الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حملات "كاتم الصوت" تستعر قبيل الانتخابات النيابيّة

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
العلم اللبناني أمام عدد من العناصر الأمنية (نبيل اسماعيل).
العلم اللبناني أمام عدد من العناصر الأمنية (نبيل اسماعيل).
A+ A-
أطلق رئيس المكتب السياسي لـ"حزب الله" إبراهيم الموسوي المعركة الانتخابية الحقيقية لـ"حزب الله"، بوصفه أنّ ما يجري بمثابة حرب تمّوز سياسية على المقاومة.

الوصف الهستيري والتخوينيّ، الذي يبدو أنّه سيكون شعار للانتخابات، في اعتبار أنّ كلّ من يخاصم الحزب، أو ينافسه هو إسرائيليّ، ويشنّ حرباً عليه شبيهة بحرب تموز، وبالتالي يجب ردعه بمختلف الأساليب.

كلام الموسوي سبقته حملات مكثّفة على وسائل التواصل الاجتماعي، تنتهج الخطاب نفسه، بحيث بات يواجه أيّ صوت معارض ولو بمجرد تغريدة، بسلسلة ردود عنيفة تحمل تهديدات مبطّنة حيناً وعلنية حيناً آخر، وبدا لافتاً في التلميح بـ"كاتم الصوت"، في إشارة الى اغتيال الناشط المعارض لقمان سليم.
 
اقرأ أيضاً: العار لكاتم الصوت... "صفر خوف"

هي ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها التعرّض لناشطين ومرشّحين، في بيئة الحزب، فدائماً الاتّهامات جاهزة، من تسمية "شيعة السفارة"، الى اتّهامات بالعمالة والاتّصال مع إسرائيل، وباتت تنبش ملفّات وتتابع أسماء معيّنة لها حضور ثقافيّ نخبويّ معيّن بالوسائل كافة لردعها.

وبعد التهديدات التي تعرّض لها عضو النوادي العلمانية في الجنوب، التي أطلقت حركتها الأسبوع الماضي، كريم صفيّ الدين، برز التهديد المباشر للأستاذ الجامعيّ باسل صالح، حيث تمّ تهديده بذكر مكان عمله وتحرّكاته، من دون وجل، وترافق ذلك أيضاً مع حملة شنّها أيضاً مناصرو الحزب عليه بمجرّد اعتراضه على التهديد.

صالح وفي حديث لـ"النهار": "اعتبر أنّ هذا الأمر كان متوقّعاً لكن ليس بهذا الشكل الفاقع والمكثّف".

ورأى أنّ "حزب الله" الذي ربط اسمه بنظام متهالك منذ تشرين 2019، بعد إعلان لاءاته الصريحة ومحاولته الحفاظ على الحكومة، وبالتالي حماية المنظومة، يشعر بخوف حقيقيّ، وخصوصاً أنّ الانتفاضة بفترتها الأولى هزّت مناطقه وكانت حقيقيّة وقوية، ما دفعه الى استعمال القوّة لقمعها، ولا زالت مشاهد النبطية والضاحية شاهدة على هذا الأمر".

وبحسب صالح أنّ أيّ معركة سياسية بعناوين وشعارات سياسية، تحشر الحزب مباشرة وتخسره ولو لم تؤدِّ الى نجاح الطرف المقابل".

وأضاف: "كلّ نظريات وأدبيات الصراع مع إسرائيل والمقاومة وتخوين الخصوم لم تعد تؤدّي مبتغاها عند بيئته التي تعاني بشكل كبير كجميع اللبنانيين، وهم بحاجة الى خطاب سياسيّ واقعي لا يستطيع تأمينه في الوقت الحاضر فأستعان عنه بتخوين معارضيه".

واعتبر انّ بروز عدد من النخب الثقافية والسياسية من ضمن ما يعتبر بيئة الحزب في الجنوب والبقاع، والتي تمثل رأياً مختلفاً أربكته، فبدأ بالانقضاض عليها".

وتابع: "هذا بالإضافة الى الأزمات المتلاحقة التي تلاحق الحزب من أزمة نظام الى الأزمة الاقتصادية ومسؤولية حمايته للمنظومة التي أوصلت الناس الى ما عليه".

وشدّد على أنّ التهديدات "لن تؤثّر علينا أبداً، لا بل ستشكّل حافزاً لهذه القوى على إدارة معركة انتخابية بشكل منظّم وموحّد وقويّ، يمكن أن تؤدّي الى نتيجة، وجميع الظروف مهيّأة، بالإضافة إلى أنّها يجب أن تكون منطلقاً لاستحقاقات أخرى كالانتخابات البلدية وغيرها".
وأكّد على أنّ المقاومة الحقيقية هي الناس التي تقاوم من خلال الذهاب الى عملها، ولا زالت متواجدة في قراها، وليس من يقبض الدولار.

وختم مشيراً الى أنّه بدل تخوينها ومهاجمتها، عليهم أن يقاوموا من تخلى عن مئات الكيلومترات المليئة بالغاز والنفط في البحر دون أيّ كلمة".

بدوره رأى الباحث والأستاذ الجامعي مكرم رباح أنّ التهديدات والتخوين هي جزء من ثقافة معيّنة أدخلوها على الحياة السياسية تطال كلّ من يعارضهم".

وقال لـ"النهار": ما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي مترافق بحملة إعلامية يشنّها بعض إعلاميي "حزب الله" عبر منصّات أخرى تعتمد التشهير بالأسماء، بهدف تخوين كلّ من قام بأيّ تحرّك بمواجهة "حزب الله"، مثال ذكر أسماء شاركوا بتوقيف آليّة "حزب الله" في شويّا وغيرها.
أضاف: "يحاولون تصوير الاختلاف في وجهات النظر على أنّه عمالة لإسرائيل، وأيّ إعلاميّ يمكن أن يكتب ضدّ نهجهم الفاشيّ يكون عميلاً، ويستفيدون من أيّ حدث لتعميمه، كالذي جرى مع الصحافيّ محمّد شعيب الذي من الممكن أن يكون مشغلاً من قبل الإسرائيليين، لكن ليس كلّ من كتب ضدّ الحزب يكون عميلاً".

وشدّد على أنّهم يستعملون السلاح، لقمع أيّ صوت معارض، وهذا ما جرى معي ومع لقمان سليم في خيمة ساحة شهداء وما تبعها من قتل للقمان كردّ فعل على إصرارنا على المواجهة.
ورأى أنّ هذه الأساليب لم تعد تجد نفعاً، فمن اتّخذ قرار المواجهة يعرف تبعاته، وهو مستمرّ فيه، فهناك من قرّر المواجهة المباشرة، وهناك من يواجه على طريقته عبر اتّهامهم بحماية المنظومة، وتحميلها مسؤولية الوضع الاقتصاديّ".

وختم: "إنّ الخطاب الأخير لرئيس المجلس السياسيّ لـ"حزب الله" يؤكّد أنّهم أضحوا مأزومين وفاقدي العقل والمنطق".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم