الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

وفود تؤم دارة البخاري تضامناً مع السعودية... "مؤتمنون على الوفاء للمملكة" (صور)

المصدر: "النهار"
وفود تؤم دارة البخاري تضامناً مع السعودية (صور)
وفود تؤم دارة البخاري تضامناً مع السعودية (صور)
A+ A-
لعلّ المروحة الواسعة للردود الغاضبة والمستنكرة لتصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه والتي شملت معظم القيادات، قد شكلت الرد الحاسم على الإساءة التي وجهها إلى السعودية، وعكست خشية اللبنانيين بمعظم طوائفهم وفئاتهم وقياداتهم على أن تأتي السقطة الأخيرة بمثابة رصاصة الرحمة في رأس العلاقات اللبنانية السعودية التي تعرضت لهزات عنيفة ومتعاقبة خلال سنوات العهد الحالي. 
 
ووسط موجة ردود الفعل المنددة والمطالبات بإعفائه نهائياً من مهماته وإيلاء الخارجية موقتاً إلى الوزير بالوكالة تبعا لمرسوم توزيع الوزارات بالوكالة، توجّهت إلى السفارة السعودية اليوم وفود  للإعراب عن استنكارها الشديد لتصريحات وهبه، وتضامناً مع المملكة بوجه تلك التصريحات.
 
البخاري في دردشة مع الصحافيينا
 
ودعا بخاري في دردشة مع الصحافيين، إلى أن "يطمئن الجميع، لأن كل ما يحكى عن سعي المملكة لترحيل اللبنانيين عن أراضيها لا أساس له من الصحة".
 
وأشار إلى أنه "في خضم حرب الخليج لم ترحل بلاده أحداً عن أراضيها، لأن المملكة بنيت على أسس إنسانية. وأعطى مثالاً على ذلك أنه عندما توجه إلى المملكة لتلقي لقاح كورونا، وجد عائلات لبنانية تنتظر دورها قبله، بعد أن سجلت أسماءها وهو شيء أسعده لأن الدولة لم تفرّق بين مواطن ومقيم، لا بالنسبة إلى الانتظار في الدور ولا بالنسبة لنوع اللقاح".
 
ورأى أن "ما أكسب المملكة احترام المجتمع الدولي، ان لديها لغة وخطاباً سياسياً واحداً في العلن وفي السر".
 
 
دريان: نحن مؤتمنون على الوفاء للمملكة وما صدر من إساءة مرفوض
 
وفي السياق، استقبل سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري في دارته في اليرزة، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على رأس وفد من دار الفتوى في زيارة تضامنية مع المملكة.
 
وقال دريان: "جئنا لنعبّر عن تضامننا مع المملكة العربية السعودية ومع سائر دول مجلس التعاون الخليجي"، مشدداً على أن "هذه الدول الشقيقة لم تتخل يوماً على لبنان"، معتبراً أن "ما صدر من كلام فيه إساءة إلى المملكة ودول الخليج يشكّل إساءة لنا كلبنانيين أيضاً".
 
وأضاف: "ننتظر خلال ساعات الإجراءات الحاسمة التي يمكن أن تصحح ما صدر من إساءات إلى السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وعلى المسؤولين اللبنانيين المسارعة إلى رأب هذا الصدع ونحن مؤتمنون على الوفاء للمملكة وما صدر من إساءة مرفوض ومدان ومستهجن".
 
ثم استقبل بخاري وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، ومن ثم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على رأس وفد، ووفداً علمائياً من طرابلس وعكار برئاسة مفتي عكارالسابق الشيخ زيد زكريا، وقاضي طرابلس الشيخ سمير كمال الدين، ثم استقبل النائب فؤاد مخزومي.
 
 
شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن
 
بعد اللقاء قال حسن: "زيارتنا اليوم هي لتأكيد دور المملكة العربية السعودية في دعم لبنان وصونه من الاخطار، وصونه من الخلخلة في الأمن والاستقرار في مبادراتهم الكريمة ومساعيهم الشريفة لصون هذا البلد".

أضاف: "نتمنى للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين وللسفير بخاري الحفظ والأمان، ونحن نستنكر ما حصل ونأسف لأنه خارج عن عاداتنا وتقاليدنا وآدابنا وإنها اعتباطية، والاعتباطية تصبح كالجواد الجامح تندفع من دون رؤية للعواقب".

