السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

التلحيم: كلمة السرّ الجديدة!

المصدر: النهار
مرفأ بيروت (تصوير حسن عسل).
مرفأ بيروت (تصوير حسن عسل).
A+ A-
 
 
كارن البستاني 
 
إن ما يشهده لبنان في هذه الأيام العصيبة لم ولن تشهده أي دولة في العالم، مؤامرات وصفقات وتسويات وحتى شد حبال بين الدول الكبرى على مصالحهم الخاصة على حساب لبنان! 
لبنان المقسوم ما بين الطبقة الحاكمة الفاسدة والشعب المنكوب، بين أطراف السلطة، بين الأحزاب، بين الطوائف، بين دول الغرب والشرق.
وإذا أردنا ان نلحم ما قد انكسر بين كل تلك الأطراف سوف ينفجر، لأن لسوء الحظ تغير معنى التلحيم في القاموس اللبناني الحديث من اللصق واللأم إلى التفجير والحريق!
ما نشهده اليوم هو تحطيم مؤكد للمبادرة الفرنسية من الثنائي الشيعي
الذي سيكمل معركته الحكومية حتى الرمق الأخير وبشتى الوسائل من دون تنازل وبأي ثمن حتى ولو خرب البلد.
وتهديدهم بالمثالثة وبمؤتمر تأسيسي معناه نسف اتفاق الطائف. وتهديدهم أنهم سيتعاملون مع الوزراء الجدد كعملاء! وايضاً التهديد إن اخذوا منهم وزارة المال سيطالبون برئاسة الجمهورية (المسيحية) ورئاسة الوزراء (السنية).
كل ما سبق يشير أن الثنائي الشيعي يرى أن تشكيل حكومة مستقلة بمبادرة دولية هو إنهاء لكل مكتسباتهم وسيتعاملون معها على هذا الأساس.
من يظن أن الثنائي سيتنازل عن شيء من مكتسباته التي دفعت إيران لهم المليارات في 40 سنة لتحقيقها فهو ساذج وواهم. 
التغيير في الوضع اللبناني الحالي المعوج أمر حتمي، وكل محاولات إبقاء لبنان في قبضة إيران ستفشل والوضع الحالي لا يمكن أن يستمر أو يدوم -بإذن الله-  والقرار الدولي في شأن لبنان اتخذ بالفعل ليس الآن بل منذ سنة ونصف سنة، لذا كان الله في عون لبنان مما هو آت.
 
ثمّة خطران كبيران يتربّصان بلبنان حالياً: خرق الدستور وهجرة المسيحيين! وان حدث ذلك فسوف يشهد لبنان تغييراً جيوسياسياً محتماً وتحويلاً جذرياً لهويته وحضارته وثقافته التي لا تقل عن 6000 سنة!
المخاطر كبيرة وأعدّ لها منذ سنوات! والشعب اللبناني إما منهمك بمشاكله المعيشية الاقتصادية الاجتماعية الصحية والبيئية أو متلهٍ بصخب حياة الرفاهية والسفر ولا يهمه ما يجري حواليه!
في الامس أعلن الاحتلال الاسرائيلي السياسي الشرعي" للمنطقة العربية! 
وقعت الإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقاً للتطبيع مع إسرائيل، وذلك في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
 
ووصف ترامب الحدث بأنه "يوم غير عادي للعالم، سيضع التاريخ في مسار جديد"، وأشاد بما سماه "فجر شرق أوسط جديد".
ولبنان هو الاصغر والاضعف ولكن الأصعب لضمه لتلك المجموعة! 
ان لبنان يواجه يومياً صدامات ومحاولات للفتن واندلاع حرب أهلية، وللأسف نرى ان الشعب اللبناني لم يتعلم بعد الدرس ويعيد كل الأغلاط التي أوصلت الوطن الى الهاوية والحالة الكارثية التي نواجهها!
وقريبًا سوف يرفع الدعم عن الكثير من السلع وبخاصة عن المواد الغذائية! ومما لا شك فيه أنّ رفع الدعم النهائي عن الأدوية أيضاً سيؤدّي إلى مضاعفات خطيرة بالنسبة لأصحاب الصيدليات والمواطنين وشركات الأدوية. وناهيك برفع الدعم عن المازوت والبنزين الذي سوف يؤدي الى انهيار تام للاقتصاد وهلاك محتم للمواطن اللبناني!
 
بين فصول الحرائق في بيروت، والفتن الحزبية الطائفية والمسرحيات الدولية يبقى لبنان تحت رحمت "معلم التلحيم" الذي إما سيلحم جراحات الوطن وإما سيدمّر ما تبقى منه بضربة قاضية! 
تحية إلى كل ثائر مستقل حر يعلو بكلمة الحق ليصل صداها الى الله!
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم