الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مَن يَقدِر على إنقاذ لبنان؟ الفاتيكان، في دور الوسيط المُنَزَّه؟

المصدر: النهار
Bookmark
البابا فرنيسيس في قداس بالفاتيكان (أ ف ب).
البابا فرنيسيس في قداس بالفاتيكان (أ ف ب).
A+ A-
المحامي كارول سابا - باريس  في حديث لي مُؤخراً حول الأزمة اللبنانية ومَخارجَها، مع أعلى الدوائر الفاتيكانيّة، بحضور صديقة عزيزة، قلت إنه ليس لدينا الوقت لمُراجعة السياسات الخاطِئَة منذ الاستقلال إلى الآن، أو لمُصالحة القيادات المُتصارعة برعاية هذا الصرح أو ذاك. فالثنائيات، ومنها المسيحيَّة، قضَت على النُخَب المُستقلة. وأمسينا مع قيادات، سياسيّة كانت ام دينيّة، فاقدة للمَشروعيّة، تتخبَّط بتراكمَاتِها، عاجزة عن المُبادرة، وخطابها غير مَسموع. وشرَحت أن لبنان اليوم هو في موت سريري. ففي الداخل فقدت السلطة السياسية كل مشروعيّة، وقبضها على الحكم هو بفعل تحالف الوصوليّة والأصوليّة، والمافيا والميليشيا، وغياب البديل. فأثبتت قوى الثورة، المُتشعِّبَة شِيَعاً تتناحَر على المصالح، أنها إلى الآن "وَرَقِيَّة" وليس مشروع حوكمة مُنَزَّهَة. أما في الخارج، فالكل ترك لبنان يَتخبَّط في ظل الحرب الأميركية - الإيرانية. طبعا، سارعت فرنسا وبادرت. فالعلاقات التاريخية بين البلدين تفرض اهتماماً فرنسيا بلبنان. لكن سرعان ما بدت المُبادرة الفرنسية مُتسرعة وموضع تناقضات غير مُنزَّهة عن المصالح. فهي بسعيها الديبلوماسي للتناغم مع إيران تطرح علامات استفهام عند الكثير، حول ترجمة ذلك على الأرض في بيروت. تناقضات جعلت المبادرة بمحنة وعاجزة، بدون مساعدة عربية ودولية، من تحقيق أي تقدُّم. مُرافعتي قالت بضرورة إطلاق مُبادرة دولية إنقاذية من "جهة ثالثة" مُعترف بها دوليّاً أنها مُنزَّهَة. مبادرة عليها أن تتضمَّن آلية وطنية مُتكامِلة لانتقال السلطة في لبنان، منذ الآن، تَحظَى بغَطاء مُجتمعي روحي - مَدني مَحَلّي لديه صدقيّة ليَسكُب على هذا الانتقال وآلياته مَشروعيَّة. فمُشكلتنا مع المُبادرة الفرنسية أنها أرادت إنقاذ لبنان من الفساد بواسطة الفاسدين. فهل يُصلِح مَن أفسَد؟ فالمطلوب ليس فقط وقف النزيف بل شفاء المريض...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم