عودة الحريري بين الضرورة والمغامرة والتجارب المُرَّة

 تتكثف التساؤلات من كل حدب وصوب حول عودة الرئيس سعد الحريري إلى السرايا، فهذا الحليف يسأل: هل يُعقل أمام ما تبقّى من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون أن يعود الحريري إلى رئاسة الحكومة ويتعايش معه ومع صهره جبران باسيل؟ وذاك يسأل: هل نحن أمام نسخة ثانية شبيهة بالتسوية الرئاسية الأولى؟ وما الذي دفع زعيم "تيار المستقبل" إلى القبول بمهمة ليست مستحيلة فحسب، بل كارثية في حال تقمصت عودته ما حصل معه عندما عطل العهد والصهر مهمته لإخراجه من رئاسة الحكومة للمرة الثانية على التوالي؟ وبمعنى أوضح يعتبر هؤلاء أنّ الحريري ذاهب إلى مغامرة غير مضمونة النتائج، على رغم الضمانات والتطمينات من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيره، خصوصاً أنّ جميع الأحزاب والمرجعيات السياسية تعهدوا أمام ماكرون في قصر الصنوبر الالتزام بمبادرته، فكان أن تنصلوا منها ودفعوا السفير مصطفى أديب إلى الاعتذار وحزم حقائبه عائداً إلى برلين، ناهيك بالمعضلة المتمثّلة بالثنائي الشيعي الذي ما زال يصرّ على تسمية وزرائه ويطالب بحكومة "تكنو- سياسية" بتماهٍ وتناغم مع رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر" وقوى أخرى، على رغم كل...