الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

المطران عوده: وضع البلد مأسوي وتتفرّجون كنيرون عليه يحترق!

المصدر: "النهار"
المطران عوده.
المطران عوده.
A+ A-
تساءل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، "هل الشعب عدو السياسيين"، فـمــســـؤولـــونـــا صَـــوَّمـــوا الــشَّــعـــبَ عُــنـــوَةً وجـــوّعـــوه، وهـــذا يُـــدعـــى إِرهـــابًـــا وإِجـــرامًـــا، معتبراً أنّ "الــصَّـــوم عَــمَـــلٌ إِخــتِــيـــارِيٌّ وحُـــرّ، أَمَّـــا الــتَّــجـــويـــعُ فَــقَــتْـــلٌ. أنتم تأكُلون وتشبعون"، متسائلاً: "ماذا عن المواطن؟ مـــا ذَنـــبُ الأَطــفـــالِ الـــرُّضَّـــعِ الَّــذيـــنَ يَــبــحَـــثُ أَهــلُــهُـــمْ عَـــنِ الــحَــلــيـــبِ لإِطــعــامِــهِـــم فـــلا يَــجِـــدون؟! مـــا ذَنـــبُ الأَولادِ الَّـــذيـــنَ يَــعْــجَــــزُ أهــلُــهــم عـــن تــأمــيـــنِ غِـــذاءٍ مُــتَــكـــامِـــلٍ لــهـــم كَـــي يَــكــبُـــروا ويُــصــبِــحـــوا الــمُــســتَــقَــبَـــلَ الـــواعِـــدَ لـــهَـــذا الـــوَطَـــن؟! مـــا ذَنـــبُ كِــبـــارِ الــسِّـــنِّ الَّـــذيـــنَ يَــحــتـــاجـــونَ إلـــى الـــغِـــذاءِ الــصِّــحِّـــيِّ كَـــي يَــبـــقـــوا عــلـــى قَــيـــدِ الــحَــيـــاةِ؟"، مشيراً إلى أنّ "الــعـــالَـــمُ مُــنــشــغِــلٌ بـــالإبــتــكـــاراتِ الــعــلــمــيــةِ والـــتِــكــنــولــوجِــيَّـــةِ ويَــبــحَـــثُ فـــي قَــضـــايـــا مُــتَــطَـــوِّرَة، أَمَّـــا نَــحـــنُ، فـــي لُـــبـــنـــان، فــنــبــحـــثُ عـــن الــغِـــذاءِ الَّـــذي هـــو حـــقٌ لِــلــجَــمــيـــعِ، ولا نَـــزالُ نُــطـــالِـــبُ بِــالــكَــهــربــاء الَّــتـــي أَصــبَــحَـــتْ مِـــنَ الأُمـــورِ الــبــديــهــيـــة فـــي بــلـــدانِ الــعــالَـــم. مَــتـــى يَــســتَــعــيــدُ إِنــســـانُ بِـــلادي إِنــســانِــيَّــتَـــهُ مِـــنْ يَـــدِ مَــســـؤولــيـــنَ غَــيـــرِ مَــســـؤولِــيـــن؟ مَــتـــى تَــعـــودُ الــكَـــرامَـــةُ لِــتُــكَــلِّـــلَ رؤوسَ أَطــفــالِــنـــا وشــبــابِــنـــا وشُــيـــوخِــنـــا؟". 
 
ورأى عوده، في عظة الأحد، أنّه "مــنــذ 17 تــشــريــن وحـتــى الأســبــوعِ الــمــاضــي، حــيــن عَــمَّــتْ الاحــتــجــاجــاتُ لــبــنــانَ مـــن أقـــصـــاه إلـــى أقــصـــاه، لـــم نــشــهــدْ خــطــوةً عــمــلــيــةً واحـــدةً تــخــفّــفُ عـــن كـــاهـــلِ الــشــعــبِ الــمــعــانـــاة، أو مــبــادرةً جـــديّـــةً واحـــدةً تُــخـــرجُــنـــا مـــن الــمـــأســـاة"، مضيفاً: "لــقـــد أخْــبَـــرَنـــا رئــيـــسُ الــحــكـــومـــةِ الـــمــســتــقــيـــل أنْ (لا حـــلَّ لـــلأزمـــةِ الإجــتــمـــاعــيـــةِ مـــن دونِ حـــلِّ الأزمـــةِ الــمـــالــيـــة، ولا حـــلَّ لـــلأزمـــةِ الــمـــالــيـــة دونَ اســتــئــنـــافِ الــمــفـــاوضـــاتِ مـــع صــنـــدوقِ الــنــقــد، ولا مــفـــاوضـــات دون إصـــلاحـــات)"، معتبراً أنّه "كـــلامٌ مــنــطــقــي ولــكـــن هـــل بَـــذلـــتْ الــحـكـــومـــةُ جــهـــدًا مـــن أجـــل الـــقــيـــامِ بــكـــلِّ هـــذا؟ ألــيــســـت هـــذه مــســـؤولــيــتَــهـــا؟ لــكــنــهـــا لـــم تَــقُـــمْ بـــالإصـــلاحـــاتِ الــمــطــلـــوبـــة ولا تــصـــرَّفـــتْ بــجــديـــةٍ واســتــقـــلالــيــة، بـــل كــانــت مــعــظـــمُ قـــراراتِــهـــا تــتــنـــاســـبُ مـــع الــوصـــايـــةِ الــســيـــاســيـــةِ الــتـــي جـــاءتْ بــهـــا، فــبــلـــغَ الإنــهــيـــارُ فـــي عــهـــدِهـــا أوجَـــهُ، والدولار أفلَتَ من كلِّ الضوابط".
 
وأمل عوده "أن لا تَــســتَــخـــدمَ الــقـــوى الــســيـــاســيـــةُ والــحـــزبــيـــةُ الــتــحـــركـــاتِ الــشــعــبــيـــة مـــن أجـــل إثــبــاتِ حــضـــورِهـــا، بــغــيـــةَ الــمــضـــي فـــي تَــقـــاسُـــمِ الــمــكـــاســـب. كــمـــا نـــأمـــلُ أن لا يــصــغـــي الــشــعـــبُ إلـــى هـــؤلاء ويــصـــدّقُ ادعـــاءاتِــهـــم وقـــد خَــبِــرَهــم طـــويـــلاً وكــشــفَ ألاعــيــبَــهـــم"، مضيفاً: "مـــن أجـــل وَقْـــفِ الإنــهــيــارِ الــمـــالـــي والاقــتــصـــادي والــســيــاســي نــحـــن بــحـــاجــةٍ إلـــى حــكـــومـــةٍ تــقـــومُ بـــالإصــــلاحـــاتِ الـــلازمـــة مـــن أجـــل اســتــقــطـــابِ الــمــســـاعـــدات، وتــعــمـــلُ عــلـــى إعـــادةِ تــكـــويـــنِ الــمــؤســســـاتِ الــمــفَــكَّــكَـــة والإداراتِ الــمــهــتـــرئـــة، بــغــيـــةَ وقـــفِ انــهــيـــارِ مـــا تــبــقـــى مـــن مُــقَـــوِّمـــاتِ الـــدولـــةِ والــمــجــتــمـــع". 
ووجّه "تــحــيـــةٍ إلـــى قـــائـــدِ جــيــشِــنـــا الـــوطــنـــي الـــذي يـــدركُ مــعـــانـــاةَ الــشــعـــب، وقـــد رفـــضَ تَـــدَخُّـــلَ الــســيـــاســيــيـــن فـــي شـــؤونِ الــمــؤســســـةِ الــعــســكـــريـــة، وجَــعْـــلَ الــجــيــشِ مــطـــواعًـــا لــهـــم، أو وَضْـــعَ عــنـــاصـــرِه الـــذيـــن هـــم مـــن الــشــعــب فــي وجـــهِ الــشــعــب"، ورأى أنّ الــجــيــش هو الحـــامـــي الوحيـــدُ للــوطـــن، وولاءه لــلــوطـــنِ وحـــدَه، "فـــلا تُــقــحِــمـــوه فـــي نـــزاعـــاتِــكـــم. الــجــيـــشُ جـــزءٌ مـــن الــشــعـــب وهـــو يــعــانـــي مــثــلَــه فـــلا تــضــعـــوه مــقـــابـــلَ الــشــعــب، وحـــافــظـــوا عــلـــى هـــذه الــمــؤســســةِ الــوطــنــيـــة الــتـــي هـــي ضــمـــانـــةُ الـــوطـــن. اعــمــلـــوا عــلـــى حــمــايــةِ هــيــبــتِــهـــا ووحــدتِــهـــا واســتــمــراريــتِــهـــا، كــمـــا طـــالــبْــنــاكــم ســـابــقًـــا بـــرفـــعِ يـــدِكـــم عـــن الــقــضــاءِ وحــمــايــةِ حـــريــتــهِ واســتــقـــلالــيــتــهِ، لأنّ هـــاتــيــن الــمـــؤســســتَــيْــن هــمـــا آخـــرُ مـــا تــبــقـــى لــنـــا فـــي هـــذه الـــدولـــةِ الــمــفــكَّــكـــةِ الــمــســلـــوبـــةِ الإرادة، الــمــطــلـــوبِ تــحـــريـــرُهـــا مـــن كـــلِّ نــيـــرٍ وتـــدخّـــلٍ خـــارجـــي لأنّ الــخـــارجِ، كــائــنًـــا مَـــن كـــان، يــعــمــلُ لــمــصــالــحِــه، لــذلــك عــلــيــنــا نــحـــن ألاّ نــعــمــلَ إلاَّ لــمــصــلــحــةِ وطــنِــنـــا وأن نَــكُـــفَّ كـــلَّ يـــدٍ إلاّ يـــدَ الــمـــؤســســـاتِ الــشــرعــيــة".
 
وتساءل أيضاً: "أيُّ بــلــدٍ يــمــكــنُـــه أن يــســتــمــرَّ بـــلا حــكـــومـــةٍ تـــديـــرُ شـــؤونَـــه؟ أيُّ بــلـــدٍ صــغــيـــرٍ كــلــبــنــان، مــحـــدودِ الإمــكــانــات، يــســكــتُ عـــن تــهـــريــبِ الــســلــعِ الــمــدعــومــةِ مــن مـــالِ الــشــعــب، والــمــواطـــنُ الــفــقــيــرُ لا يــجــدُ الــمــوادَ الــضــروريــةَ لــبــقــائِـــه عــلــى قــيــد الــحــيــاة؟ مـــاذا نــنــتــظـــرُ لــضــبــطِ الــمــعــابـــرِ ووقـــفِ الــتــهــريـــبِ والــمــحــافــظـــةِ عــلــى أمـــوالِ الــنــاس؟ مــا هـــو الــثــمــنُ الـــذي يــجــبُ أن يــدفــعَــهُ الــشــعــبُ بــعــد، لـكــي تــفــكُّــوا أســـرَ الــحــكــومــة ولـكـــي يَــتَــحــمَّــلَ كـــلُّ مــســؤولٍ مــســولــيــتَــه؟ هـــل تــريــدونَــه أن يــتــوسَّـــل إلــيــكــم، وهــو مــصــدرُ سُــلــطَــتِــكــم؟".
 
وختم: "وضعُ البلدِ مأسويٌّ وأنتم تــتــفرَّجون كنيرون على البلدِ يحترق. أُنــســوا مــصــالِــحَــكــم وطــمــوحــاتِــكم ولـــو مـــرَّةً، واجــتــمــعــوا وتــحــاوروا حــتــى الــوصــولِ إلــى تــشــكــيــلِ حــكــومــةٍ تـكــونُ الــخــطوةَ الأولــى فــي طــريــقِ الإنــقـــاذ، وطــبّــقــوا الــدســتــورَ بــحــذافــيــرِهِ، وإلاَّ فــشــعــبُــكــم ســيُــفــتِّــشُ عــن الــحــلِّ فــي أيّ مــكــانٍ آخــر". 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم