السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بومبيو: فرنسا تتمسك بوهم الجناح السياسي لـ"حزب الله"

المصدر: "النهار"
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (أ ف ب).
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (أ ف ب).
A+ A-
 
حذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، فرنسا، اليوم، من أن جهودها لحل الأزمة في لبنان قد تضيع سدىً إذا لم يتم التعامل على الفور مع مسألة تسلح "حزب الله".

وتعتبر الولايات المتحدة "حزب الله" منظمة إرهابية، لكن فرنسا ترى أن جناحها السياسي المنتخب له دور سياسي مشروع.

ووسعت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عقوباتها المتعلقة بلبنان بوضع الوزيرين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل على قائمة سوداء، متّهمة إياهما بتمكين "حزب الله". وأثار ذلك تساؤلات عن مدى التنسيق بين أميركا وفرنسا.

وقال بومبيو لإذاعة "فرانس إنتر": "الولايات المتحدة اضطلعت بمسؤوليتها وسنمنع إيران من شراء دبابات صينية ونظم دفاع جوي روسية ثم بيع السلاح لـ(حزب الله) ونسف جهود الرئيس ماكرون في لبنان".

وأضاف: "لا يمكن أن ندع إيران تحصل على المزيد من المال والنفوذ والسلاح وفي الوقت نفسه تحاول فصل (حزب الله) عن الكوارث التي تسبب فيها بلبنان".
 
وانتقد وزير الخارجية الأميركي عدم تصنيف فرنسا "حزب الله" كمنظمة إرهابية، موجهاً سهامه في مقال نشر على موقع "لو فيغارو" و"الخارجية الأميركية" إلى لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد.
وفِي الآتي أجزاء من مقال بومبيو: 
"(...) ترفض فرنسا، للأسف، تصنيف "حزب الله" بأكمله في خانة التنظيمات الإرهابية، أسوةً بما فعلته دول أوروبية أخرى. وقد عطّلت أيضاً تقدّم الاتحاد الأوروبي باتجاه اتخاذ مثل هذا الإجراء. بدلاً من ذلك، تتمسّك فرنسا بالوهم القائل بوجود "جناح سياسي" لـ"حزب الله"، في حين أن الحزب بأكمله يخضع لسيطرة إرهابي واحد هو حسن نصرالله. أتشارك الغضب الذي عبّرت عنه 27 شخصية عامة فرنسية ناشدت فرنسا أخيراً تصنيف الحزب في خانة التنظيمات الإرهابية في رسالة مشتركة نُشِرت في هذه الصحيفة (لو فيغارو).
 
(...) إليكم الوقائع: مع بدء تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة [أي الاتفاق النووي]، سجّلت الموازنة العسكرية الإيرانية زيادة كبيرة، وباتت الميليشيات والإرهابيون المدعومون من إيران يملكون مزيداً من المال لممارسة القتل وتعزيز مواقعهم في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. لقد أنشأت إيران القوة الصاروخية البالستية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وانتهكت العديد من أحكام الاتفاق المتعلقة بالمسائل النووية. ويبدو التشكيك الذي ساور عدداً كبيراً من المسؤولين الفرنسيين بشأن الاتفاق خلال المفاوضات، مبرراً الآن أكثر من أي وقت آخر. يدرك الرئيس ترامب أن ممارسة الضغوط القصوى على النظام الإيراني، لا الاسترضاء، هي السبيل الوحيد لإحداث التغييرات التي ننشدها جميعاً في سلوك ذلك النظام. لهذا السبب فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على النظام الإيراني، وأعادت العمل بالردع العسكري في مواجهته، لا سيما من خلال إزاحة قاسم سليماني من ساحة المعركة.
 
(...) وترمي حملتنا أيضاً إلى الحؤول دون تمكُّن إيران من شراء الأسلحة التقليدية – دبابات القتال الأساسية، الطائرات المقاتلة، الصواريخ، وما إلى هنالك – أو بيعها. وهذا ما أقدم عليه مجلس الأمن الدولي من خلال فرض قيود على إيران في مجال نقل الأسلحة في الأعوام الثلاثة عشر الماضية. ولكن واضعي خطة العمل الشاملة المشتركة ارتكبوا خطأ فادحاً عندما حددوا مهلة لانتهاء العمل بهذه القيود في 18 تشرين الأول من العام الجاري.
 
المشكلة على جبهة السياسات هي الخوف. يخشى حلفاؤنا الأوروبيون أن تردّ إيران بالإمعان أكثر في انتهاك الاتفاق في حال قاموا بتحميلها مسؤولية سلوكها الذي يتسبب بزعزعة الاستقرار. استراتيجيا الاسترضاء لا تفيد بشيء على الإطلاق، بل إنها تصب في مصلحة الاستراتيجيا الكبرى الإيرانية. إنها حملة ناجحة من الابتزاز الديبلوماسي وضعها سلفي في وزارة الخارجية، جون كيري.
 
تؤدّي الحسابات السياسية أيضاً دوراً في الموقف الأوروبي، إذ يمتنع العديد من القادة عن القيام بأي خطوة بانتظار ما ستؤول إليه الانتخابات الرئاسية الأميركية. تنظر هذه المناورة الوقحة إلى ما تمارسه إيران من تشويه وقتل بأنه أضرار جانبية مقبولة، في حين أنها تعتبر، للأسف، أن واشنطن هي أشد خطورة من طهران على العالم. أتساءل إذا كان سكّان بيروت أو الرياض أو القدس – أي المدن الأكثر تعرّضاً للخطر بسبب إيران – يتفقون في الرأي مع هذه النظرة؟ كيف يُعقَل أن تصوّت فرنسا ضد تمديد حظر السلاح، وأن يلتقي الرئيس ماكرون مسؤولاً كبيراً في "حزب الله" في الأسبوع التالي؟".

يذكر أنّ ماكرون قال في الأول من أيلول، خلال زيارة للبنان بعد شهر من انفجار مرفأ بيروت، إن الساسة اللبنانيين اتفقوا على تشكيل حكومة جديدة بحلول 15 أيلول.

واعتبر مسؤولون فرنسيون أن الأولوية هي تشكيل حكومة يمكنها تنفيذ إصلاحات على وجه السرعة، لكن مسألة تسليح "حزب الله" ليست ملحة.

وذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في آب، أن ماكرون اجتمع مع محمد رعد، رئيس الكتلة النيابية لـ"حزب الله"، وأبلغه أن على الجماعة أن تنأى بنفسها عن إيران وأن تسحب قواتها من سوريا.

ولم تنفِ الرئاسة الفرنسية عقد الاجتماع، وهو الأول بين زعيم فرنسي وعضو في "حزب الله". وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي: "إنه سيف ذو حدين بالنسبة لماكرون. فـ(حزب الله) جزء من جوهر النظام الحاكم الذي يحتاج لتغيير وأنا لست على ثقة من إمكانية التعامل مع الجناح السياسي للحزب دون التعامل مع جناحه المسلح".

وقال ديبلوماسي فرنسي آخر إن المبادرة الفرنسية كانت دائما تنطوي على مخاطر. وأضاف: "الخطر كان دائماً أن تقول لهم يكفي ذلك، لكنهم لا يفعلون شيئاً. ماذا سيحدث إذن؟"
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم