الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

بعد التقارب السعودي – الإيراني... سعيد لـ"النهار": لا أرى تبدلاً في الموضوع الرئاسي ورسالة إلى "حزب الله" وجعجع

المصدر: "النهار"
فارس سعيد.
فارس سعيد.
A+ A-
شكّل التقارب السعودي - الإيراني حدثاً استثنائياً في المنطقة، لأنه جرى بين دولتين إقليميّتين أولاً، وأعاد إحياء العلاقات السياسية والديبلوماسية المقطوعة منذ عام 2016 ثانياً، وتضمّن فوق ذلك بنوداً وشروطاً ستكون قيد المراقبة بين الفريقين من جهة، وتحت العين الدولية من جهة أخرى.
 
سيحمل هذا الحدث الكبير التحليل والكلام الكثير، أسبابه، تأثيره على المنطقة واستقرارها، وعلى لبنان بشكل أدقّ.
 
رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان فارس سعيد، يقول لـ"النهار": "نجحت الصين بتأمين التقارب السعودي – الإيراني الذي سيكون له انعكاسات إيجابية على مشكلات المنطقة، كما أن الولايات المتحدة الأميركية على لسان رئيس جهاز الأمن القومي جون كيلي كشف أن بلاده كانت على علم بالمفاوضات القائمة بين إيران والمملكة العربية السعودية، لكنها تضع علامات استفهام بشأن جدّية إيران بشأن الالتزام بالبنود".
 
ويشير سعيد إلى أن "الجانب الأميركي كشف عن وجود بنود في الاتفاق وهذا شيء مهمّ. لكن السؤال: هل هذه البنود ترتبط فقط بمصلحة المملكة العربية السعودية ومصلحة إيران أم لها علاقة بشكل أو بآخر بما يحدث في المنطقة؟ وبمعنى أوضح، هل سيكون لهذا الاتفاق تأثير في اليمن والعراق وسوريا ولبنان؟".
ثم يطرح سعيد سؤالاً آخر "
ما هو مستقبل الأذرع العسكرية والأمنية، التي تدور في فلك إيران بعد هذا الاتفاق، أي الحوثيين، الحشد الشعبيّ في العراق، نظام بشار الأسد، "حزب الله" في لبنان، حماس...".
 
يرى سعيد أنّ "المهم أنّ الاتفاق حصل بين دولتين، وليس بين المملكة وميليشيات تابعة لإيران. وفي الاستقطاب العام، وعلى مساحة العالم، يبدو أن الخليج بزعامة المملكة العربية السعودية اختار حتى هذه اللحظة عدم الدخول في الاصطفاف بين الصين الشعبية والولايات المتحدة الأميركية، أي عدم الدخول في الحرب الباردة بين البلدين؛ والقبول بمفاوضات برعاية الصين لا يعني أن المملكة اصطفت مع الصين، بل إن المملكة بقيادة الأمير محمد بن سلمان تُحسن استخدام أوراقها الديبلوماسية في هذه المرحلة".
 
يذكّر سعيد في هذا السياق بالمبادرات الماليّة التي قامت بها المملكة، كوضع مليار دولار في البنك المركزي في اليمن، و5 مليارات في تركيا، و480 مليون دولار في أوكرانيا، وهي خطوات تؤكّد أن استثمار المملكة العربية السعودية في المنطقة هو استثمار باتجاه الاستقرار بينما استثمار إيران في المنطقة كان باتجاه التلاعب بالاستقرار. لذا السؤال الآن: هل هذا الاتفاق سينهي التلاعب بالاستقرار من قبل الجانب الإيراني؟
 
أسباب قبول إيران بالبنود والمفاوضات تطرح علامات شكّ، نظراً للبند المهمّ فيها، وهو عدم التدخل في شؤون دول المنطقة؛ وهذا يتعارض مع جوهر مشروعها الإسلامي.
في الإطار، يرى سعيد أنّ أخطاء استراتيجيّة ارتكبتها طهران جعلتها تلين في مواقفها:
1- دخولها على خطّ الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهذا يعني تلاعب إيران بالاستقرار الأوروبي، ممّا أدّى إلى انقلاب في الرأي العام الأوروبي، وتحديداً في دوائر القرار الأوروبية، وفرنسا في المقدّمة. فوجدت إيران نفسها في مواجهة كلّ دوائر القرار الغربيّة، وضغط دوليّ وعالميّ كبير.
2- وضعت نفسها في مواجهة الخليج العربي ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية...
3- الأزمة الداخلية اقتصادياً وسياسياً واستمرار انتفاضة الداخل.
قد تكون إيران تشتري الوقت، ولكن حتى لو صحّ ذلك، بحسب سعيد، فهي خطوة إيرانية تصنّف في إطار التراجع أمام الاندفاعة العربية والدولية.
 
وعن كلام السيد حسن نصرالله أن في الاتفاق طرفاً هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، "لا يخلع صاحبه"، يرى سعيد أنّه لو كان السيد نصرالله على يقين بأنّ إيران لا تضع موضوع الميليشيات أو الأذرع العسكرية التابعة لها على طاولة المفاوضات لما كان مضطراً لقول ذلك. هو يتوجّه إلى جمهوره لطمأنته، لكنّ الدرس الذي تعلّمناه كلبنانيين من تجارب الماضي، وعلى أمل أن يتعلّمه "الحزب"، هو أن أيّ فريق داخليّ يدخل في مقايضة يُعطي فيها جزءاً من السيادة اللبنانية للخارج، كي يمنحه هذا الخارج فائضاً من القوة والمكاسب على حساب الشريك الداخلي، سيصل إلى لحظة يرى فيها أن هذا الخارج عندما تتناسب مصالحه مع طرف آخر، يضع حليفه الداخلي على طاولة المفاوضات و"بيقطعلو راسو".
وفي حين أن ما يربط بين إيران و"الحزب" من أفكار وعقيدة وهوية وانتماء ودين ودم، مغاير تماماً لما يربط أيّ فريق داخلي مع دولة إقليمية أو دولية، يعتبر سعيد أن هذا الكلام يُفهم بكونه موجّهاً لبيئة "حزب الله"، لكن في السياسة لا معنى له، والأساس هو مصالح الدول، وبين مصلحة إيران ومصلحة "حزب الله"، لا شكّ في أن إيران ستُبدّي مصالحها أوّلاً على مصلحة "الحزب".
 
رئاسياً، لا يرى سعيد وجود تبدّل في الموضوع الرئاسي. لكنّه يعتبر أنه بعد التفاهم الذي حصل أمس بين إيران والسعودية، من الأفضل على فريق المعارضة الذهاب بالمعركة وفق عنوان وصيغة مختلفين، للتأكيد على أن الاتفاق الإيراني - السعودي لم يحصل على حساب التيار السيادي في لبنان، وعلى أن المعركة مستمرّة؛ ومهما حصل على المستوى الإقليمي يبقى الخيار اللبناني في الداخل خياراً واضحاً.
 
وتمنّى أن يدعو الدكتور سمير جعجع كقياديّ بارز في فريق المعارضة جميع أطرافها، من ميشال معوض إلى الكتائب والحزب الاشتراكي وغيرهم، للالتقاء وبلورة صيغة يرونها هم مناسِبة، يتقدّم من خلالها ترشيح ميشال معوض بعنوان جديد، مضمونه تثبيت لبنانيّة لبنان وعروبته، في مواجهة المشروع الذي يحمله مرشّح "حزب الله" سليمان فرنجية وهو مشروع تثبيت نفوذ إيران في لبنان.
 
سعيد يؤكّد أن "لا خوف من أيّ اتفاق سنيّ – شيعيّ يستبعد المسيحيين مستقبلاً عن دوائر القرار اللبناني. فوجود المسيحيين وقوّة حضورهم وبقاؤهم ليس سببه التباعد السنّي – الشيعي، المسيحيون استمرّوا وصمدوا وهم باقون في لبنان لأنّهم "قبضايات"، ونحن نتمنّى أن يكون أيّ تقارب سنّي – شيعي لمصلحة لبنان ومحبّة لبنان ونحن معهم وإلى جانبهم".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم