الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أزمة التكليف إلى مراوحة طويلة

المصدر: النهار
الحريري (النهار)
الحريري (النهار)
A+ A-

بدا من اليوم الأول لعطلة عيد الأضحى ان مجريات الأسبوع الحالي بمجمله قد لا تبدل أي معطيات سياسية تتصل بأزمة تشكيل الحكومة الجديدة وتاليا فان الانطباعات التي سادت حيال ترجيح ارجاء الاستشارات النيابية الملزمة التي حددت رئاسة الجمهورية موعدها الاثنين المقبل قد زادت وترسخت . ذلك ان الجمود الذي طبع المشهد الداخلي في اول أيام عيد الأضحى واكبته مراوحة واسعة في المشاورات الجارية خلف الكواليس لبلورة اسم الشخصية السنية التي قد تتوافر حولها معالم توافق تؤمن الارضيّة الأساسية لتكليف هذه الشخصية . ولكن ووفق المعطيات المتوافرة فان كل ما يسرب عن ترجيح كفة أسماء وازنة من المكون السني ثبت انه غير دقيق حتى الان ، اذ ان الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام لا يبدوان في وارد المساومة على موقفهما فيما الأسماء الأخرى التي يجري تداولها لا تتوافر حول أي منها بعد معالم التوافق او الحصول على دعم المرجعيات السنية الأساسية .
 
تبعا لذلك فان الأيام الفاصلة عن الاثنين المقبل تبدو من الناحية الداخلية غير كافية لتبديل وجهة الجمود السياسي السائد حاليا بما يعني انه في حال عدم تبدل هذا الواقع بمفاجأة ما في الأيام الطالعة فان مسار التكليف سيكون امام طريق طويل وشاق تبقى خلاله حكومة تصريف الاعمال تتولى إدارة الازمات بتعثرها وإخفاقاتها الى امد مفتوح . ومعلوم ان الشكوك ازدادت حيال نيات ورهانات العهد في تطويل عمر هذه الحكومة بحيث تتيح له المضي في الاستفراد بالقرارات وتوظيف مرحلة الفراغ لترسيخ الكثير مما يسعى اليه العهد ولذا لم تستبعد الجهات المشككة ان يكون العهد سارع الى تحديد موعد الاستشارات على سبيل الظهور داخليا وخارجيا بمظهر الالتزام بالدستور ولكن ذلك لا يحجب الممارسات التي تكشف رهانات على بقاء هذه الحكومة .

ومع ذلك فثمة جهات داخلية معنية بمواكبة الازمة تراقب بدقة المواقف الدولية من الازمة باعتبار ان المجتمع الدولي يرغب بقوة في تشكيل سريع للحكومة بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب المقبل . ولذا فان الفترة الفاصلة عن الرابع من آب ستكون في اعتقاد هذه الجهات مرحلة تجريبية جديدة للدول المنخرطة بقوة في الجهود والضغوط حيال لبنان ولا سيما منها فرنسا والولايات المتحدة علما ان فرنسا حددت يوم الرابع من آب موعدا لعقد المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان .

وفي المواقف البارزة في يوم العيد ألقى أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي خطبة عيد الأضحى في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، ومما قال: " لسنا ببعدين عن الفوضى في لبنان عندما يبتعد الناس عن القيم الإيمانية وعن الأسس الأخلاقية، لا سيما اذا كانوا أصحاب سلطة ومسؤولية وقد غابت عنهم المعاني الراقية الإنسانية الأخلاقية، نتوقع بعد ذلك منهم كل شيء، مصيبتنا في هذا البلد أن كثيرا مما تولوا السلطة هم من أمراء الحرب أو من الفاسدين والمفسدين أو من الساكتين عنهم ... عندما تكون معظم الطبقة الحاكمة من رأسها الى حواشيها والى فروعها وقاعدتها عندما تكون بنيت وتكاملت على مثل هذه المعاني الخطيرة، فكيف نتوقع الحال، كرامة المواطن اللبناني اقدس من كل الكراسي والمناصب، اليوم تهان كرامة المواطن، يشعر الواحد منا بالاستفزاز، هناك من يحاول أن يستعلي على كرامة الإنسان في هذا البلد، للأسف الشديد وقف الناس في طوابير الذل لأجل المحروقات وأخطر من ذلك فقد الطعام والدواء حتى مات الأطفال وانقطع الأوكسجين العلاجي عن المرضى بسبب انقطاع الكهرباء، بالله عليكم أي قداسة تعطى للمنصب أمام هذا المشهد الأليم، القداسة كلها بكرامة المواطن ".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم