الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تحوّلات المنطقة تبقي لبنان في موقع المترقّب... ولا حكومة

المصدر: النهار
وجدي العريضي
الحكومة
الحكومة
A+ A-
 
أضحى جلياً أنّ لبنان "على كف عفريت"، حيث تتوالى العبارات على لسان كثيرين بالقول "الله يستر"، و"الآتي أعظم"، حتى أنّ مرجعاً سياسياً قال للمحيطين به ولمستشاريه: "علينا أن نُسرع في تأمين المواد الغذائية لأنّنا مقبلون على أزمة خطيرة وطويلة، في ظل غياب المعالجات السياسية الداخلية والخارجية، وانّ البلد قد دخل في لعبة الأمم"، ناقلاً أنّ أحد السفراء الغربيين أبلغه أنّ واشنطن لا تضع لبنان ضمن أولوياتها، وصولاً إلى الغموض الذي اكتنف زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لودريان، ما يعني أنّ ثمة كلمة سر من الإدارة الأميركية حول محاصرة الطبقة السياسية ورفع منسوب العقوبات، ربطاً بما يحاك للمنطقة إذ تُطبخ تسوية قد يستفيد منها لبنان عندما تنضج، ولكن هناك أثماناً كبيرة ستُدفع في السياسة والاقتصاد تحديداً، والقلق المتعاظم من انتشار الفوضى في معظم المناطق اللبنانية. 
 
في هذا السياق، تكشف مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار"، أنّ الساحة اللبنانية مقبلة خلال الأسابيع المقبلة على سلسلة محطات مفصلية، إذ ثمة اتصالات فرنسية ما زالت سارية مع بعض الشخصيات اللبنانية بعيداً من الأضواء، وصولاً إلى دور يقوم به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع باريس من أجل التوصل إلى مخرج للمعضلة اللبنانية، على أن تبقى المبادرة الفرنسية قائمة كما هي. ولكنّ المؤكد هو أنّه ليس ثمة أي مؤتمر وطني لبناني سيُعقد في باريس، بل ما زالت المسألة تدور حول بعض العناوين الأساسية التي تفرمل الوضع، إذ هناك استحالة لأي تعاون أو تقارب أو توافق بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، والأمر عينه بين الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وحتى لو تشكلت حكومة. وعليه إنّ المعلومات الوثيقة تشير إلى عودة الروح بين "بيت الوسط" وكليمنصو بعد فتور اعترى العلاقة بينهما، وثمة اتصال حصل من أحد معاوني رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع الرئيس المكلف، كذلك هناك حركة مكثفة تدور على مثلث عين التينة – بيت الوسط – كليمنصو، وكل الخيارات باتت متاحة وأحدها اعتذار زعيم "تيار المستقبل" عن التأليف، وهذا مطروح ولكن ثمة خيارات أخرى يجري التشاور حولها ولا سيما من قِبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وجنبلاط، على أن تتبلور هذه المساعي والاتصالات خلال الساعات المقبلة لأنّ الجميع يتخوفون من أي انفجار اجتماعي أو فوضى في الشارع، لا سيما في ظل ما يُنقل عبر الأجهزة والمتابعين والمطلعين عن تحركات للمجتمع المدني وغيره بعدما استفحل الوضع المعيشي وباتت الفوضى مرشحة لتندلع في أية منطقة.
 
وتشير المصادر إلى أنّ المساعي الجارية داخلياً ومن كل الأفرقاء السياسيين، لا تكفي لخروج البلد من أزماته وبالتالي الشروع في تأليف حكومة، بل هناك أمور تتخطى ما يحصل اليوم، وذلك ما يتبدى في الوضع الإقليمي والتحولات والمتغيرات الجارية على قدم وساق في ظل ما يحكى عن تقارب سعودي – إيراني أو بين الرياض ودمشق، وصولاً إلى زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى السعودية والتي تُعدّ مفصلية، ما يؤكد أنّ المملكة السعودية تقوم في هذه المرحلة بدور محوري بعد الالتفاف العربي حولها والسعي إلى إعادة التفاهم وتزخيم دور الجامعة العربية، وكذلك قطع الطريق على التغلغل الإيراني في عمق العواصم العربية. وعلى هذه الخلفية فإنّ هذه الاستحقاقات لها دورها المؤثر على الداخل اللبناني، ولكنّها لم تتبلور بعد، والأمر عينه من خلال المفاوضات الجارية نووياً بين واشنطن وطهران، حيث كشف أحد الديبلوماسيين في السفارة الأميركية في بيروت خلال مناسبة اجتماعية أنّ هذه المفاوضات مستمرة وقد تكون بناءة في بعض الجوانب، ولكنّها طويلة، وبالتالي لا يمكن لبنان أن يراهن على هذا المعطى لأنّ هناك شدّ حبال كثير والأمور ستأخذ وقتها نظراً إلى دقة الوضع في المنطقة، والترابط الكامن بين كثير من الملفات الإقليمية.
 
وتخلص إلى أنّ الاتصالات الداخلية وتنامي الانقسام العمودي بين "بيت الوسط" وبعبدا، كذلك على خط "التيار الوطني الحر" و"المستقبل"، وصولاً إلى ما يحصل في المنطقة ولا سيما في القدس، كل ذلك سيبقي لبنان في وضع المترقب، خصوصاً على ضوء العمليات الميدانية في فلسطين المحتلة، من دون إغفال أنّ هناك تجارب سابقة من خلال إمكان تسخين الوضع على الحدود ولو إطلاق صواريخ "لقيطة" كما حصل في بعض المراحل، وفي الخلاصة انّ لبنان على صفيح ساخن سياسياً واجتماعياً ومعيشياً وأمنياً. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم