الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هويّة لبنان المُهدَّدة أقوى من محاولات إنهائها

المصدر: النهار
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
Bookmark
هويّة لبنان المُهدَّدة أقوى من محاولات إنهائها
هويّة لبنان المُهدَّدة أقوى من محاولات إنهائها
A+ A-
 تُمثّل المخاوف اللبنانية المتعاظمة من فقدان هويّة بلاد الأرز، صورةً عن أكبر التحديّات التي يخوضها لبنان الكبير في زمن مئويّته. وعند التحدّث عن معنى الهويّة اللبنانية، تعود الذاكرة التاريخيّة إلى 1 أيلول 1920 مع تحقيق حلم راود الموارنة على امتداد 13 قرناً عانوا فيها من اضطهادات، قبل أن يولد الحلم على أدراج قصر الصنوبر في بيروت. لا يمكن إغفال أنّ وجه لبنان يرتبط بالملامح المارونيّة التي كبرت وشملت قيادات لبنانية عابرة للطوائف، وهذا ما يُجمع عليه ساسة وعلماء تاريخ واجتماع. وإذا كان لا بدّ من رسم وجه البلاد في ملامح شخص، فإنّ لبنان هنا يتجسّد في وجه البطريرك المكرّم الياس الحويّك الذي كان له الدور والفضل في ولادة الدولة التي أرادها جامعة، فأصرّ في أكثر من مناسبة أن يكون ممثلاً لجميع اللبنانيين في مؤتمر فرساي، وكان يَسأل في اجتماعات مجلس إدارة جبل لبنان عن ممثّلي جميع المذاهب الأُخرى المسيحية منها والاسلامية. ثمّ شارك في مؤتمر الصلح سنة 1919 بطلب من مجلس الإدارة مطالباً بلبنان الكبير عبر توسيع الحدود وضمّ الأقضية الأربعة ومدن الساحل. ورغم كلّ التحديّات التي شهدها لبنان خلال المئة سنة المنصرمة، إلا أن هويّته لم تتغيّر، بل ضمّ قطار المحطات الزمنية في كلّ مرحلة قيادات ومواطنين جدداً آمنوا بدولة مستقلّة قائمة على أسس الانفتاح. وعندما أطلق البطريرك أنطوان عريضة محرّكات العمل على تحقيق الاستقلال، ضمّ اجتماع بكركي كلّ الطوائف سنة 1941، ما مهّد لتطوّر الصيغة اللبنانية مع حفاظها على وجه التعايش الوطني سنة 1943، فحافظ لبنان على هويّته مع الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح.  ثمّ برز القلق المرسوم على ملامح وجه لبنان مع الهزّات المتتالية المرتبطة بالانتشار الفلسطيني المسلّح على الأرض اللبنانية. وأعقب هذا المشهد اندلاع الحرب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم