الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ماذا جاء في التحليلات الأجنبية لنتائج الانتخابات في لبنان؟

المصدر: "النهار"
رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون يدلي بصوته خلال الانتخابات النيابية اللبنانية - "أ ف ب".
رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون يدلي بصوته خلال الانتخابات النيابية اللبنانية - "أ ف ب".
A+ A-

تطرّق مراقبون إقليميون ودوليون إلى الانتخابات التشريعية اللبنانية التي جرت الأحد مع محاولة لاستشراف المرحلة المقبلة في لبنان بعد خسارة "حزب الله" وحلفائه الغالبية النيابية التي حققوها منذ أربعة أعوام. في هذا السياق، رأت صحيفة "لوموند" أنّ أكبر فائز في الانتخابات هو حزب "القوات اللبنانية" بقيادة سمير جعجع، وهو واحد من أقسى منتقدي "حزب الله" وداعميه الإيرانيين بحسب توصيفها. وكان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط فائزاً كبيراً آخر بعدما حصد جميع المقاعد التي خاض المعركة على أساسها.

 

وأشارت إلى أنّ حزب "القوات اللبنانية" يملك الآن أكبر كتلة في البرلمان فحلّ في الطليعة مكان الحليف المسيحي الأساسي للحزب وهو "التيار الوطني الحر". وحصد المستقلون والوجوه الجديدة، من بينهم أشخاص يمثلون حراك 17 تشرين الأول، نحو 14 مقعداً. ظهورهم "يوجّه رسالة قوية إلى الطبقة الحاكمة" من السياسيين الذي حافظوا على مقاعدهم بالرغم من الانهيار الاقتصادي الذي أفقر البلاد وأطلق أكبر موجة هجرة منذ الحرب الأهلية بحسب رأيها.

 

ولفتت شبكة "سي أن بي سي" إلى ارتفاع نسبة تصويت المغتربين بثلاثة أضعاف عن النسبة التي تحققت في 2018. بالمقابل، انخفضت نسبة الاقتراع إلى 41% في الانتخابات الحالية بعدما بلغت قرابة 50% في الانتخابات الماضية. وشجعت الأزمة الاقتصادية العديد من الناخبين على التصويت ضد الأحزاب التقليدية المتهمة بإطلاق "كساد متعمد".

 

ورأت شبكة "سي أن أن" أنّ فوز المجموعات السياسية الإصلاحية بنحو 10% من المقاعد التشريعية هو إشارة إلى الاستياء المتزايد من النخبة الحاكمة التي تتلقى لوماً واسع النطاق بسبب الانهيار الاقتصادي في البلاد. وبدا أنّ الأزمة الاقتصادية حفّزت الناخبين على التصويت للإصلاحيين الذين عانوا سابقاً في اختراق القيادة السياسية. لكن الضائقة المالية الشديدة دفعت أيضاً العديد من الناخبين المحتملين إلى الابتعاد عن صناديق الاقتراع، وقال كثر إنهم فقدوا ثقتهم بالنظام السياسي في لبنان.

 

"معهد واشنطن": الحريري نحو "خروج نهائي"

رأت الزميلة الزائرة في "معهد واشنطن" حنين غدار أنّ "حزب الله" تكبد خسائر كبيرة في الانتخابات بين الناخبين المسيحيين والدروز وحتى في الجنوب حيث اخترق نائبان جديدان لائحته المشتركة مع حركة "أمل". وفي دائرة بيروت الثانية، فشل الحزب في اختراق الناخبين السنة وتحدّى هؤلاء دعوات رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري للمقاطعة. وقد "أصبح خروجه من المشهد السياسي اللبناني نهائياً في الوقت الحالي".

 

وكتبت أنّ ثمّة حاجة للمزيد من الضغوط الدولية لمنع حصول فراغ دستوري يمكن أن يعمل عليه الحزب كما فعل في مرات سابقة ودعت إلى الثني عن رسم أي "حلول وسَط تهدّد بإعاقة الحركة نحو التغيير". فقد يفرض الحزب فراغاً على المؤسسات الحكومية ويربطها بالاستحقاق الرئاسي لفرض حل وسط يضمن وصول مرشحه المفضل إلى الرئاسة بما يعرقل الإصلاحات والتغيير السياسي.

 

"هآرتس": لبنان نحو "حقل ألغام"

ضمن الصحافة الإسرائيلية، ذكر الكاتب في صحيفة "هآرتس" زفي بارئيل أنّ خسارة "حزب الله" ليست سوى بداية "الدراما" في لبنان. توقّع الكاتب أن يؤدي الخرق الذي حققته قوى التغيير إلى رفع نسبة الاقتراع في الانتخابات المقبلة. لكنه أضاف أنّه حتى لو تمكّن البرلمان من انتخاب رئيس جديد وتم تعيين رئيس وزراء ضمن فترة معقولة، ستواجه الحكومة "حقل ألغام" مع الاضطرار إلى مناقشة قضايا أساسية تحتاج لتخطي آفاق الثلث المعطل.

 

من ناحية ثانية، سيحتاج خصوم "حزب الله" لتفادي سيناريوهات التعطيل عبر التلاقي والتوصل إلى اتفاقات من أجل تشكيل حكومة قادرة على الحصول على مليارات الدولارات من المساعدات. لكنّ ذلك مستبعد لأنّ الأنويّة والأبّهة والمصالح الشخصية التي تطبع السياسات اللبنانية لا تظهر مؤشرات إلى تبددها كما كتب.

 

"إسرائيل اليوم": انتكاسة... ولكن

في نتائج الانتخابات الأخيرة، لمس الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "إسرائيل اليوم" إيال زيسر نوعاً من "التعبير عن الغضب بل عدم الثقة بحزب الله الذي فشل في محاولاته لتجنيد مؤيّديه في استعراض للتأييد الشعبيّ". وخسر حلفاء الحزب من الطوائف الأخرى كما حصل في أوساط المسيحيين والدروز. ورأى أنّ هذه "ليست النتائج التي سعى إليها حزب الله ولكن يمكنه التعايش معها طالما أنّ سيطرته على الدولة بقيت كما هي".

 

"جيروزاليم بوست": هذا ما تدركه إيران

ربط الكاتب في "جيروزاليم بوست" سيث فرانتزمان بين خسارة "حزب الله" في لبنان وخسارة المجموعات الموالية لإيران في المنطقة على قاعدة أن الناس تعبوا من الفقر والحرب والفوضى. وذكر أنّ إيران تعلم أنّ أداء أصدقائها لم يكن جيداً إذ إنّ الوكالات الرسمية في إيران مثل "تسنيم" و"فارس" لم تُشد بنجاح الحزب. "إيران ترى الإخفاق، لكن السؤال هو ما إذا كان ‘حزب الله‘ سيقبل هذا الفشل في صندوق الاقتراع أو سيثير نزاعاً جديداً لتشتيت الانتباه".

 

"ذا ناشونال": "تأثير كارثي"

رأى الكاتب السياسي في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية مايكل يونغ أنّ لبنان سينتقل من مأزق إلى آخر بعد الانتخابات. بما أنّ حزب "القوات اللبنانية" يملك العدد الأكبر من المقاعد المسيحية بالمقارنة مع حزب "المردة" و"التيار الوطني الحر" لن يستطيع الزعيمان سليمان فرنجية وجبران باسيل ادعاء أنهما يتمتعان بالشرعية الأكبر للترشح إلى رئاسة الجمهورية. وبما أن "حزب الله" يعارض بشدة زعيم "القوات" سمير جعجع، ستكون النتيجة فراغاً سياسياً مطولاً في حال عدم التوصل إلى تسوية.

 

وتوقع الكاتب زيادة حدة الاستقطاب بين أكبر تكتلين سياسيين (القوات والحزب وحلفائهما) بحيث لن يكون أي طرف قادراً على تخطي الآخر مع رغبة كل منهما بتفادي الحرب الأهلية. لهذا السبب، إن النتيجة المرجحة هي بقاء لبنان في طريق مسدود خلال الأشهر المقبلة وربما أبعد من ذلك مع "تأثير كارثي" على رفاهية اللبنانيين والأوضاع الاقتصادية والمالية والمصرفية.

 

"مركز ويلسون"... ماذا بعد "الأوهام"؟

وجد الوكيل السابق لوزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل أنّ من بين "الأوهام" التي احتفظ بها المراقبون الاعتقاد بأنّ تقليص حضور "حزب الله" البرلماني وحضور حلفائه يقلّص قوته. لكن "في الواقع إنّ نفوذ حزب الله في الانتخابات والبرلمان هو مجرد نتيجة ثانوية مفيدة لهيكل سلطته الموازية خارج الدولة...".

 

وقلّل أيضاً من أهمية الآمال التي علقت على إمكانية إنتاج الانتخابات اللبنانية حكومة ناشطة قادرة على استعادة الثقة بشؤون الحوكمة والمالية. لكن نظام التحاصص حوّل الدولة إلى ما هو أكثر بقليل من آلة رعاية أدت إلى تصاعد الفساد الذي تساهل معه لبنانيون كثر طالما أنّ المغانم كانت توزع بطريقة نسبية بين الطوائف. أما التصور الخاطئ الثالث فقد بني على إمكانية تحقيق المستقلين تقدماً في نظام سياسي وانتخابي مغلق كهذا.

 

توقّع هيل استمرار الشلل السياسي في الاستحقاقات الدستورية المقبلة. وسط الخلاف الداخلي الحاد، قد يتطلع اللبنانيون إلى لاعبين إقليميين ودوليين للتدخل. لكن من المرجح أن يكون معظم اللاعبين الخارجيين إما راضين بالشلل لعدم رغبتهم بإقدام وكلائهم على التسوية وإما مواجهين لصعوبات في ربط الديناميات اللبنانية بمشاكل الشرق الأوسط الأوسع.

 
 

وأشار إلى أنّ تذبذب نهج واشنطن تجاه لبنان بين فترات طويلة من التجاهل متبوعة بنشاط سياسي وقت الأزمات ليس مثالياً. وطالب أميركا بأن تكون واقعية ومستعدة للتصرف "إذا ومتى انهار لبنان". وأوضح أنّ سياسة أميركا الحالية ببناء الجيش اللبناني وأجهزته الأمنية والتشدد في اشتراط الإغاثة المالية بالإصلاح يجعلان من واشنطن في أفضل موقع ممكن وسط الظروف الحالية.

 

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم