عون - الحريري... والعلاقة الإكراهية المتدهورة

 لا أحد يقلل الصعوبات والعوائق التي تعرقل ولادة الحكومة، إلا ان ثمة مسألة اساسية لا تغيب عن اذهان الكثيرين، وهي ان المعنيَّين بصدور مراسيمها: الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ليسا على قلب واحد ولا يعملان وفق بوصلة واحدة حيال هذه المهمة الشائكة في ظل عدم قدرتهما على تجاوز الالغام المزروعة في طريقهما. ويبقى الاخطر في كل ذلك ان الرجلين لا يرتاحان بعضهما الى البعض، فأي حكومة ستولد هنا؟ الى ذلك ان رئيس الجمهورية لم يقبل  بالحريري الا مكرهاً نتيجة خريطة التوازنات النيابية التي تصب في مصلحة زعيم "تيار المستقبل" على المستوى السني، الى الشيعي غير القادر على الاتيان بشخصية من نوع الرئيس حسان دياب وتكرار تجربته في السرايا حتى لو لم  يتلاقَ العونيون و"القوات اللبنانية" على اسم الحريري وكل من موقعه وحساباته في هذه المرحلة التي تصب في رصيد الدكتور سمير جعجع.   واذا كان الحريري يشكو عون امام الاصدقاء من فرنسيين وغيرهم، فثمة من يرى انه لا يحق له التوصل الى خلاصة انه من الصعب التعايش مع عون، ولا سيما انه دخل في سلسلة من التجارب مع  الفريق العوني في اكثر من محطة الى ان جرى تتويجها بالتسوية الرئاسية، ولا سيما بعد وقوف "حزب الله" سنتين ونصف سنة في وجه اي مرشح غير عون الذي انهالت عليه الانتقادات منذ الاشهر الاولى على...