الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عودوا إلى الولاء للبنان وإلى ضميركم واستقيلوا

المصدر: "النهار"
Bookmark
"عودوا إلى الولاء للبنان" (تعبيرية - تصوير نبيل إسماعيل).
"عودوا إلى الولاء للبنان" (تعبيرية - تصوير نبيل إسماعيل).
A+ A-
بطرس حرب  على رغم أنّني بتُّ مقتنعاً بأن لا حياة لمن تنادي بين المسؤولين، وأنّ كلماتي لن يسمعها مَن قرّر أن يصمَّ أذنيه ممن يتولّون الأحكام في بلدنا، أجد نفسي عاجزاً عن السكوت، مضطراً إلى إبداء رأيي، وهو رأي سيزعج بالتأكيد جوقة الحكام والمتسلّطين على البلاد ومنظومة الفساد المافيوي المنظّمة التي أوصلت البلاد والعباد إلى الحال التي بلغناها، والتي، كما عوّدتنا كل مرّة ننتقدها، ستطلق جيوشها الإلكترونية المبرمجة والتافهة والسفيهة لتوجيه الاتهامات، ما بات يشكّل تقليداً مقيتاً وحقيراً في ممارستهم السياسية، وحوّل النقاش السياسي المسؤول إلى حوار الطرشان، وإبداء الرأي إلى مؤامرة كونية، وقول الحقيقة إلى عمالة للعدو أو للسفارات. بئس هذه الأيام المليئة بالقذارة والعفونة، والتخلّف والتردّي. نحن في بلد أفلسته سياسة الهدر والارتجال، وسُرقت فيه أموال المودعين ومدخّراتهم في المصارف، وتحوّل أبناؤه إلى مجموعة من الفقراء المعرّضين للعوز والجوع والذلّ والهجرة والتشرّد، والذين لولا المروءة الإنسانية من أصدقائه في العالم، ولولا نخوة اللبنانيين المنتشرين في بقاع الدنيا، لتعرّضوا لمجاعة شبيهة بمجاعة الحرب العالمية الأولى التي أودت بحياة ربع سكان لبنان. نحن في بلد سيبلغ فيه ثمن صفيحة البنزين قريباً قيمة نصف الحد الأدنى للأجور، وفُقد فيه الدواء وأصبح والاستشفاء مستعصياً والظلمة تسوده 24 ساعة على 24، وأطباؤه ومهندسوه ومحاموه ومثقفوه وشبابه وشاباته يغادرون بحثاً عن مكان يعيشون فيه مع عائلاتهم بكرامة وأمن وبحبوحة لم تعد متوافرة لهم في لبنان، ومسؤولوه يتصارعون بكل وقاحة على الوزارات والحصص، لا جفن لهم يَرِفّ ، ولا ضمير يوخز. ولنا في الصراع على وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية في هذه الأيام الصعبة الدليل، باعتبار أنّ من يتولى الأولى سيعمل على تزوير العملية الانتخابية، ومن يتولّى الثانية سيحوّل البطاقة التمويلية إلى بطاقة إنتخابية. في الخلاصة، ذبحوا البلد وسمحوا بتدمير عاصمته، وشوّهوه وحوّلوه من درّة الشرق وعروسه إلى "دولة فاشيّة" فاسدة متخلّفة، يقرّر مصيرَها حكامٌ فاسدون وسلاح غير شرعي، مَسَخ الدولة الشرعية، وسيطر على قرارها السياسي والدفاعي والأمني وعلى كل مؤسساتها، ونصّب عليها رؤساء ووزراء، ينحصر همّهم في تعزيز نفوذهم واستمراريتهم، وفي عقد الصفقات المشبوهة وتكديس الثروات غير المشروعة، لقاء انصياعهم لإرادة أسيادهم الذين فرضوهم على الشعب اللبناني بقوة السلاح والتعطيل والتهويل والترغيب. وجاءت فاجعة انفجار مرفأ بيروت لتفضح واقع الدولة وحكّامها، الذين شاركوا في جلب الأمونيوم المتفجّر، وتواطأوا مع من جاء به، واستباحوا المرفأ لتخزينه فيه، أو سكتوا عنه، أو أهملوا عن قصد اتخاذ أي تدبير لحماية الناس من خطره، ناهيك عمن كان يخرجها تدريجا من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم