السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

شبلي ملّاط لـ"النهار": لا نؤمن بالعدالة في لبنان بسبب هيمنة سلاح "حزب الله"

المصدر: النهار
جودي الأسمر
جودي الأسمر
وقفة "لقمان سليم حيّ" في باريس. (من الإنترنت)
وقفة "لقمان سليم حيّ" في باريس. (من الإنترنت)
A+ A-

يحصد "تجمّع مواكبة الثّورة" TMT مزيدًا من التواقيع المؤيدة لبيانه "في سلاح حزب الله" الذي يعلن أكثر المواقف وضوحًا  في رفض سلاح الحزب والدعوة لنزعه. البيان الـ"مهدى إلى روح لقمان سليم"، يعبّر بدون تدوير زوايا عن "موقف مفتوح نتابعه حتى يسلّم حزب الله سلاحه للسلطات اللبنانية"، بحسب مقدمته التي تذكر بأنّه جرى إعداده "قبل اغتيال زميلنا وصديقنا لقمان سليم". وعقد التجمع بعد ظهر الخميس لقاء في باريس اختتمه نشطاء بوقفة رمزية رفعوا خلاله شعار "لقمان سليم حيّ".

 

وبينما ينتج الرأي العام عاصفة من الإدانات لاغتيال سليم والعديد من البيانات والعرائض الصادرة من مثقفين، يطرح المشهد أسئلة ملزمة حول المرحلة الأمنية التي يعيشها لبنان ومدى خطورتها، وما إذا كانت هذه المواقف تمتلك تأثيرًا وترجمة واقعية تستطيع التأسيس لرادع في وجه آلة الإجرام الهائلة التي تقتل بدم بارد وتكم الأفواه وترّهب وتخوّن.

 

تدخّل الخارج

العضو المؤسس لـ"تجمّع مواكبة الثورة"، المحامي البروفيسور شبلي ملّاط، يقول لـ"النهار" إن مرحلة مختلفة أسّس لها اغتيال لقمان، وهي ذات وجهين، إذ "يأتي الاغتيال في حالة مرتبكة لبنانياً وفي العالم. من الناحية السلبية، لا أحد يؤمن بإحقاق العدالة في لبنان بسبب هيمنة "حزب الله" وحليفه العوني على الحكم، ما لم يكن ماثلاً بهذا الحجم حين اغتيلت الشخصيات المعادية لهما على النمط نفسه سابقاً. من ناحية أراها إيجابية، ومن زاوية حقوق الانسان، يظهر نمط جديد من الشجاعة في لبنان في التعاطي مع شواذ حزب الله في سلاحه".

 

وفي سؤال حول تفاعل القوى الخارجية التي تدعم سيادة لبنان مع بيانات المثقفين وإحداثها صدى لدى هذه القوى، يشير الى أن "بياننا ليس بيان مثقفين، فيه اختلاف مبين في المشتركين به على صورة لبنان الافضل: قيادة نسائية، تعدد المناطق وتعدد المهن، وتعدد الطوائف، وتعدد العقائد سياسياً. وهذا جليّ في بيانات أخرى. لم ترتفع الدول العربية والغرب بعد إلى ما هو مطلوب منها: الاهتمام الجدّي بمطالب تمثّل حالة ثورية عارمة. المشترك في البيانات رفض الإفلات من العقاب. والتطبيق في مصرع لقمان سليم وجريمة المرفأ واضح لا لبس فيه: توقيف المتهمين والتحقيق معهم. بعضه بدأ ولكن جلّه- وهو أهمّه- لم يبدأ، لا داخلياً ولا دولياً. عشاء الإليزيه أمس لا يبدو موفقاً، الفرق فقط أنه يمكن تعزيز الضغط والتحاور بين ماكرون والحريري من دون أن نخشى الاغتيال كردة فعل".

 

واقعية المطالب 

ويطالب البيان بـ "ضرورة تسليم "حزب الله" لسلاحه فوراً إلى الجيش اللبناني، ورفض أي تعاطٍ شعبي أو رسمي معه قبل إعلانه التخلي عن سلاحه عملاً بمبدأ السيادة الوطنية النافية لكل سلاح غير شرعي وتماشياً مع القرارات الدولية"، وهذا يعني أيضًا "أننا لا ولن نقبل بتمثيل لحزب الله في الوزارة ولا نرى أي شرعية لاشتراكه في الانتخابات"، ويدعو "المنظمات العالمية والدول الصديقة للبنان تخطّي وزارة الصحة التي يسيطر عليها حزب الله بالقدر الكافي لتمكين المساعدات الطبية وبالأخص اللقاح المنشود أن يصل بأسرع وقت ممكن إلى الجميع  في لبنان"، محمّلاً بالدرجة الأولى "سيطرة حزب الله على لبنان كاملًا" أسباب "عمليات الانهيار الحاصلة".

 

وحول امتلاك هذا الطرح خريطة واقعية في ظلّ الوضع الراهن، يعتبر ملّاط أنّ "ميزة البيان تطبيقه العملي الفاعل: لا حكومة بعد اليوم فيها تمثيل لحزب الله قبل تسليمه سلاحه"، متابعًا في السياق العملي "لحظة تتفضل القيادات السنية التقليدية، من ضمنهم الحريري وغيره من السياسيين النافذين، التزام هذا الطرح هي لحظة انهاء الشواذ. المطلوب ليس اعتزال الحريري بل إعلانه تبني المبدأ الذي يقوم البيان عليه والذي تجاهله منذ مقتل ابيه. وهذه أيضاً فرصة لميشال عون للخروج من المستنقع الذي رسمه بنفسه لسيرته وعهده الحزين. وطبعاً سيساعد موقف مماثل للدول العربية وباقي العالم. ألحظ أن البطريرك الراعي ملتزم هذا الموقف إذا صدقت عظة الأحد، وكذلك هو موقف الشخصية المميزة في وسط الحريري، الدكتور مصطفى علوش، وقد وقّع على بياننا دون تردد".

 

توحيد رفض السلاح

وإذ يخلص الموقعون إلى شبك الأيدي ورفع الصوت عاليًا بهدف "تشكيل جبهة وطنية عريضة"، ودعوة "الأحزاب والمجموعات السيادية  والشخصيات الوطنية أن تشاركنا في القول والعمل"، يواجه هذه الإرادة تشتت كبير بين القوى المنادية بحصرية السلاح وحياد لبنان، حيث بات الاجتماع أو التكتل من أجل الضغط مستبعدًا.

يعترف ملّاط بوجود التشتت "إنما طبيعته تنظيمية لا إعلانية. من الناحية التنظيمية، لقد لمسنا أن مواكبة الثورة صعبة فكيف بتنظيمها. ونحن نجهد في "تجمّع مواكبة الثّورة" وغيرها من المجموعات المتعاونة في هذا الاتجاه، لحضّ الجميع على موقف مشترك في موضوع السلاح وغيره من المطالب الثورية. وأما إعلانياً وإعلامياً فالكل ضد الافلات من العقاب، وحتى حزب الله أصدر بياناً شاجبا ًالاغتيال وهو المتهم به".

 

لقراءة البيان (الضغط هنا)

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم