الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

جنبلاط: طلبتُ المساعدة من الحريري قبل الانتخابات ولم أتلقَّ جواباً

المصدر: "النهار"
وليد جنبلاط (مارك فياض).
وليد جنبلاط (مارك فياض).
A+ A-
أشار رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، إلى أنه كان وحده في المعركة الانتخابية التي خاضها في الجبل ولم يخذله الوطنيون هناك. وقال: "حزب الله وحلفاؤه فقدوا الأغلبية، والسؤال الآن كيف ستتصرف هذه الأغلبية بعد تشكلها؟ يجب أن يكون ردنا فوق العصبيات المناطقية والحزبية".أن

وأوضح جنبلاط، في حديث لـ"اندبندنت عربية" أنّه "لا مشكلة مع تصويت بعض القاعدة الدرزية لمصلحة النواب التغييريين، فالذي لا يعرف كيف يتأقلم سيخسر، لكن أسأل عن برنامجهم"، منتقداً تصريحات التخوين التي أدلى بها النائب محمد رعد حيال الخصوم، ومجدّداً المطالبة بإقرار الاستراتيجية الدفاعية، كما اعتبر أنّ "لا إصلاح بلا سيادة".

وقال: "(حزب الله) وحلفاؤه فقدوا الأغلبية. والسؤال الآن، كيف ستتصرف الأغلبية، بعد تشكلها؟ في صفنا تقييمات مختلفة ربما، ويجب ألا تأخذنا نشوة النصر، وأن ننتبه إلى أن يكون ردنا موحّداً وعقلانيّاً فوق العصبيات المناطقية والحزبية من كل نوع. وأنا هنا لا أستطيع أن أتحدث بالنيابة عن الذين أسقطوا أغلبية المحور الإيراني - السوري، ومنهم المنتفضون والمجتمع المدني وأحزاب كالقوات وغيرها ومستقلون. فلا بد من معرفة برنامجهم"، مضيفاً: "كم صعبة الحياة السياسية اليوم في لبنان، عندما ترى مدينة عريقة مثل بيروت، مغيبة إلى حد ما، وطرابلس منهارة على غير تاريخهما الوطني والعربي".

كما لفت جنبلاط إلى أنّه "سبق أن اتصلت قبل الانتخابات بحوالى شهر ونصف الشهر بالشيخ سعد الحريري، وقلت له إننا على مشارف اغتيال سياسي جديد في المختارة، وطلبت المساعدة. وبصراحة، وإن كنت أتفهم ظروف سعد الحريري بالانكفاء، لكن لم يأتني جواب واضح".

وعن اعتبار الحريري أنّ الانتخابات أثبتت أن قراره كان صائباً لأنه أفسح المجال لظهور التغييريين والشباب، قال: "لا أوافق بالمطلق على هذا الرأي. ولا أريد أن أعلق لئلا ندخل في سجال، وسأبقى على صداقتي الشخصية مع سعد الحريري. التغييريون أتوا من دون جميلة أحد، ولم أطلع بعد على جميع النتائج والخريطة السياسية لوجودهم من منطقة الشوف إلى الجنوب والمناطق كافة".

أما عن اتهام حزبه مع غيره من الأفرقاء بتلقي دعم من دول غربية وعربية منها دول خليجية، أجاب: "نعم، وقفت السعودية معنا سياسيا، وما المشكلة؟ في الذكرى الخمسين لمدرسة العرفان في 7 أيار، وأمام حشد من 20 إلى 30 ألف مواطن، غالبيتهم من بني معروف، كان هناك حضور عربي، سعودي وكويتي ومصري وقطري وأردني وعماني. ما العيب؟ كأن هذا سرا. نحن عرب الهوية والانتماء. الفريق الآخر من يحميه؟ إيران وسوريا. أما بعض التنوع من الانتفاضة، أو المجتمع المدني، فليس من شأني أن أقيمهم في انتظار برنامجهم، وأخيرا لم أسمع بدعم غربي".

وعن تفسيره لتقارير إعلامية عن عدم التزام حزبه التصويت للمرشح الدرزي التوافقي على لائحة "حزب الله" وحركة "أمل" في دائرة الجنوب الثالثة في مرجعيون - حاصبيا - النبطية وبنت جبيل، على الرغم من الاتفاق مع الرئيس نبيه بري على ذلك، رد جنبلاط بالقول: "التزم 25% من الأصوات. نعم، لكن أتفهم أن باقي الرفاق والمناصرين لم يلتزموا لسبب بسيط، وهو أن ذيول حادثة بلدة شويا ما زالت موجودة. إضافة إلى ذلك هم لا يريدون في كل مرة أن يصوتوا لمرشح تسوية. لذلك هناك أيضا رياح تغيير في الوسط الدرزي، كما أن هناك رياح تغيير في الوسط الشيعي وغيره. علي أن أدرس أيضا رياح التغيير هذه".

وإذا كان جنبلاط فوجئ بحصول رياح التغيير على 14 أو 15 مقعداً بنتيجة الانتخابات، أكد أنّه لم يفاجأ "وفي الوقت عينه كنت من الذين يسألون، ما هو البرنامج السياسي لهؤلاء غير شعار "كلن يعني كلن"؟ وإذا كان برنامجهم هو نغمة تخوين منظومة السلطة، فلم نكن نحن المفتاح الأساسي في منظومة السلطة التي كان يمسك بها الآخرون. كنا إحدى الأقليات في هذه المنظومة. وبعض من نجح من خلال التغييريين تاريخه كله في منظومة السلطة".

وأضاف: "كنت بدأت قبل 3 سنوات بحركة التغيير، لكن جاءت موجة كوفيد ثم الانهيار الاقتصادي، ولم أستطع أن أستكمل الطريق. مع تيمور سنكمل الطريق، ومواصلة عملية التغيير والتجديد في الحزب الاشتراكي".

وهل يرى أن الاقتراع من القاعدة الدرزية للتغييريين إنذار للزعامات التقليدية والعائلية، أجاب: "لا مشكلة لدي. الشخص الذي لا يعرف كيف يتأقلم سيخسر. تصفني بالتقليدي وأنا نعم تقليدي بالنسب، لكن أعتقد أنني طوال عمري كنت ثائرا ورافضا هذا النظام السياسي، كما كان كمال جنبلاط. ومع الموجة الجديدة يجب أن أتعاطى مع نفسي ومع الحزب، أي استكمال إصلاح البيت الداخلي ووضع أسس جديدة تنظيمية وفكرية للعمل، بالتعاون مع تيمور".

أما عن التحالف مع حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" وغيرهما، فلفت جنبلاط إلى أنّه "كنا والقوات اللبنانية على اللائحة عينها والشعار عينه، لكن في تبادل الأصوات كل حزب صوت لصالحه بفعل قانون الانتخاب الذي يسمونه نسبيا، في حين أنه طائفي إلى أقصى حد. في الأساس ليس هناك تعاون مع الكتائب، لأن الأستاذ سامي الجميل يعتبر نفسه من الثوار، وأنه لم يكن أساسا من منظومة الحكم وهذا أمر غريب. المطلوب عقلنة الخطاب السياسي لئلا ندخل في العصبيات المناطقية والطائفية، وأن نضع أسسا عريضة لفريق الأغلبية الجديد".

وبالنسبة إلى أفق التعاون مع التغييريين، فيعتبر أن "الجواب ليس عندنا لأنهم ما زالوا على شعارهم كلن يعني كلن، أما التعاون في البرلمان فالجواب عليه عند كتلة اللقاء الديموقراطي". وقال: "بالنسبة إلى الحزب الاشتراكي واللقاء الديموقراطي، الانتخابات انتهت أمس، وأهم شيء بعيدا من المناسبات والاحتفالات والمواكب، تأكيد الإصلاح بدءا من قطاع الكهرباء إلى الكابيتال كونترول، إلى إعادة هيكلة القطاع المصرفي ودعم الجيش والقوى الأمنية. وبالمناسبة لا إصلاح بلا سيادة".

وردّاً على وصف كتلة "اللقاء الديموقراطي" بأنّها تلعب دور بيضة القبان في البرلمان، رأى أن "هذا المصطلح سخيف وخاطئ، لأنهم يريدون تحميل اللقاء مسؤولية كل شيء ليتهرب الأفرقاء الأساسيون من مسؤولياتهم".


من جهة ثانية، تعليقاً على كلام رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، "باي باي حكومة التكنوقراط لأن هناك تفويضا شعبيا نتيجة الانتخابات"، قال: "إذا البداية بهذا النوع من الكلام، هذا يعني أنهم مستمرون في التدمير المنهجي للاقتصاد والمؤسسات. لم يحصل في تاريخ البلد، وحتى في أوج الحروب الأهلية، منذ 1975 إلى 1982 إلى غيره، لم يحصل انهيار اقتصادي ومؤسساتي كما حصل في عهد الرئيس ميشال عون وبعض أعوانه".

وعن المخاوف في الوسط السياسي من السيناريو العراقي، سأل جنبلاط: "لماذا علينا التشبيه بيننا وبين العراق. إيران لا تحترم سيادة العراق وثرواته، من مياه ونفط إلى كهرباء، وتستبيحه بالكامل. العراق الذي كان يسمى أرض السواد بات الآن يفتقد إلى المياه. مع الفارق بين العراق ولبنان بأن هناك قرابة 1000 تنظيم مسلح، أقل أو أكثر، بينما هنا، والحمد لله، ما زلنا بتنظيم واحد مسلح هو حزب الله. الدولة وحدها تحمي لبنان". كما ترك أمر التصويت للرئيس نبيه بري لرئاسة البرلمان إلى قرار "اللقاء الديموقراطي"، وقال: "أنا أكتفي بإسداء النصيحة".

أما عن قول بري إنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي التي تضمن حماية لبنان من إسرائيل، فاعتبر أن "هذه المعادلة أوصلتنا إلى الأفق المسدود، وإلى هذه الازدواجية. لا نستطيع أن نكمل تحت شعار جيش وشعب ومقاومة". ورأى أن البديل في "دولة مقاومة، وفي نهاية المطاف الدولة لديها أدوات للمقاومة. كيف؟ يتم وضع آلية بين الدولة والحزب عن سبل توحيد السلاح تحت إمرة الدولة. لذا لا بد من الترجمة العملية للاستراتيجية الدفاعية. الشعب أنهك. وفي هذا المجال حاول الحزب في خضم أزمة البنزين، أن يأتي إلى اللبنانيين بـ3، أو 4 سفن من إيران، ولم تؤثر بشيء. هل يستطيع الحزب وحلفاؤه أن يؤمنوا صمود جميع اللبنانيين بسياسة الحدود المفتوحة؟ هذه بعلبك - الهرمل صدر فيها صوت معارض. هل هو ضد حزب الله؟ كلا، بل قال هذا المواطن كفى".

وتابع: "لا حل للأزمة الاقتصادية إلا بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وقبول الحلول الصعبة جدا، منها قانون الكابيتال كونترول، لكن المصارف أصدرت بيانا برفضه، وسمعنا، وقد أكون مخطئا، أن أحزابا سياسية مركزية، وطبعا الحزب الاشتراكي ليس إحداها، رفضته أيضا. وهذا يعني أن المصارف تحكم، مع الأسف، القسم الأكبر من اللعبة السياسية. لذلك تهرب غالبية النواب من التصويت، ولم تلح الحكومة، ربما لأسباب تقنية ولقرب الانتخابات، أو لتواطؤ البعض فيها مع المصارف، وكل شيء ممكن".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم