السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

موسكو تواكب أحداث غزة وتأجيل لقاءات لقيادات لبنانية

المصدر: النهار
وجدي العريضي
الرئيس المكلف سعد الحريري
الرئيس المكلف سعد الحريري
A+ A-
 
أدت التطورات المتزايدة في الأيام الماضية إلى إعادة المساعي الآيلة إلى تأليف الحكومة داخلياً وخارجياً، إلى ما بعد بعد المربّع الأول، ولا سيما أحداث غزة والقدس، إلى الأزمة الصاعقة بين لبنان والسعودية ودول الخليج وتنحية وزير الخارجية اللبناني، فيما جاءت رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المجلس النيابي بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر بعير التأليف، والتي أحدثت بدورها شرخاً سياسياً أخذ يسلك منحى طائفياً ومذهبياً . وقد تتحول الرسالة الرئاسية إلى كرة ثلج، ما سيزيد من من منسوب الخلاف بين بعبدا و"بيت الوسط" وربما أكثر من ذلك بكثير، بحيث ثمة معلومات لـ "النهار" عن مواقف بالغة الأهمية سيعلنها الرئيس المكلف سعد الحريري، إذ سيتناول موضوع رسالة الرئيس عون للمجلس النيابي ومسألة التاليف وآخر المستجدات، وسط تأكيدات من بعض المحيطين به على أنّ ما سيقوله زعيم المستقبل سيكون على مستوى المرحلة وما يتعرض له من حملات، أكان من الرئاسة الأولى أو من "التيار الوطني الحر"، ما يؤشر إلى أنّ الساحة الداخلية مقبلة على التصعيد.
 
توازياً، تؤكد مصادر سياسية عليمة لـ "النهار"، أنّ لبنان موضوع حالياً من قبل المجتمع الدولي "على الرف"، بعدما طغت أحداث غزة والقدس على ما عداها وباتت من الأولويات على الأجندات الدولية، ولا سيما من قبل واشنطن وباريس وموسكو، والأخيرة سبق أن قامت في الفترة الأخيرة بدور لافت على صعيد الملف اللبناني . ويُنقل من الحلقة الضيقة المحيطة بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أنّ الزيارات التي كان من المتوقّع أن يقوم بها عدد من المسؤولين اللبنانيين إلى موسكو بعضها ألغي، في حين أُجّلت بعض الزيارات إلى شهر حزيران المقبل وتحديداً زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ويعزو المتابعون للدور الروسي ذلك إلى اهتمامهم ومواكبتهم للتطورات في غزة والتي توليها موسكو اهتماماً أساسياً، دون أن يعني ذلك أنّها ابتعدت عن الملف اللبناني الذي دخلته بقوة مستفيدةً من برودة واشنطن ولا مبالاتها، إلى تعثُّر الدور الفرنسي. وفي هذا الصدد تكشف المعلومات الدقيقة أنّ السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف تمنى على رئيس الجمهورية ميشال عون في خلال زيارته إلى بعبدا أخيرا ، أن يسهّل دور الرئيس سعد الحريري في التأليف، ما يتناغم مع ما قيل لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في أثناء زيارته روسيا، في حين أنّ رئيس الجهورية أبدى للسفير الروسي امتعاضه من اتفاق الطائف الذي يكبّله، محمّلاً هذا الاتفاق كل ما يجري على خط التأليف، مشيرةً إلى أنّ بوغدانوف والذي كان خارج موسكو في خلال هذه الفترة سيعاود نشاطه متابعاً الشأن اللبناني الذي يتولاه . ولكن في خضم أحداث فلسطين والخلاف الأميركي – الروسي والتباينات بين موسكو وباريس على الرغم من الدعم الروسي للمبادرة الفرنسية، فإنّ هدف المسؤولين الروس يكمن في تحصين وتثبيت وضعهم الاستراتيجي في سوريا والذي بمفهومهم ومعلوماتهم يحتاج إلى وضع مستقر في لبنان سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وعليه ما سيقوم به بوغدانوف في الأيام القليلة المقبلة يتمحور حول لقاءات سيجريها مع بعض مستشاري قيادات لبنانية، من أجل إمكانية تدوير الزوايا وكي لا تخرج عن نصابها، في وقت إنّ حسم خيارات التأليف دونه صعوبات وعقبات وبحاجة إلى توافق دولي وإقليمي لم تتوفر ظروفه حالياً، نظراً إلى أوضاع المنطقة الصعبة من غزة إلى اليمن وسوريا، وترقُّب مرحلة ما بعد تجديد ولاية جديدة للرئيس بشار الأسد، دون إغفال التصلّب والانقسام الحادّ اللذين يحيطان بالواقع اللبناني المأزوم.
 
وبالعودة إلى الجلسة النيابية لمناقشة سحب التكليف من الرئيس الحريري، فإنّ رسالة رئيس الجمهورية ومن خلال قراءة أكثر من مرجع سياسي لمضمونها، ستعيد خلط الأوراق في البلد، وقد بدأت معالم الفرز السياسي تظهر بوضوح إذ ستعطي الرئيس الحريري مشروعية دستورية بعدما قدّم تشكيلة وزارية شاملة ومتكاملة للرئيس عون، وفق ما نصّت عليه المبادرة الفرنسية، ناهيك بأنّه كسب ضمن بيئته، إذ لا يمكن تجاوز ما جرى على خلفيات طائفية ومذهبية وما رافق رسالة رئيس الجمهورية، وذلك يضاف إلى عدّة الأزمة السياسية المفتوحة على الاحتمالات كافة وترقُّب ما سيفضي به الرئيس المكلف، وبمعنى آخر إنّ الأجواء الداخلية وفق أكثر من جهة سياسية غير مؤاتية لأي تقارب بين المختلفين، إضافةً إلى أنّ المعطيات الإقليمية والدولية لا تصب في أي معطى من شأنه التوصل إلى تسوية أو حلول للأزمة اللبنانية في المدى المنظور.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم