الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حملات تخويف واتّهامات متبادلة... نقابة المهندسين أمام أسبوع حاسم

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
احتفال المهندسين بفوز "النقابة تنتفض" (حسام شبارو).
احتفال المهندسين بفوز "النقابة تنتفض" (حسام شبارو).
A+ A-
تتّجه الأنظار إلى نقابة المهندسين من جديد، بحيث تشهد الأسبوع المقبل انتخابات مركز النقيب، واستكمال انتخاب أعضاء مجلس النقابة.

يوم الأحد 18 تموز، ستكون النقابة على موعد مع انتخاب 4 أعضاء لمجلس النقابة من رئاسة الفروع التي انتُخبت يوم 27 حزيران الماضي، فرع المعماريين، فرع المهندسين المدنيين، فرع المهندسين الزراعيين، فرع الموظفين والمتعاقدين في الدولة، علاوة على انتخاب 6 ممثلين عن الهيئة العامة لعضوية مجلس النقابة.   
وبالنسبة إلى أعضاء مجلس النقابة من رئاسة الفروع، فقد حسم تحالف "النقابة تنتفض" ثلاثة منها فيما فاز "تيار المستقبل" بعضو عن الموظفين والمتعاقدين.
 
وحسبما علمت "النهار"، فإنّ "النقابة تنتفض" حسمت أسماء المهندسين الثلاثة مبدئياً، ومنهم جوزف مشيلح وعلي درويش. وإلى معركة يوم الأحد، تقدّم 23 مرشحاً لمركز النقيب، 75 مرشحاً لعضوية المجلس للمراكز الستّة الشاغرة عن الهيئة العامة.  
 

"النقابة تنتفض"  تنجز خطواتها الأولى 
الخطوة الأولى في المعركة أنجزها تحالف "النقابة تنتفض" بحسم مرشّحه لمركز النقيب، واختار عارف ياسين من خلال اعتماد مبدأ المناظرة، وهي خطوة سبّاقة تحدث للمرة الأولى.
 
ونظّمت المناظرة الأربعاء بين 3 مهندسين مرشحين لمركز النقيب، هانية الزعتري، سمير طرابلسي وعارف ياسين، بهدف إعطاء فرصة متكافئة وعادلة لعرض أفكارهم للنقابة إضافة إلى رؤاهم الوطنية. وقد وقّع المرشحون الثلاثة تعهداً بالالتزام بنتيجة التصويت والانسحاب لمصلحة المرشح الفائز.
 
 
تطور مفاجئ  
ولكن بعدما حسم ياسين النتيجة، برز تطوّر مفاجئ بإعلان الدكتور سمير طرابلسي، استمراره بالترشح ورفض النتيجة التي أسفرت عنها المناظرة.

وشنّ طرابلسي هجوماً عنيفاً على منظّمي المناظرة، معتبراً أنها "بعيدة كلياً من المفاهيم الأخلاقية".

لكن هذا الحدث لن يفرمل اندفاعة المجموعات المنضوية تحت التحالف، وهي ما زالت تعمل كخليّة نحل لإنجاز الجزء الآخر من الترشيحات المتمثل بـ6 أعضاء لمجلس النقابة ضمن الشفافية والمعايير التي أنجزت على مركز النقيب. 
 
 
 صعوبة الاختيار 
لا ينفي الناشطون في التحالف صعوبة الأمر خصوصاً أنّ الدائرة أوسع هذه المرة والاختيار سيكون بين مشارب وتطلعات مختلفة، لكن هناك من المهندسين يطمحون للوصول الى نتيجة وخصوصاً أنه بالرغم من كبر الائتلاف إلّا أنه مبني على الثقة المتبادلة بين المجموعات إضافة إلى أنّ سقفاً يجمع الجميع هو ثورة 17 تشرين، وعدم التعاون مع أحزاب المنظومة وإطلاق رؤية نقابية جديدة. وعلى هذا الأساس، يتوقّع الناشطون أنه وبأقصى حدّ الثلثاء المقبل، ستتمكّن "النقابة تنتفض" من الوصول إلى اتفاق والخروج بـ6 مرشحين موحّدين يخوضون "معركة رابحة" الأحد. 
 
وعن استمرار المرشح طرابلسي وتأثيره، يرى الناشطون أنه لن يكون له تأثير كبير على المستوى الانتخابي، لكنه بالطبع خسارة معنوية، لكنها أيضاً تؤثر على صدقيّته وخصوصاً أنه وقّع تعهداً بالانسحاب، وهذا ما سيؤدي إلى ردّ فعل عكسية من المهندسين وخصوصاً أنه قدّم الشخصانية على مصلحة التحالف والمعارضة. 
 

اتهمات وتخويف  
وإذ أسفوا أن تكون الطعنة من الداخل، أشاروا إلى الحملة المقابلة التي تشنّها أحزاب السلطة والمجموعات القريبة منها بوجه المرشح على مركز النقيب، ومحاولات التخويف منه تارة عبر إلصاق صورته مع لينين، وطوراً عبر القول إنه شيوعي وغيرها من الاتهمات. 

يبدي الناشطون استخفافاً بالحملة وخصوصاً أنّ المرشح شخص نقابي يعرفه جيداً المهندسون ويعلمون جيداً أنه ترك الحزب الشيوعي منذ عام 1994 وكان خلافه معهم سياسياً بالدرجة الأولى يتعلق بسلاح "حزب الله" والتعاطي السياسي، كما أنه من مؤسسي اليسار الديموقراطي وكان إلى يمين 14 آذار في مراحلها السابقة، وتالياً ما يحاولون التخويف منه هو ساقط بالكامل. 

وتوقّع أن تشتدّ الحملة في المرحلة المقبلة، وتأخذ أبعاداً جديدة غير التخويف من اليسار والشيوعية، فانتظروا غداً حملة أنه شيعي من خارج إطار الثنائي، وإجماع طائفته لشدّ العصب ضدّه، إضافة إلى إحياء قضية أنّ المقعد متعارف عليه للسنة، وعليه وجب التصويت لسني، لكنهم في المقابل لا يخشون هذه الحملات لأن المهندسين من جميع الطوائف يعانون، ويهاجرون وتأثرت أعمالهم بشكل كبير وبالتالي سينظرون لنقابة تحميهم وتحمي اعمالهم حيث فشلت طوائفهم في حمايتها. 
 

تضعضع الأحزاب
هذا على مقلب "النقابة تنتفض"، أمّا لجهة الأحزاب، فلا تزال الأمور ضبابية، ويرفض مهندسوها النقابيون الإفصاح عن تحالفاتهم، بحجّة أنه ما زال هناك وقت والأمور تُدرس ولم تتّضح التحالفات، فيما يبدو أن "تيار المستقبل" مصرّ على خوض الانتخابات لمركز نقيب بالمرشح المهندس باسم العويني، وهو بدأ حملته وجولاته في المناطق، وبين المهندسين، أما بالنسبة إلى تحالفاته فإنّها قيد الدرس وجميع الخيارات مفتوحة. 
أما الحزب التقدمي الاشتراكي فأعلن مصدر نقابي فيه لـ"النهار" أنّ الحزب اتخذ قراراً نهائياً بعدم الترشح، كما أنه لن يدعم أيّ مرشّح حزبي لمركز نقيب، وهذا في إشارة إلى عدم دعم مرشح "المستقبل"، وسيكون قوة تجييرية لشخصيات مستقلة لها ثقلها النقابي وهناك أسماء كثيرة تتمتع بهذه المواصفات، نافياً النيّة لدعم لائحة "النقابة تنتفض". 

وكشف عن أنه سيعلن الأمر نهار الإثنين في مؤتمر صحافي يعقده في مركز الحزب. 
 

"القوات" 
وما يسري على "الاشتراكي" يبدو أنه يسري على "القوات" التي ترفض التحالف أيضاً مع "أحزاب المنظومة"، وتؤكّد أنها ستخوض الانتخابات ترشحاً واقتراعاً ولن تنسحب،  لكن مع مَن ينسجم وقناعاتها وثوابتها النقابية والسياسية، في انتظار إعلان المرشحين على مركز نقيب برامجهم ودراسة خططهم لاتخاذ القرار المناسب.

وفي موقف هجومي على "النقابة تنتفض"، دعت أوساطها المهندسين إلى "الاختيار النقابي الصائب والصحيح بعيداً من الشعبوية والغوغائية والإسقاطات السياسية المشبوهة". 
 
وفي المحصّلة، أمام المهندسين أسبوع حاسم على مستوى التحالفات والغربلة وتبقى الأنظار على تبادل الأصوات والتحالفات المصلحية بين أحزاب السلطة من جهة، وهي قوّة لا يستهان بها من حيث الحضور وعدد الأصوات، والوصول إلى لائحة موحّدة لتحالف "النقابة تنتفض" يكرّر فوز 27 حزيران ويعيد جزءاً من الفرحة لجمهور 17 تشرين.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم