الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"خيبة أمل" عربية ودولية بعد اعتذار الحريري... "الوضع في لبنان من سيّئ إلى أسوأ"

المصدر: "النهار"
مواجهات في الشارع أمس بعد اعتذار الحريري ("النهار").
مواجهات في الشارع أمس بعد اعتذار الحريري ("النهار").
A+ A-
أجمعت الجهات العربية والدولية المراقبة لمسار التطورات في لبنان على أنّ "الوضع يتّجه من سيّئ إلى أسوأ"، بعد "انفجار" سياسيّ خطر، بالأمس، تمثّل باعتذار الرئيس سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، ما يُنذر باشتداد الأزمة اللبنانية على المستويات كافّة، خصوصاً مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار إلى حدود الـ23 ألف ليرة، من دون أيّ رادع أو أفق قريب للحلّ.

ووسط هذه الحال، برزت مواقف عربيّة ودوليّة مندّدة بتأزّم الوضع اللبناني، وعدم التوصّل إلى اتفاق سياسيّ قد يبدّد الأجواء قليلاً، ودخول لبنان في دوامة أزمات عدّة: اقتصادية، معيشية وسياسية، استدعت تحرّكاً فرنسياً عاجلاً للإعلان عن مؤتمر دولي تلبية لحاجات الشعب اللبناني في السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب المقبل، إضافة إلى مواقف أخرى من الخارجية الفرنسية والأميركية والاتحاد الأوروبي، إلى جانب موقف بارز للأمين العام للجامعة العربية خلال اجتماع مع غوتيريس في نيويورك.

الخارجية الأميركية

أعربت الخارجية الأميركية عن "خيبة أمل" إزاء التطوّرات في لبنان، معبّرة عن "قلقها من "استقالة رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري، وهو بمثابة تطوّر آخر مخيب للآمال بالنسبة إلى الشعب اللبناني".

طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لبنان بـ"تشكيل حكومة ملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات ذات أولوية على الفور"، مؤكداً أنّه "ينبغي أن تبدأ الحكومة أيضاً بالتحضير للانتخابات البرلمانية للعام 2022، والتي يجب إجراؤها في موعدها وبطريقة حرّة وعادلة".

وأضاف بلينكن: "لقد بدَّدت الطبقة السياسية في لبنان الأشهر التسعة الماضية... الاقتصاد اللبناني في حالة انهيار، والحكومة الحالية لا تقدّم الخدمات الأساسية بطريقة موثوقة"، داعياً "القادة في بيروت إلى وضع الخلافات الحزبية جانباً، وأن يشكّلوا حكومة تخدم الشعب اللبناني".

وختم: "هذا ما يحتاج إليه الشعب اللبناني بشدّة".

الخارجية الفرنسية

في أول تعليق فرنسيّ على التطورات السياسية، طالبت باريس بإجراء استشارات نيابية سريعة، والخروج من التعطيل المنظّم، كما دعت إلى تشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات وتؤمّن إجراء انتخابات بكل شفافية وحياد.

وفي بيان صباح اليوم، أعلنت الخارجية الفرنسية أنّها "أخذت علماً بقرار رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري بالاعتذار عن تشكيل الحكومة"، لافتةً إلى أنّ "هذا التطوّر الأخير يؤكّد الانسداد السياسي الذي عمد فيه القادة اللبنانيون عمداً إلى إعاقة البلاد لأشهر، فيما هي تغرق في أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة".

وأضافت الخارجية الفرنسية: "هناك الآن ضرورة ملحّة للخروج من هذا التعطيل المنظّم وغير المقبول، وإمكانية تشكيل حكومة في لبنان. وهذا يتطلّب الشروع الفوريّ في المشاورات البرلمانية بهدف تكليف رئيس وزراء جديد في أقرب وقت ممكن".

وأكدت أنّه "يجب أن تكون هذه الحكومة قادرة على إطلاق الإصلاحات الأولوية التي يتطلّبها الوضع، ويجب عليها أيضاً معالجة الاستعدادات للمواعيد النهائية لانتخابات العام 2022، والتي يجب أن تتمّ بطريقة شفّافة وحياديّة ووفقاً للجدول الزمنيّ المحدّد".
 
ولتلبية احتياجات اللبنانيين "الذين تتدهور أوضاعهم يوماً بعد يوم"، ستُنظّم باريس مؤتمراً دوليّاً جديداً لدعم الشعب اللبناني في 4 آب بـ"مبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبدعم من الأمم المتحدة"، وفق ما أفاد بيان الخارجية الفرنسية.

الجامعة العربية

من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن أمله في أن يتمكّن المجتمع الدولي من مساعدة اللبنانيين على عبور الأزمة "التي تعدّ الأخطر منذ نهاية الحرب الأهليّة".

وفي بيان للجامعة العربية، أكد أبو الغيط أنّه توافق مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال لقاء في نيويورك، على أنّ "الوضع في لبنان يتّجه من سيّئ إلى أسوأ".
 
الشؤون الخارجية الأوروبية
 
أوروبياً، أعلنت الناطقة باسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية أنّ "فرنسا أخذت علماً بقرار رئيس الوزراء المكلّف السيد سعد الحريري العدول عن تشكيل الحكومة"، مشيرةً إلى أنّ "هذا التطور الأخير يؤكد التعطيل السياسي الذي يتعمّده المسؤولون اللبنانيون منذ أشهر عدّة، في حين تتخبّط البلاد في أتون أزمة اقتصادية واجتماعية لا صنو لها".

وأشار بيان الاتحاد الأوروبي إلى أنّ "لبنان اليوم بأمسّ الحاجة إلى الخروج من هذا المأزق المدبّر والمرفوض وإلى تشكيل حكومة جديدة. ويستدعي الوضع الحالي بدء الاستشارات النيابية على الفور، بغية تسمية رئيس حكومة جديد في أقرب الآجال".

كذلك شدّد على أنّه "يجب أن تكون هذه الحكومة قادرة على الشروع في الإصلاحات ذات الأولوية والضرورية في المرحلة الراهنة. كما يجب أن تنكبّ الحكومة على التحضير للانتخابات في العام 2022، التي يتعيّن تنظيمها بكلّ شفافية وحياد، ووفقاً للجدول الزمني المحدّد".

الاتحاد الأوروبي

أعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ "الاتحاد الأوروبي أخذ علماً باعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة"، معبّراً عن "أسفه بشدة لاستمرار الجمود السياسي في البلاد، فضلاً عن عدم إحراز تقدم في تنفيذ الإصلاحات العاجلة".

وأَضاف بوريل: "لقد مضى عام تقريباً على عدم وجود حكومة ذات صلاحيات كاملة في لبنان، مما أدى إلى أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة لا يزال الشعب اللبناني يواجه عواقبها المأساوية"، مؤكداً أنّه "تقع على عاتق القادة اللبنانيين مسؤولية حل الأزمة الحالية الذاتية الصنع، وثمة حاجة إلى الوحدة والمسؤولية لمواجهة التحديات المتعددة للبلاد وتلبية التطلعات المشروعة للشعب اللبناني".

ودعا الاتحاد الأوروبي، مرة أخرى، "جميع القوى السياسية اللبنانية إلى دعم التشكيل العاجل للحكومة"، مضيفاً أنّه "ينبغي أن تبدأ الاستشارات النيابية لهذا الغرض دون تأخير. ويحتاج لبنان إلى حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الرئيسية الاقتصادية والخاصة بالحوكمة والتحضير لانتخابات عام 2022، والتي يجب إجراؤها في موعدها المحدد".

كما شدّد بوريل على أنّ "الاتفاق مع صندوق النقد الدولي يبقى ضرورياً لإنقاذ البلاد من الانهيار المالي"، لافتاً إلى أنّ "استقرار لبنان وازدهاره يعتبر أساسياً للمنطقة ككل ولأوروبا".

وجدّد الاتحاد الأوروبي دعمه "القوي المستمر للبنان وشعبه، ولاستقراره وأمنه وسلامة أراضيه وسيادته واستقلاله السياسي".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم