الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بعد عام على انتفاضة 17 تشرين... هل ينتشر اليأس؟

المصدر: "ذي اندبندنت"
مشهد من انتفاضة 17 تشرين - "أ ب"
مشهد من انتفاضة 17 تشرين - "أ ب"
A+ A-
بعد سنة على اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأوّل، أعرب عدد من اللبنانيين في حديث إلى صحيفة "الإندبندنت" عن يأسهم من الأوضاع التي وصلت إليها الأمور، على الرغم من أنهم كانوا مشاركين في التظاهرات.

لو لم تقرر رولا اسطفان في آخر دقيقة مرافقة أولادها إلى الكنيسة مساء الرابع من آب، لكانوا قُتلوا بفعل انفجار المرفأ. ولم ينجُ زوجها إلا لأنه توجه إلى السطح لمشاهدة الحريق الذي اندلع قبل الكارثة.

تحدثت اسطفان، 48 عاماً، من اليونان حيث تعيش اليوم. وأظهرت عدم رغبتها بالبقاء في لبنان بعدما استشعرت بالخطر على أبنائها قائلة: "فقدت الأمل وكان عليّ الخروج من هناك". وأضافت: "غادرت لبنان لأنني لم أعد أؤمن به بعد اليوم".

كالعديد من اللبنانيين، غادرت اسطفان بلدها بعد الانفجار كي تبني حياتها في مكان آخر. لكن قبل سنة، شعرت بأنّ الأمر كان مختلفاً جداً حين كانت في الصفوف الأمامية للمنتفضين الذين نزلوا بعشرات الآلاف على امتداد البلاد وواصلوا تحركاتهم طوال أشهر.

بعد استقالة الحريري كانت هنالك وعود عدة بإجراء تغيير حقيقي. وظنّ كثر أنّ تلك التظاهرات ستشكل نقطة تحول إذ اختفت الخطابات الدينية والمذهبية والطبقية وكان الجميع موحدين. "لقد كان شيئاً جميلاً لا يوصف"، تقول اسطفان.

لكن بعد انهيار الاقتصاد وانفجار الرابع من آب، تابعت الصحيفة، غادر العديد من المتظاهرين أو يغاردون لبنان، ومنهم من يعمل على إرسال أبنائه إلى الخارج. أمّا أولئك الذين لا يملكون الوسائل للرحيل فيشعرون باليأس. وعلى الرغم من تدهور الأوضاع تبددت التظاهرات. كذلك، لا يعتقد كثر أنّ تظاهرات اليوم بمناسة ذكرى مرور عام على انطلاق الانتفاضة ستحدث تغييراً حقيقياً.

رولا حلبي هي ناشطة أخرى خسرت ثلاثة أصدقاء لها في الانفجار إضافة إلى مكاتبها. وقالت إنّ الناس قلقون على لقمة عيش أولادهم، لذلك، بدلاً من النزول إلى الشارع، يقاتلون للنجاة. وأضافت أنّ 80% من أصدقائها الذين نجوا غادروا البلاد. وأضافت من مكتبها المدمّر أنّ الطبقات الفقيرة في وضع مزرٍ والطبقة الوسطى تختفي ببطء. وبقيت طبقتان فقط بحسب رأيها: "العالقون في حفرة عميقة وأولئك الذين يقودون البلاد وينهبونها".

لم يتم تطبيق إصلاح جوهرية أو حتى أي إصلاح بسبب الطريق المسدود الذي وصلت إليه البلاد. والغياب المذهل لأي رد من السلطات اللبنانية عقب الانفجار أطلق تظاهرات جديدة في آب أدت في نهاية المطاف إلى استقالة الحكومة مجدداً. وتم تكليف رئيس حكومة جديد، مصطفى أديب، لكنه استقال في أيلول قبل التأليف. وتم تأجيل الاستشارات النيابية الجديدة الأربعاء الماضي، والاحتمال الأكبر هو تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة.

وقالت مستشارة العلاقات العامة ماريانا وهبي للصحيفة عينها إنّ ما تعايشه في لبنان بعد الانفجار عبارة عن "جهنّم". وأضافت: "17 تشرين الأول كان أملاً، حنقاً وغضباً لكن الكثير من الأمل. حالياً، هنالك شعور باليأس".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم