الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

دموع التماسيح… في دوامة القتل!

المصدر: "النهار"
نبيل بومنصف
نبيل بومنصف
جريح بانفجار عكار (حسن عسل).
جريح بانفجار عكار (حسن عسل).
A+ A-
…وبعد؟ أيّ فجر دام آخر غداً وفي أيّ منطقة؟

دوامة الموت الجوال المتنقل حطت رحالها فجر اليوم في التليل العكارية، وخرجت تاريخ لبنان الانهيار بمحطة دراماتيكية دامية جديدة هي الأسوأ منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 آب قبل سنة، وانضمت كوكبة جديدة من الضحايا الذين لم يرسُ عددهم بعد على الحصيلة المفجعة النهائية باعتبار أنّ ثمة أكثر من 80 جريحاً مصابين بحروق متنفاوتة قد لا ينجو بعضهم لينضموا إلى قافلة الضحايا الـ22 حتى الساعة.

هذه الكارثة التي انقضت فجر اليوم على واقع هستيري أصلاً يعيشه ويعاني منه اللبنانيون في أسوأ ما شهده شعب وبلد في العالم لم تكُن سوى نتيجة حتمية كانت ستشهدها أي منطقة وفي أي لحظة لواقع تفتّت لبنان وليس انهياره فحسب. سيغدو إذا. من العقم المطلق بل من العبث التام السخيف أن تُطلق موجات الاستنكار والسّباب والشتم والادانة لما يسمى العهد والحكم والسلطة والطبقة السياسية أو للمنظومة السياسية، هذه التسمية التي صارت مبتذلة لفرط ما يجري استهلاكها على السنة المزايدين كما الكاذبين بما يضيع الأصوات الصادقة ويحجبها.

ستنطلق الآن موجات ذرف دموع التماسيح على الغارب، وستغرق البلاد في لجة تضيع معه الدموع الصادقة بالدموع الكاذبة. لم يعد كل هذا ينطلي على اللبنانيين فيما شكلت مذبحة الإهمال المخيف الذي جسده انفجار التليل لهذا النوع من التخزين وما قد ينجلي عليه التحقيق الجاري في المأساة من وقائع أسوأ أنواع الاخطار التي يعيش فيها اللبنانيون في أي مكان وسط حقول الغام جاهزة للانفجار وتمزيق الأعمار مجاناً هكذا على مذبح قطرات قاتلة حارقة من البنزين والمازوت.

هذا القدر الغاشم لأنّ ثمة ما يسمّى في العرف الدولي دولة تقيم على حماية أرواح مواطنيها لكنها في لبنان غدت في ظل هذا العهد المشؤوم الذي ابتلي به اللبنانيون أشبه بمحرقة يومية تصطاد ناسها بفعل سياسات وأنماط لم يعرف لبنان أسوأ واشد قتامة وضرراً منها حتى على أيدي جلاديه الأوصياء والمحتلين قديماً وحديثاً. سيحملون الآن أيضاً كل الآخرين حتى الضحايا ربما تبعات أسوأ ما أدت إليه سياساتهم وفشلهم واتجاهاتهم في رمي التبعات هنا وهناك تحت شعارهم التافه "ما خلونا"!!

لذا أصموا آذانكم ولا تعيروا بالاً بكل الأكاذيب... علّموهم احترام أرواح الضحايا ومعاناة الجرحى بالصمت والصلاة عل باب السماء تفتح يوماً.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم