الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

من "حزب الله" إلى الولايات المتّحدة: الشبكات المتنوّعة لعباس ابراهيم

المصدر: النهار
من "حزب الله" إلى الولايات المتّحدة:  الشبكات المتنوّعة لعباس ابراهيم
من "حزب الله" إلى الولايات المتّحدة: الشبكات المتنوّعة لعباس ابراهيم
A+ A-
 
بعد حملة لافتة في الاسابيع الماضية، طاولت المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم خاصة بعد زيارته واشنطن، وتوصية احد اعضاء الكونغرس الاميركي لادارج اسم اللواء ابراهيم ضمن الشخصيات التي يجب معاقبتها اميركيا، صدر تقرير مركز "جاينز لمراقبة الارهاب وحركات التمرد" بقلم ميتش بورتيرو وكايت كوكس، يؤكد على مجموعة من النقاط الرئيسية، من بينها ان اللواء يلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على الاستقرار اللبناني وفي نجاح نشطات متعلقة بالديبلوماسية الدولية، وهو لذلك بتمتع بعلاقات ثقة وتفاهم مع قوى وحكومات على طرفي المشهد السياسي: من الولايات المتحدة واوروبا الى تركيا وصولا الى ايران وسوريا وحزب الله. 
 
ويمكن بحسب تقدير سياسيين وديبلوماسيين استطلع المركز المتخصص مواقفهم، رصد نقطتين مهمتين في التقرير، الاولى ان التزام واشنطن خلال ادارة جو بايدن باستئناف العمل بالتفاهمات النووية مع ايران، سيعزز النظرة الايجابية على المستوى الدولي الى ادوار ابراهيم. وثانيا، ان ابقاء ابراهيم خارج دائرة الاستهداف بالعقوبات الاميركية، اكثر من ضرورة لمصالحها في عهد بايدن في المرحلة المقبلة. 
 
ومما جاء في التقرير:
- يتمتع عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام اللبناني بقدرة الوصول الى مروحة واسعة من الجهات الفاعلة ومن ضمنهم اوروبيين ومسؤولين رسميين في السياسة الاميركية فضلا عن خصوم الولايات المتحدة الاميركية مثل ايران وسوريا و"حزب الله" في لبنان.
*يلعب إبراهيم دورا رئيسيا في الحفاظ على الاستقرار الوطني والديبلوماسية الدولية مما أدى إلى إحجام الحكومات الغربية عن فرض عقوبات عليه بسبب صلاته بـ"حزب الله".
 
- يشرف اللواء ابراهيم بصفته مديرا عاما للأمن العام على إدارة حدود لبنان ووثائق الهوية للأجانب واللبنانيين. منذ توليه منصبه في العام 2011، وسّع ابراهيم النفوذ الديبلوماسي والاستخباراتي والأمني لهذا المنصب وهو يشارك بشكل روتيني في الاستحقاقات الدولية الرفيعة المستوى. في تشرين الاول الماضي -على سبيل المثال- التقى إبراهيم بمستشار الأمن القومي الاميركي روبرت أوبراين وسواه من مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى في واشنطن.
 
- يتقاطع تأثير إبراهيم مع نفوذ شخصيات قوية في لبنان بمن فيهم قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون. في بلد يتسم بالتقلبات السياسية والانهيار الاقتصادي، يعمل إبراهيم أيضا كواحد من صلات الوصل الفعالة الوحيدة للحكومة اللبنانية مع الحكومات الوطنية الأخرى.
 
- إن تجنب العقوبات عليه ليس ذي مغزى فحسب، بل إنه وبكل صراحة مفيد جدا للسياسة الخارجية الاميركية"، يقول مسؤول أمني أميركي عمل في ادارة باراك اوباما، وطلب عدم ذكر اسمه نظرا لدور عتيد سيلعبه في ادارة الرئيس المنتخب جو بايدن.
 
- إبراهيم، وهو مسلم شيعي من جنوب لبنان، يعتبر مقربا من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ينظر اليه على انه قناة اتصال راسخة بين الغرب وقيادة "حزب الله". وهو اسهم بشكل اساسي في تشكيل الحكومة الحالية مع برّي. 
 
- قال ستة خبراء ومسؤولين سابقين استشارتهم "جاينز" في هذا التحليل بأن فرض أية عقوبات على إبراهيم سيكون أمرا غير حكيم. إن امتداد شبكات عباس وتأثيره على الاستقرار يعنيان بأن الحكومات الغربية قد استفادت من مقاربة اكثر تعاونا مع ابراهيم.
 
- "هل لديك مواطن مفقود في سوريا وتريد أن تسأل النظام عنه؟ تكلّم مع عبّاس" قال مسؤول استخباري اوروبي ربطته علاقات وثيقة مع ابراهيم لعقد من الزمن. "هل تحتاج لنقل كيس من النقود الى سوريا لدفعها لأحد قام بخطف مواطنك؟ (هذا يتوقف على مكان وجوده في سوريا)... عليك الاتصال بعبّاس. هل لدى "حزب الله" مجموعة من عناصره مفقودين في خارج حلب ويريد من الاتراك العثور عليهم؟ إنهم يتصلون بعبّاس". وأضاف المسؤول الرسمي:" إن الاشخاص الوحيدين الذين لا يتصلون بعباس هم الاسرائيليين وربما ينبغي عليهم القيام بذلك".
 
- قبل توليه منصب مدير الأمن العام في العام 2011، تدرّج إبراهيم قدما في رتب الجيش اللبناني – حيث خدم في عمليات مكافحة الإرهاب والاستخبارات – ووسّع تأثيره الدولي مع مرور الوقت.
 
- بعد ان تولى قيادة الاشراف على التفاصيل الأمنية التي كانت تحمي مندوبي جامعة الدول العربية خلال زيارة قاموا بها إلى بيروت في العام 1987، قاد إبراهيم التفاصيل الأمنية لعدد من المسؤولين اللبنانيين النافذين ومن ضمنهم الرئيس الياس الهراوي ورئيس الوزراء رفيق الحريري. بعد انتهاء الحرب الأهلية، تابع إبراهيم تدريبات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
 
- في ظل الاحتلال السوري (1976-2005)، تمّت ترقية إبراهيم في صفوف وحدات مكافحة الإرهاب والاستخبارات التابعة للجيش اللبناني والتي غالبا ما كانت تنفّذ عمليات صغيرة لم تحظ باهتمام خارج لبنان. 
 
-  ساعد ايضا في إجلاء معسكر حزب العمال الكردستاني (بارتييا كركرين كردستان) من البقاع مما منحه خبرة في التفاوض بين السوريين والأتراك.
-  بعد اغتيال الحريري في العام 2005، تولى إبراهيم أقوى دور قد يمنح لمسلم شيعي في الجيش اللبناني الذي يهيمن عليه المسيحيون: رئيس المخابرات العسكرية لجنوب لبنان. كان المكتب المختص يقع في قاعدة عسكرية على بعد بضع مئات من الأمتار من "عين الحلوة" وكان مسؤولا عن توفير الحماية لمخيمات اللاجئين والسيطرة على الحدود مع إسرائيل والاضطلاع بالاتصال العسكري و بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) ومع "حزب الله".
 
- أدى تعزيز دور قوات "اليونيفيل" بعد حرب العام 2006 مع اسرائيل الى المزيد من ارتقاء ابراهيم، وفق مسؤول المخابرات الاوروبية، وهذا ما دفع به ايضا التحقيق الدولي في اغتيال الحريري.
 
- "أنا أحبّه كثيرا"، يقول محقق في المحكمة الخاصة بلبنان، "إنه رجل عنيد لكنه حادّ الذكاء، ولقد كان يتعامل معنا دوما بصدق. ومن الواضح بأن المسؤول الامني في "حزب الله" وفيق صفا كان يمنحه الثقة للعب دور مستقيم في قضية الحريري".
- تستمر قيمة ابراهيم باكتساب اهمية بالنسبة الى المجتمع الدولي في ضوء التطورات الجيوسياسية المتواصلة. هنالك احتمال قوي بأن يتسامح إبراهيم مع حملات القمع العنيفة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة في لبنان.
 يمتلك خطا سلطويا، وقد أظهر استعدادا لترحيل المعارضين السوريين ويعرف بأن سلطته تعتمد جزئيا على قبول "حزب الله".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم