الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

سنة على 17 تشرين- طرابلس تُجدّد العهد... "الثورة فعل تنويري تراكمي"

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
Bookmark
ثورة وطن، كلنا للوطن ("النهار").
ثورة وطن، كلنا للوطن ("النهار").
A+ A-
بحلول سنة على اندلاعها، تطلّ ذكرى انتفاضة 17 تشرين مع حاجة ورغبة بتقييم ما حققت وأين أخفقت. في طرابلس حيث كان النبض يشعل ذرواته، على قدر الأمل جاءت الخيبة. كانت "عروس الثورة" قد تبنت لحظة التغيير منذ شرارتها الأولى، وأسست عليها مشهدًا استثنائيا في ساحة عبد الحميد كرامي (المعروفة بساحة النور)، بإصرار ووهج شكلا إلهاما حقيقيا لكل الساحات الاخرى. إذ أعادت المدينة تشكيل صورتها المستنزفة في تنميطات البؤس والجهل والتطرف، واستعادت حضورها الوازن في مفهوم ومشروع الدولة، ورممت علاقتها مع مكوناتها. كل ذلك وسط صمودها أمام خضات مفتعلة لم تتعاون أجهزة السلطة في تعقب مرتكبيها، ومحاولات لاخماد طاقتها من خاصرة فقرائها الرخوة، إلى سيناريوهات أثبتت إصرار المتضررين من الانتفاضة على لي يدها، وإنهاء المشهد الثوري في ساحتها التي كانت الأطول صمودا في لبنان خلال ثمانية شهور، تكللت بمواجهات عبثية مع الجيش اللبناني في أيار الماضي. إزاء هذا المآل، يعيش الكثيرون "نوستالجيا" مريرة حين يستعيدون هذه اللحظة. انفجار الحماس وتجلياته في ألوان مبنى "الغندور" والعلم اللبناني الذي كساه، غرافيتي محمد الأبرش وغياث الروبة وغيرهم، ودي جاي الثورة مهدي كريمة، والأغاني المنكهة بلهجة المدينة، بصوت تميم عبدو وابراهيم الأحمد وآخرين، وهتافات "بلبل الثورة" محمد اسماعيل، ووجوه شبابية أشرقت في الانتفاضة، وبالاخص نسائها في "مكتبة الثورة"، وصفوف "محو الأمية"، وخيم التثقيف السياسي، الى مبادرة نزع صور السياسيين، والمظاهرة الطالبية الأكبر على مستوى لبنان، وغيرها كثير.  وقت الشارع أم الفكر؟نشطاء ومثقفون في طرابلس، يعتبرون أن انكماش المشهد العددي لا يعني انتهاء الثورة. يطمح كثير منهم بأن لا تكون هذه المحاولة التغييرية ذكرى لملمت ذيولها، بشرط أن تتحول الى فعل تراكمي يومي، عليه أن يصمد ويجتاز كل عواصف لبنان ليحقق هدفه الأسمى في قلب الطاولة على الطاقم السياسي ومحاسبة مكوناته #كلن_يعني_كلن. توجه عبّر عنه لـ"النهار" الناشط والباحث في السياسات العمومية، قاسم الصديق، بالفعل قبل القول. فلا تزال مبادرة "ساحة ومساحة"...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم