الجيش ينقذ لبنان من العتمة الشاملة ويسلم "الكهرباء" 6 آلاف كيلوليتر من مادة الغاز أويل

بعد يومين من العتمة الشاملة، أنقذت قيادة الجيش اللبناني الموقف عندما أبدت "كامل الإستعداد لتسليم كمية إجمالية تبلغ //6,000// كيلوليتر مناصفة بين كل من معملي الزهراني ودير عمار"، على أن تؤمن هذه الكمية طاقة إضافية بنحو //300// ميغاواط لفترة ثلاثة أيام مما يرفع القدرة الإنتاجية الإجمالية إلى نحو //500// ميغاواط على الشبكة اللبنانية بما يؤمن حدا أدنى من الثبات والإستقرار عليها. توازياً، وافق المصرف المركزيّ على فتح اعتماد بقيمة 100 مليون دولار أميركيّ على أساس سعر الصرف الرسميّ لليرة اللبنانية (أي 1507,5 ليرات مقابل الدولار الواحد)، من أموال "مؤسّسة كهرباء لبنان" بالعملة الوطنيّة. وكان مصدر من المؤسّسة قد شدّد في اتّصالات سابقة مع "النهار"، على ضرورة تحويل جزء من هذه الأموال بالليرة إلى الدولار، لأنّ "كهرباء لبنان"، بصفتها مؤسّسة عامّة لا يمكنها اللجوء إلى السوق الموازية لشراء العملات، وأنّ مرجعها الوحيد للتصريف من الليرة إلى الدولار هو مصرف لبنان.

وضمن هذا الإطار، علمت "النهار" أنّه فور تبلّغ وزير الطاقة والمياه وليد فيّاض بهذا الأمر، سارعت الوزارة إلى تحضير دفاتر الشروط الخاصّة بهذه المناقصة المنوي إجراؤها، وأرسلتها على الفور إلى إدارة المناقصات.

ووفق المعطيات، فإنّ وزارة الطاقة طلبت إيداع ثلاثة دفاتر شروط تتعلّق بإجراء مناقصات عموميّة فوريّة، لشراء كميّات من كلّ من مادّتَي "الغاز أويل" و"الفيول أويل"، بنوعيه (A) و(B)، لزوم تلبية جزء إضافيّ من حاجات "مؤسّسة كهرباء لبنان"، خلال شهر تشرين الأوّل من العام 2021. وتركت "الطاقة" لإدارة المناقصات تحديد موعد إطلاق المناقصات العموميّة، وموعد البدء بتنفيذها. وستنطوي هذه المناقصات على صفقات رُصد لتمويلها مبلغ 100 مليون دولار من حسابات مؤسّسة الكهرباء بالليرة، صرّفت إلى دولار وفق سعر الصرف الرسميّ.

وكانت "كهرباء لبنان" بررت توقّف معملَي دير عمار الزهراني "قسريّاً" عن إنتاج الطاقة، بسبب نفاد مادّة "الغاز أويل"، بأنّها "حذّرت مراراً وتكراراً منذ أشهر عدّة، من خطر الدخول في المحظور بالنسبة إلى التغذية بالتيّار الكهربائيّ"، وأنّها "ناشدت جميع الجهات المعنيّة الموافقة على تحويل فائض العملة الوطنيّة المتراكم في حساباتها، من جرّاء عمليات جباية فواتير الاشتراكات بالتغذية في التيّار الكهربائيّ، إلى عملة صعبة وفق سعر الصرف الرسميّ، وذلك في محاولة لتغطية جزء من الحاجة من المحروقات لزوم إنتاج الطاقة".

وشكر الوزير فياض رئيس الحكومة ووزير الدفاع الوطنيّ وقائد الجيش و"مؤسسة كهرباء لبنان" ورئيس مجلس إدارتها مديرها العام على تجاوبهم السريع من أجل إعادة ربط الشبكة الكهربائية من خلال تسليم قيادة الجيش كمية إجمالية تبلغ 6 آلاف كيلوليتر من مادة "الغاز أويل" مناصفة بين كل من معملي دير عمار والزهراني، وذلك من احتياط الجيش اللبناني.

وطمأن فياض المواطنين إلى أنّ "الشبكة قد عادت إلى عملها الطبيعي وفقاً لما كانت عليه قبل نفاد مادّة الغاز أويل في معملي دير عمار والزهراني".
وأعلن في بيان أنه "تمّ ربط معمل المحركات العكسية في الجية بالشبكة بقوة 50 ميغاواط ومعمل دير عمار بقوة 210 ميغاواط ومعمل المحركات العكسية في الزوق بقوة 120 ميغاواط، كما تم ربط المجموعة الغازية في الزهراني بالشبكة أيضاً"، مؤكّداً أنّه "بعد أقلّ من ساعة من الآن تصبح هذه المعامل بطاقتها القصوى المتوافرة على الشبكة".

وأوضح أنه "بعد انقضاء الأيام الثلاثة وتوقّف المعملين سيستعاض عن طاقتهما الإنتاجية بأخرى من معملي الزوق والجية الحراريين بعد تغذيتهما من مادة الفيول أويل التي وصلت مساء (أول من) أمس، وذلك بعد إرسال عينات منها وفحصها في مختبرات شركة (Bureau Veritas) في دبي، بغية التأكد من مطابقتها للمواصفات، الأمر الذي سيبقي على القدرة الإنتاجية الإجمالية بحدود 500 ميغاواط للمحافظة على ثبات الشبكة واستقرارها".

وأعلن فياض أنه "تمّ الحصول على موافقة المصرف المركزي للحصول على 100 مليون دولار وأرسلت إلى دائرة المناقصات لإجراء استدراج العروض لاستيراد الفيول، ويساعد هذا الأمر في رفع ساعات التغذية الكهربائية بحلول أواخر الشهر الحالي".