الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

الراعي في عيد القديس شربل: لتسمية شخصية سنية في الاستشارات النيابية على مستوى التحديات الراهنة

المصدر: "النهار"
البطريرك الراعي.
البطريرك الراعي.
A+ A-
طالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي القوى السياسية، بـ"اسم الشعب الفقير والمقهور والجائع والمشتّت كخرافٍ لا راعي لها، وباسم وطننا لبنان الواقع في حالة الإنهيار"، بأن "تتكاتف بحكم المسؤوليّة الوطنيّة، وتتشاور في ما بينها، وتسمّي في الإستشارات النيابيّة المقبلة شخصيّةً سنيّةً لرئاسة مجلس الوزراء الجديد، تكون على مستوى التحديات الراهنة، وتتعاون للإسراع في التأليف".

وفي قداس بمناسبة الأحد التاسع في زمن العنصرة، من الديمان، أكّد الراعي أنّه "وقت تحمّلِ المسؤوليات لا وقتُ الانكفاء، فالبلادُ لا تواجِهُ أزمةً حكوميّةً عاديّة، بل أزمةً وطنيّةً شاملةً تستدعي تضافرَ الجهود من قبل الجميع؛ وتواجه انقلابًا جارِفًا على النظامِ والدستورِ والمؤسّسات الشرعية، وتفكّكًا للقوى الوطنيّةِ التي من شأنها خلق واقعٍ سياسيٍّ جديدٍ يُعيد التوازنَ ويلتقي مع مساعي الدول الصديقة".
 
وقال: "ينبغي بحكم المسؤولية الوطنية تجاوز الأنانيّات والمصالحَ والحساباتِ الانتخابيّةَ الضيّقةِ التي تُسيطر بكلّ أسف على عقولِ غالِبيّةِ القوى السياسيّة، على حسابِ المصلحةِ الوطنيّة العليا"، متسائلاً: "كيف تسير الدولة من دون السلطة الإجرائيّة؟ فبها منوط إجراء الإصلاحات في البُنى والقطاعات التي هي شرط للدعم الدوليّ الماليّ من أجل قيام الدولة وانقاذها من حالة الإنهيار؛ وبها منوط ضبط الوزارات والإدارات ووضع حدّ للفساد الماليّ فيها والإفراط في ممارسة سلطة هذا أو ذاك من الوزراء أو المدراء العامّين كأنّه سيّد مطلق، في وزارته، ولإيقاف التعدّي على العاملين بإخلاص وفبركة ملفّات كاذبة بحقّهم لأغراض سياسيّة أو طائفيّة أو مذهبيّة؛ ومنوط بها دعم المحقّق العدلي بشأن انفجار مرفأ بيروت، وحلّ إشكاليّة رفع الحصانة عن الوزراء والنواب والعسكريّين المعنيّين، فالحصانة تتبخّر أمام ثمن الضحايا والأحزان والجرحى والدمار".

وسأل الراعي في عظته: "كيف يعاد بناء المرفأ والمنطقة المهدّمة من بيروت، وكيف يُعوّض على الأهالي من دون وجود سلطة إجرائيّة؟ مَن غير الحكومة يأمر وينفّذ التدقيق الجنائي الشامل في مصرف لبنان وكلّ وزارة من الوزارات وكلّ صناديق المجالس وأجهزة الرقابة؟ ومَن غير الحكومة يضبط ويضع حدًّ للتهريب والهدر وسرقات المال العام؟ ومَن غير الحكومة ينهض بالإقتصاد في كلّ قطاعاته، ويعيد الحركة الماليّة، يؤمّن فرص العمل، ويعيد لليرة اللبنانيّة قيمتها، ويحافظ على شبيبتنا وقوانا الحيّة والخلّاقة ويجنّبهم هجرة الوطن؟".

وأضاف أنّ "ما جرَى ويَجري من إهمال وانتفاء للحوار والتعاون، يُعزّزُ فكرةَ عقدِ مؤتمرٍ دولِّي خاصٍّ بلبنان لإخراجِ لبنان واللبنانيّين من ضيقتِهم المتعدّدة الأوجه"، مشيراً إلى أنّ "الجماعةُ السياسيّةُ تعطي كلَّ يومٍ الدليلَ بعد الدليلِ على عجزِها عن القيامِ بأبسطِ واجباتِها تجاه الشعب والوطن، وعلى فشلِها في الحفاظِ على مؤسّساتِ الدولةِ واستقلاليّةِ الشرعيّةِ الوطنيّة. هذه الجماعة عاجزةٌ عن حلٍّ للمسائلَ اليوميّةِ البسيطةِ كالنفاياتِ والكهرباءِ والغذاءِ والدواءِ والمحروقات، وعاجزةٌ عن مكافحةِ الفساد، وتسهيلِ عملِ القضاءِ، وضبط ممارسة الوزارات والإدارات، وإغلاقِ معابرِ التهريب والهدر، وعاجزةٌ عن تحصينِ نفسِها بتأليفِ حكومة، وعاجزةٌ عن معالجةِ القضايا المصيريّةِ كإجراءِ إصلاحاتٍ وترسيمِ حدودٍ وحسمِ خِيارات الدولة، واعتمادِ الحياد".

وفي عيد القدّيس شربل، اليوم، قدّيس لبنان، قال الراعي: "نحن نؤمن انه لن يدع لبنان ينهار. اليه نكل وطننا وشعبنا ملتمسين منه كعجائبيّ مرضيّ عند الله، أعجوبة خلاصنا من هذا الإنهيار الشامل، فبها نشكر ونمجّد الثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم