الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الراعي: أيها المعنيون مباشرة بتأليف الحكومة كفاكم لعبا بالوقت الضائع وبمصير الوطن وحياة الناس

المصدر: "النهار"
الراعي
الراعي
A+ A-
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذبيحة الإلهية في كابيلا مار يوسف في باحة المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي في بيروت على نية المطران كميل زيدان، عاونه راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر والمطران سمير مظلوم، بمشاركة وحضور المطرانين بولس مطر وسمير نصار، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الأم ماري أنطوانيت سعادة، رئيسة المستشفى الأم هادية أبي شبلة وأعضاء مجلس الادارة، عائلة المطران زيدان الذي بعطية منه تم ترميم الكنيسة، إضافة الى أفراد من الطاقمين الطبي والتمريضي والموظفين والعاملين في المستشفى ولفيف من الكهنة والراهبات.

قبيل القداس، ألقى مدير المستشفى الدكتور بيار يارد كلمة رحب فيها بالراعي والحضور مستذكرا المطران زيدان "وتصميمه على تنفيذ مشروع الكنيسة وتدشين المذبح في أحد البيان ليوسف قبل ان يغدو في الفرح السماوي وصوته يصدح دائما لا تنسوا أن المسيح هو الأساس".

وكان عرض لصور تظهر مراحل ترميم الكنيسة وتجديدها.

بعد قراءة الإنجيل ألقى الراعي عظة قال فيها: "يستهل قداسة البابا فرنسيس رسالته بتحية تقدير إليكم أيها الأطباء والممرضون والممرضات والموظفون الذين، في هذا المستشفى وسواه من أمثاله، وبخاصة في زمن جائحة كورونا، تسندون حياة أشخاص عاديين، وغالبا مسنين، وأنتم لا تحتلون الصفحات الأولى من الصحف والمجلات، ولا تظهرون في مواكب الإستعراض، غير أنكم ومن دون شك تكتبون اليوم أحداثا حاسمة من تاريخنا، ويقيم عملكم الخفي المرضى الذين يلجأون إلى عنايتكم. أنتم مدعوون للعمل بروحانية القديس يوسف. فاكتسبوا ثقة المرضى بكم لما تتميزون به من إهتمام بهم بسخاء وفرح".

وتابع: "استقبلوا مرضاكم وساعدوهم، بروحانية القديس يوسف، ليتصالحوا مع تاريخ حياتهم الشخصي بقبوله من منظار تصميم الله الخلاصي بهدوء ومن دون اضطراب. فالله وحده يستطيع اعطاءنا القوة لقبول الحياة كما هي، ولإفساح مكان لما هو نقيض رغبتنا وانتظارنا، ومخيب لآمالنا. فلا بد من أن نسمع في أعماق نفوسنا كلمة الرب ليوسف: "لا تخف" (متى 1: 20)، لكي نصمد في الإيمان ونعطي معنى لكل حدث من حياتنا أكان حلوا أو مرا. فلا توقفنا الصعوبات بل نستنبط طرقا لحلولها. هكذا فعل القديس يوسف في مختلف حالات العائلة المقدسة الصعبة، في بيت لحم، ومصر، والناصرة.

وأشار إلى أن "أبوة القديس يوسف ليسوع كانت ظل أبوة الآب السماوي على الأرض. فحرس يسوع، وحماه، ولازمه. علمنا القديس يوسف اننا لا نولد آباء وأمهات، بل نصبح أبا وأما، عندما نتولى أولادنا بروح المسؤولية. على مثال الأبوة الجسدية تكون الأبوة الروحية في الكنيسة. العالم بحاجة إلى أبوة. فهو يرفض الرؤساء ويريد آباء، ويرفض الذين يخلطون بين السلطة والتسلط، وبين الخدمة والإستعباد، وبين المواجهة والظلم، وبين المحبة ومنية المساعدة، وبين القوة والدمار".
وسأل الراعي: "أليست السلطة المدنية نوعا من أبوة تجاه المواطنين، ولكن هذه السلطة لا تكون أبوة، إلا إذا اتصفت بفضيلة العفة، على مثال أبوة يوسف. العفة لا تعني البتولية، بل التحرر من التملك في كل ميادين الحياة. الحب نفسه، إذا لم يكن عفيفا، مال إلى تملك الآخر، واستعماله، واستغلاله، وخنقه، وجعله تعيسا".
واضاف: "السلطة عندنا في لبنان أصبحت منظومة سياسية حاكمة، فسقطت وحرمت نفسها من ثقة الشعب والعالم، لأنها لم تكن عفيفة، بل جاءت لتستملك المال العام والشعب والدين فأفرغت الخزينة، ورمت الشعب في البؤس، وسيست الدين والطوائف وجعلتها بغيضة، هذا هو الفساد بالذات. ورأسه عدم تشكيل حكومة من اختصاصيين من دون انتماءات حزبية، لا كما رأينا في الصحف، إذا صدقت، حقائب موزعة على الأحزاب والتيارات والكتل النيابية على الاسس ذاتها التي كانت تعتمد في تأليف الحكومات السياسية السابقة. كيف يشرح لنا هذا التناقض الذي سيؤدي بها حتما إلى الفشل. أيها المعنيون مباشرة بتأليف الحكومة كفاكم لعبا بالوقت الضائع وبمصير الوطن وحياة الناس. كونوا أكثر جدية، ألفوا حكومة بالتشاور لا بالتضاد. ألفوا حكومة إنقاذ من اختصاصيين مستقلين وذوي كفاءة عالية، فتبدأ بالإصلاحات، لعل البلاد تعود إلى دورتها الطبيعية، بأسرع ما يمكن".

وسأل: "كيف نكافح الفساد ونحن نشاهد تعطيل عمل القضاء الحر والمسؤول عن هذه المكافحة، بتلوينه طائفيا ومذهبيا وسياسيا؟، قلنا أن أولى مقومات الحياد الناشط، الذي هو باب خلاص لبنان، تكوين سيادة الدولة بسلاحها الشرعي وفرض القانون والعدالة على الجميع. إننا في هذه الموجة العارمة بوجه القضاء الملتزم بممارسة واجبه، ندعو السياسيين إلى تحييد لبنان عن تسييس الدين والطائفة، من أجل حماية الوحدة الداخلية والمساواة في دولة القانون، بل ندعوهم إلى تحييد ذواتهم عن ذواتهم ليسلم الخير العام. إننا نلتمس شفاعة القديس يوسف لينعم علينا الله صفات هذا القديس وفضائله، لمجد الثالوث القدوس الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين"

وكرس الراعي خلال الذبيحة الإلهية المذبح ومسحه بزيت الميرون المقدس وتقدمت عائلة المطران زيدان حاملة مستلزمات المذبح التي باركها البطريرك الراعي قبل تجهيزه.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم