السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"التيار" ينأى عن المعارك الاستراتيجية ويقاتل في زواريب عوكر والأشرفية

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
تعزيزات عسكرية لقوى الأمن أمام شركة "مكتّف" للصيرفة في عوكر.
تعزيزات عسكرية لقوى الأمن أمام شركة "مكتّف" للصيرفة في عوكر.
A+ A-
يرفع "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية ميشال عون عند كل استحقاق لواء حماية حقوق المسيحيين مطلقين الشعارات الكبيرة، وآخرها استحقاق تشكيل الحكومة الذي يصرّ عون فيه على تسمية جميع الوزراء المسيحيين باعتباره حامي الحقوق والمدافع عن الطائفة.

ولكن في الآونة الأخيرة، يبدو أن التيار انتقل من المعارك الكبرى التي "يهواها" رئيسه كما يقول دائماً، الى معارك صغيرة متفرقة داخل الشارع المسيحي تطال خصومه الانتخابيين ربما تعيد ما فقده من خلال توليه منذ خمسة اعوام.
 
وللتاريخ، عاد الجنرال ميشال عون سنة 2005 الى لبنان، واكتسح الشارع المسيحي بـ"تسونامي" متكئاً على حلفاء مسيحيين اقوياء كان لهم حضورهم الشعبي السياسي اضافة الى رصيد كبير بنوه بحلفهم مع النظام السوري كالياس سكاف وميشال المر وسليمان فرنجية والطاشناق وايلي الفرزلي، ومروحة كبيرة من حلفاء النظام السوري من نواب وشخصيات اقتصادية رأت فيه المنقذ بعد انسحاب الجيش السوري في لبنان.
 
وحافظ ميشال عون على هذه التحالفات لحين ترشحه الى الانتخابات الرئاسية حيث "انفخت الدف" مع اغلبيتهم، لكن، في المقابل، نجح النائب جبران باسيل في بناء تحالفات عبر التسوية الرئاسية مع عدد ممن خاصمهم سياسياً كالرئيس سعد الحريري وغيره من الشخصيات، علاوة على تحالفات مع شخصيات مسيحية لها وزنها الانتخابي الوازن كنعمة افرام وميشال ضاهر وايلي الفرزلي وميشال معوض والحزب السوري القومي الاجتماعي نجح معهم في انشاء اكبر تكتل مسيحي في لبنان.
 
ولكن، وبعد مرور ثلاث سنوات، تفتت التكتل وتشرذم وتفرق الحلفاء، وصار "التيار" وحيداً من دون اي حليف مسيحي لا بل اصبح الحلفاء خصوماً شرسين لا يقلون بشراستهم عن خصومه التقليديين وآخرهم نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الذي يشن في هذه الفترة اكبر حملة على "التيار" وعلى رئيس الجمهورية وكان سبقه إليها ميشال معوض وشامل روكز وميشال ضاهر ونعمة فرام، وتشعبت المعارك مع حلفاء التسوية فتوسع الخلاف مع الحريري والتواصل مع وليد جنبلاط شبه منقطع واستعرت معاركه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحوصر خارجياً بعقوبات اميركية على رئيسه، وقوطع عربياً بشكل كامل، وهذا ما شلّ اللوبي الذي بناه جبران باسيل من سنوات طويلة في الخارج، للترويج له ولسياسته، وانكفأ مناصرو باسيل في الخارج خوفاً من ان تطالهم العقوبات.
 
وإزاء هذا كله، ترك "التيار" المعارك الكبرى بعد أن ادرك صعوبة حلّها في الوقت الراهن كتشكيل الحكومة ومسألة الحدود البحرية واتجه نحو الشارع الذي يدعي الحفاظ عليه، وبدأ معارك جانبية مع منافسيه لمحاول استعادة جزء من "مجد" فقد.
 
وبدا واضحاً في الاسبوعين الاخيرين هذا التوجه، وما قضية شركة ميشال مكتف سوى حلقة منه، فعلى رغم الشكاوى على جميع المصارف العاملة في لبنان وتحميلها مجتمعة جزءاً من مسؤولية الازمة لم يفتح ملف بهذه الطريقة سوى ملف مصرف انطون الصحناوي المعارض الشرس انتخابياً لـ"التيار"، اضافة الى قضية ميشال مكتف المعارض الشرس عبر وسيلته الاعلامية وهي رسالة واضحة للأيام المقبلة وخصوصاً ان قضاءي المتن والاشرفية يمكن ان يشهدا انتخابات فرعية، ويكون بهذا كلّه وجه الرسالة الى الخصم الاقوى وهو "القوات" عبر الهجوم على حليفيه ومنهم الى من يهمه الأمر انهم مستعدون لتخطي جميع الخطوط الحمراء في معركتهم المقبلة.
 
وفي هذا السياق، يوافق مصدر في "القوات اللبنانية"، على أن ما يجري يحمل رسالة لكن ليست فقط للقوات انما لجميع اللبنانيين، ومفادها أنه بأمكاننا تحطيم كل شيء من أجل البقاء، ومن كان ينادي بالدولة والمؤسسات هو من يضربها عبر التمرد على القوانين، وحتى قرارات من انتقوهم (رئيس مجلس القضاء الاعلى)،مشيراً الى ان لا المعارك الجانبية والرسائل ستنفع في اعادة عقارب الساعة الى الوراء فهذا العهد سقط وهو يحاول اسقاط ما تبقى من مؤسسات حاول الايحاء انه اتى ليقويها ويحافظ عليها.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم