الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مبادرات عربيّة تجاه لبنان... من "الإطفائيّ" إلى "النار الخليجيّ"

المصدر: النهار
منال شعيا
منال شعيا
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
أسماء عربية كثيرة ارتبطت باسم لبنان. من الاخضر الابراهيميّ الى عمرو موسى الى أحمد أبو الغيط. كلّها أسماء تعيدك الى جامعة الدول العربية والمبادرات التي حيكت على مرّ الأعوام، حين كانت تشتدّ الأزمات في لبنان. وقد أعاد الاجتماع العربي الأخير، الذي عُقد في بيروت، على مستوى وزراء الخارجية العرب، الى الأذهان، التحرّكات العربية من أجل لبنان... وربما هي مفارقة أن تتكرّر المحن كلّ عشرة أعوام في بلد صغير كلبنان، وتتكرّر معها بعض المبادرات التي تأتي أحياناً على شكل مؤتمرات حوار، أو اتفاقات، أو مجرّد توصيات ومناشدات... وفي أحيان كثيرة، تكون مبادرات خجولة لا تغيّر في مصير وطن، الى أن تحين ساعة التسوية الكبرى، إقليمياً أو دولياً. وليست مرحلة الطائف وما بعدها المرحلة الوحيدة التي امتلأت بمبادرات عربية تجاه لبنان، بل سبق ذلك الكثير منها، ولعلّ أهمّها كان في مرحلة الخمسينيات، ولاحقاً في بدايات الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيليّ، ومن ثمّ دخول الجيش السوريّ الأراضي اللبنانية. إنّما يعتبر اتفاق الطائف مرحلة تأسيسية فارقة في تاريخ لبنان، ومنه تتفرّع الكثير من الاستحقاقات والنزاعات... وأدوات إطفاء النار. الابراهيميّ والطائفعام 1989، كانت أوزار الحرب اللبنانية تثقل كلّ مفاصل الدولة، أو بالأحرى تمعن في تفكيكها، حتى باتت فتاتاً تتناتشها الميليشيات. في تلك المرحلة، عمل الاخضر الإبراهيميّ مبعوثاً للجامعة العربية إلى لبنان، وقد أدّى دوراً مهمّاً في إتمام اتّفاق الطائف الذي أنهى، عملياً، الحرب الأهلية اللبنانية بعد وساطة سعودية انتهت بوقف إطلاق النار بين الأطراف اللبنانيين المتنازعين. في حديث الى صحيفة "الخليج"، نشر في أيار 2007، يروي الابراهيمي الكثير عن تلك التجربة. عندما كان يومها يمثّل اللجنة الثلاثية العليا التي كانت تضمّ الملك الحسن الثاني والملك فهد والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد. وهو كان مبعوث اللجنة إلى لبنان. في ذاك التاريخ، بدا الانقسام اللبنانيّ خطيراً. لم يتمكّن اللبنانيون من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأصبحت هناك حكومتان. وهذا ما دفع بالجامعة العربية الى رفع وتيرة اهتمامها بلبنان. يقول الابراهيمي: "لقد حاول العرب من قبل أن يوقفوا حرب لبنان، ولم ينجحوا، لكن ربما عندما رأوا أنّ هناك حكومتين عرضوا مساعدتهم الجدّية لأنّهم شعروا بأنّ البلد سينقسم وسيبقى جرحاً يدمي الجسم العربيّ إلى ما لا نهاية". وهكذا... كان ما كان من اتّفاق الطائف الذي بات دستور لبنان الجديد. وأسّس لمرحلة سياسية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم