية واكبرها، واكتفى بدعم 10 نواب مسيحيين من أصل 64، من دون ان يستطيع ان ينال تأييد اي نائب درزي، فيما حظي بنصف عدد النواب السنة الـ27، ونال 15 صوتاً سنياً، 6 منهم حلفاء او ضمن كتل "الثنائي الشيعي"، اما الـ9 الباقون فهم من قدامى المستقبل والجماعة الاسلامية.وكما في استحقاقات رئاسة المجلس ونيابتها واللجان النيابية، يبدو أن القوى المعارضة والتغييرية اعتادت تضييع الاستحقاقات، ولم تستطع هذه المرة الاتفاق على شخصية واحدة، فتشتت الأصوات بين الشخصانية والمماحكات الضيقة ، ولم تسم "القوات اللبنانية" احداً في حين انتقلت "معزوفة" البرنامج الى عدد من نواب المعارضين كفؤاد مخزومي وأشرف ريفي وميشال الضاهر.ولم يقتصر الخلاف ايضاً على الكتل المعارضة والتغييرية بين بعضها البعض لكن تجاوزها الى الكتل نفسها، وهذا ما حصل مع الكتلة التغييرية التي فرزت نفسها بنفسها، وكشفت ان نوابا منها لم ينجحوا بالتمرد على الخلفيات والمنطلقات السياسية التي خرجوا منها .وعلى ضفة "التيار الوطني الحر" وعكس ما حاول الوزير جبران باسيل اتهام "القوات اللبنانية" به بتمرير "باس" لميقاتي لشكره على انتخابات طرابلس، فقد مرر باسيل بدوره "باس" ايضاً بتصويت 4 نواب من تكتله لميقاتي وهم كتلة نواب الارمن والنائب محمد يحيى، لضمان اصوات تتجاوز الخمسين لميقاتي تحفظ ماء الوجه وتبقي الباب مفتوحاً امام...