نصرة فلسطين عند الحدود... استشهاد شابّ وعون يندّد: "لإبلاغ الأمم المتحدة"

يوم مشحون شهده الجنوب اللبناني، عند الشريط الشائك في كفركفلا، مع اجتياز شبان الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالقرب من مستوطنة المطلّة المحتلّة، وسط إطلاق نار من القوات الإسرائيلية، ما أدى إلى استشهاد الشاب محمد طحان (21 عاماً) متأثراً بجراحه.
 
وكانت مجموعة شبان قد اجتازت الحدود الجنوبية لوقت قليل، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن "دباباته أطلقت النار تحذيرياً نحو عدد من المتظاهرين، بعد العبث بالجدار وإضرام النيران في المنطقة".
 
أصيب الشهيد طحان برصاصة في خاصرته لدى عودته مع الشبان الآخرين، قبل نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي حيث أعلنت وفاته، تبعها تأكيد تشييع جثمانه غداً، في مسقط رأسه في بلدة عدلون- قضاء الزهراني.
 
 
وفي وقت لاحق، دان رئيس الجمهورية ميشال عون، "الجريمة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بإطلاقها النار على مجموعة من الشباب تظاهروا عند الحدود الجنوبية، احتجاجاً على العدوان في غزة".
 
وأكد بيان عن رئاسة الجمهورية أن "عون طلب من وزير الخارجية إبلاغ الأمم المتحدة بالاعتداء، تمهيداً لاتخاذ الخطوات اللازمة".
 
بدوره، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، في بيان، أن "العدو الإسرائيلي لا يتوقف عن تأكيد وحشيته، وهو اليوم ارتكب جريمة جديدة في حق المتظاهرين العزّل في جنوب لبنان، فسقط الشهيد محمد طحان برصاص العدوان وأصيب آخرون".
 
كما أشار دياب إلى أن "هذا العدوان يشكل خرقاً فاضحاً للقرار 1701"، مضيفاً: "ندعو المجتمع الدولي لإدانة جرائم اسرائيل في جنوب لبنان وفي غزة التي تقاوم العدوان بقوة وعزيمة لدحر الاحتلال".
 
من جانبه، نعى "حزب الله"، "الشهيد المجاهد محمد قاسم طحان، شهيد على طريق القدس"، مشيراً إلى أنه "استشهد أثناء مشاركته في الوقفات والتظاهرات الشعبية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، تضامناً ودعماً لقضية القدس ولفلسطين ومجاهديها الأبطال، الذين يسطرون ملاحم البطولة والفداء ويقفون دفاعاً عن كرامة القدس والأقصى والأمة جمعاء".
 
وأضاف الحزب في بيان: "الشهيد محمد قاسم طحان قضى على حدود فلسطين مضرجاً بدمائه الطاهرة ليتوحد مع شهداء فلسطين والأقصى"، مؤكداً أن "الشهيد المجاهد يشيّع في بلدته عدلون غداً، الساعة الرابعة عصراً".
 
وفي تعليق رسمي أول من قوات حفظ السلام، أكد الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، في بيان، أن " أي خسارة في الأرواح أمر مأسوي".
 
وقال في بيان: "اطّلعنا على التقارير التي تفيد بأن مدنياً لبنانياً قُتل على الخط الأزرق بالقرب من كفركلا، اليوم، خلال مواجهة مع الجيش الإسرائيلي".

وتابع: "رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتّصال مباشر مع الأطراف"، مشيراً إلى أن "جنودنا متواجدون على الأرض لمنع الانتهاكات، وجنباً الى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية، عززنا الأمن في المنطقة، وفتحت اليونيفيل على الفور تحقيقاً لتحديد الحقائق والظروف".

وختم تيننتي: "نحضّ الجميع على التزام الهدوء وتجنب تصعيد الوضع والمجازفة بمزيد من الأرواح".
 
وفي وقت متأخر، أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل مسيلة للدموع على متظاهرين عند الحدود الجنوبية لسهل الخيام، لمنعهم من بلوغ الشريط الشائك.