مَن يحاول العزف على وتر تباين "القوات" والكتائب؟

قد لا يكون هناك من مفرّ في بعض المحطات من تباينات واختلافات في وجهات النظر التي تُعتبر من أسس الديموقراطيّة في الحياة السياسيّة الصحيّة بين الأحزاب والقوى في المجتمعات. ويبقى التعبير عن التباينات بصوتٍ عالٍ بين المكوّنات التي لطالما دافعت عن قضايا وطنيّة مشتركة، صورةً تحمل معها مظاهر يراها البعض طبيعيّة، في وقت ترسم أمثلة أخرى نماذج صراعات صامتة بين قوى ترفض الاعتراف بخلافاتها واختلافاتها أمام الملأ محافظةً على صورة وحدويّة في أصغر التفاصيل، وهذا ليس من المظاهر الصحيّة في المجتمعات المبنيّة على أسس الحريّة والديموقراطية. لكن يبقى العزف على وتر التباينات هو السائد في لبنان على تنوّع الخلافات وأشكالها وأحجامها، وهذا ما بدا واضحاً من نظرة مراقِبة في محاولات قطف مشهد الاشتباك السياسي المحدود بين "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب، من قبل محسوبين على أحزاب الأكثرية الحاكمة الذين أطلقوا العنان سريعاً لتصوّراتٍ الغرضُ منها استهداف المكوّنين سياسيّاً وانتقاء عبارات غايتها محاولة إضعاف صورتهما معاً أمام اللبنانيين. يأتي ذلك في وقت تنشط المبادرات الجديّة التي تقلق الأكثرية الحاكمة وتشكّل ركائز قويّة لبناء التغيير على خطيّ معراب والصيفي، حيث تكثّف الاتصالات الهادفة إلى تفعيل دينامية...