وختم: "نؤكد صلابة العلاقة بين لبنان ودول الخليج والمملكة".
 
 
وفد الاشتراكي 
 
كما أكد النائب تيمور جنبلاط بعد لقائه البخاري أن "زيارتنا تأتي في سياق رفض الاساءة للمملكة ودول الخليج ذات الفضل الكبير على لبنان. أكدنا للسفير بخاري أن كلام وزير خارجية لبنان غير مسؤول ولا أخلاقي. وأعربنا عن تحيتنا ومحبتنا لإخواننا في الخليج العربي".
 
 
 مفتي عكارالسابق الشيخ زيد زكريا
 
من جهته، قال مفتي عكار السابق زيد زكريا: "أتينا مستنكرين لما صدر من تصريحات التي نمت عن سوء أصحابها، وقد جاء في المثل: أبت الأنفس إلا أن تسيء لمن أحسن إليها، ونحن كلبنانيين نعتبر أن المملكة هي من خير وأفضل من أحسن إلى لبنان، سواء بالعمالة المتجذرة في المملكة أو بأواصر النسب والإحسان القائمة بيننا وبينها".

وطالب "الحكومة بموقف جدي مسؤول من هذه التصريحات، وهذا الأمر نطالب به كلبنانيين بغض النظر عن الموقف الرسمي والشعبي من إخواننا في المملكة العربية السعودية".
 
 
النائب نهاد المشنوق

وقال النائب نهاد المشنوق: "إنها زيارة لتأكيد المؤكد، والغيمة السوداء أمس انقشعت اليوم وأظهرت محبة الشعب اللبناني واحترامه وتقديره للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي التي كان دورها دائماً خيراً وبناء وصادقاً وإيجابياً تجاه اللبنانيين".

أضاف: "أتمنى ألا تتكرر هذه الغيمة السوداء ونحن لن نسمح بتكرارها أياً كان الثمن أو الضغوط والمتغيرات. هذه دار الخير والصدق والاهتمام بشؤون اللبنانيين والسفير بخاري لديه تجربة تؤكد ما أقول".

وتابع: "أتمنى على كل دول مجلس التعاون الخليجي أن تستقبل هذا التعاطف والتأييد اللبناني الشامل وأن تتعامل معنا على هذا الاساس باعتبار أن الماضي بيننا كله خير وكذلك أن يكون المستقبل كله دعم وتأييد للشعب اللبناني ولوقف هذا الانهيار بكل المعايير الأخلاقية والسياسية والاقتصادية، لأن وزير الخارجية ذكر أمراً مخجلاً بأن الاقتصاد يذهب ويأتي، وهذا يعني فقدان أي مشاعر جدية تجاه الانهيار الذي يعيشه اللبنانيون".

وتابع: "الزيارة أكثر من واجب وقد أبلغت السفير بكل ما سمعته وما وردني من رسائل تأييد للمملكة تعبر عن مشاعر اللبنانيين تجاهها".

وطمأن المشنوق إلى أن "لا تطور يتعلق باللبنانيين في المملكة، فهم معززون مكرمون".
 
 
الوزير السابق مروان شربل
 
كما رأى الوزير السابق مروان شربل بعد لقائه سفير السعودية في دارته في اليرزة، أنه "في هذه الظروف الصعبة نحن نعرف دور المملكة في تقريب وجهات النظر ومساعدة كل لبنان".
وقال: "المملكة ولبنان يحبان بعضهما مع وجود بعض الأشخاص المميزين بالعلاقات والمملكة عليها فضل علي شخصياً لأنني درست فيها وتطورت علاقتنا الأمنية معها منذ أن كنت ضابطاً حتى أصبحت وزيراً".

واعتبر أنه "لا يجب أن ننكر فضل السعودية على لبنان ولا يجب على السعودية ترك لبنان في الظروف الصعبة". 
 
 
النائب عبد الرحيم مراد

هذا واستقبل البخاري في دارته في اليرزة، النائب عبد الرحيم مراد، الذي قال بعد اللقاء : "نستنكر ولا نقبل أبداً الإساءة للمملكة العربية السعودية، ولبنان ثروته الأساسية علاقته المميزة مع الإخوة العرب".

واعتبر أن "الكلام الذي صدر في حق المملكة ودول الخليج مرفوض"، متمنياً "ألا يحاسب الشعب اللبناني بسببه، ونحن نقدر كل التقدير إخواننا في المملكة ودورها على الصعيد العربي بشكل كامل".
 
الرئيس أمين الجميّل
 
قال الرئيس أمين الجميل، عقب لقائه البخاري، إنّه "جئنا الى السفارة اليوم، لكي نعبر عن تعلقنا ومحبتنا للمملكة العربية السعودية التي تعود الى العشرات من السنين. وهذه التظاهرة اليوم هامة، ومن الضروري ان تحصل، والاساس هو العلاقة التاريخية العميقة ما بين الشعبين اللبناني والسعودي، طالما اننا نتشارك نفس القيم والمبادىء، ونتشارك نفس التعلق بالقضايا العربية والانسانية، فلذلك كل ما يتعلق بالمملكة ويمسها يمس كذلك لبنان. والشعب اللبناني لديه هذه المحبة والعلاقة الخاصة مع المملكة العربية السعودية، وهم يعلمون تماما مدى عمق محبة الشعب اللبناني".

وأضاف: "نحن نؤكد امتناننا وحبنا للمملكة العربية السعودية ولكل ما تقوم به من اجل لبنان، ولولا وجودها الى جانب لبنان لكان لبنان يعاني من ظروف صعبة جدا، وذلك منذ الطائف والى اليوم، فالسعودية كانت تمد لبنان بالدعم والتفهم وكل ما من شأنه ان يرسخ استقلال لبنان".

وختم الجميل: "أتينا اليوم، للتأكيد على هذه المسلمات وللتعبير عن محبتنا العميقة لجلالة الملك سلمان ولولي العهد، وان تبقى وتترسخ اكثر واكثر، وتتطور لما يخدم مصلحة لبنان والمملكة ومصلحة القضايا العربية".
 
الرئيس ميشال سليمان

كما زار الرئيس ميشال سليمان السفير السعودي في دارته باليرزة، وقال على الاثر: "زيارتي اليوم لسعادة السفير السعودي تعبير عن الموقف الحقيقي للمواطن اللبناني مما حصل بالامس، تجاه دول الخليج عموما والمملكة العربية السعودية خصوصا".

وأضاف: "علينا ان نميز دائما بين نوعين من العلاقة: علاقة المواطنين في ما بينهم وعلاقة المجتمعات مع بعضها. هناك علاقة سياسية بين الحكومة اللبنانية والقيادات في دول الخليج وفي المملكة العربية السعودية، العلاقة المجتمعية ثابتة ولا يشوهها ولا يفسدها اي علاقة سياسية. وعلاقة الشعب اللبناني بالدول العربية وبشعب الخليج وبالمملكة بصورة خاصة، هي علاقة قديمة وتاريخية ولا يمكن ان تتغير، فمعظم اللبنانيين والسعوديين والخليجيين يعرفون بعضهم البعض".

وتابع سليمان: "أما العلاقة السياسية فهي مسؤولية الحكم وترعاها السياسة العامة في الدولة وفي الدستور، فمن واجب مجلس الوزراء إقرار السياسة العامة للدولة وكل مسؤول فيها، وعندها يلتزم رئيس الدولة الى الوزير مرورا برئيس الحكومة، بهذه السياسة وتكون سقفه، على أن تؤخذ وفقا للعلاقات التاريخية بين الدولتين، كما تراعي مصلحة الشعب اللبناني. والسياسة العامة في لبنان هي العلاقة الجيدة والاكثر من ممتازة مع دول الخليج وخصوصا مع المملكة العربية السعودية، والموظفون ملزمون بها وخاصة الديبلوماسيين منهم، كالسفراء واعضاء السلك الدبلوماسي. إن ما حصل لا يعكس العلاقة المجتمعية بين لبنان والمملكة ولا السياسة العامة التقليدية، وهنا المسؤولية على الحكم، وعلى الحكومة واجب اكمال تصحيح الموضوع. وهنا أتوجه الى رئيس الجمهورية بصورة خاصة، بأن يقوم بدور شخصي لاصلاح هذه العلاقة عبر الاتصالات واللقاءات اذا لزم الامر لمنع تدهور العلاقة المجتمعية بين لبنان والمملكة العربية السعودية".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم