موقفان متناقضان لـ"القومي"... دعم لـ"التيار" ورسائل تهاجم "حزب الله"

يتعمّق الخلاف بين جناحي الحزب "السوري القومي الاجتماعي" مع كل استحقاق أو مناسبة، ويظهر ذلك جلياً من خلال البيانات والمواقف التي تصدر عن الجهتين، والتي تشير إلى غياب التوافق والتنسيق في مختلف المجالات. وفي هذا السياق، وبعدما أعلن الحزب عن تحالفه مع التيار "الوطني الحر" في عكّار وتشكيلهما لائحة "عكار أولاً"، صدر عن منفذية الحزب في المحافظة بياناً رفض فيه هذا التحالف وهاحم فيه التيار ومن يلازمهم ويتحالف معهم، وتضمّن البيان إشارات إلى "حزب الله".
 
إطلاق لائحة "عكار أولاً"
وأطلق النائب السابق محمد يحيى من دارته في بلدة البقيعة الحدودية لائحة "عكار اولا" التي يترأسها بالتحالف مع التيار "الوطني الحر" والحزب "السوري القومي الاجتماعي" (جناح الروشة - برئاسة ربيع بنات)، ومرشحين مستقلين بحضور الأعضاء السبعة: عن المقاعد السنية الثلاث: محمد يحيى، حاتم سعد الدين، كرم الضاهر، عن المقعدين الارثوذكسيين: النائب اسعد درغام، شكيب عبود، عن المقعد الماروني: جيمي جبور وعن المقعد العلوي: حيدر عيسى.
 
وألقى يحيى كلمة قال فيها: "نعم "عكار أولا" هي الصوت المدوي، هي الصرخة التي يجب أن يطلقها كل مواطن عكاري في هذه المنطقة التي تعاني حرمانا مزمنا بل أصبحت والحرمان توأمين لا ينفصلان. "عكار أولا" هو الشعار الذي اختارته لائحتنا لا ليبقى مجرد شعار بل لنترجمه على ارض الواقع اذا ما حالفنا التوفيق بإرادة العكاريين المخلصين لمنطقتهم. "عكار أولا"، بل اولا واخيرا ودائما للعبور الى الانماء المتوازن الذي يزيل بعضا من حرمان عن هذه المنطقة التي تعتبر الأفقر في لبنان ولكنها الاكثر غنى وثراء بالقيم التي يؤمن بها أهلها ويبشرون بها وفي مقدمتها قيم العيش المشترك وقيم المحبة والألفة بين جميع عوائلها الروحية".
 
أضاف: "إننا اذ نطل عليكم اليوم بلائحتنا "عكار اولا"  فلكي نعلن أمام الله وأمام شعبنا العكاري باننا لن نوفر جهدا من اجل قضايا المنطقة وفي سبيل مشاريعها الانمائية المزمنة والمجمدة من تشغيل مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات الذي يؤمن آلاف فرص العمل للشباب العكاري ويحرك العملية الاقتصادية في عكار وعموم الشمال الى ملف الجامعة اللبنانية المتعثر، الى الملف الزراعي وضرورة دعمه حكوميا وترشيده وتصريف الانتاج. إضافة الى أهمية تأمين فرص العمل للشباب المتعلم الذي اختار طريق الهجرة قسرا ما شكل نزفا للادمغة العكارية".
 
وتابع يحيى: "ليس ما نعلنه مجرد شعارات ووعود بل اننا نعلن التزامنا بالنضال من اجل تحقيق هذه الملفات مستخدمين كل الطرق بالشراكة معكم من منطق تكريس النهج الديمقراطي الذي نؤمن به سبيلا لتحقيق الأهداف".
 
ثم كانت كلمة للنائب درغام أشار فيها إلى "رمزية اعلان اللائحة من منطقة وادي خالد التي تمثّل التوجه الوطني، فالمنطقة التي عانت من الحرمان نعود إليها اليوم لنكرس واقعا مختلفا"، مؤكدا أن "قرار العيش المشترك الواحد خيارا وليس قدرا ونحن اخترنا العيش سويا بالفعل والممارسة"، مشددا على "أهمية التصويت للائحة "عكار أولا"، لائحة الكرامة الوطنية التي تضم كل المكونات الوطنية، المستقلة".
 
أضاف: "نحن لا نبيع ولا نشتري ولا نرتهن للخارج، لا نقبل المساومة، اللوائح المنافسة عمدت لشراء الذمم شراء المرشحين والناخبين. فتاريخنا تاريخ وطني، وتاريخهم أسود مليء بالدم، تاريخ عمالة وارتهان للخارج ويتحدثون عن الحرية والسيادة وهم مرتهنون".
 
وختم: "أنتم أهل عكار أهل الوفاء، الذين سيصوتون وفقا لقناعاتهم. ونقول لهم: لا يمكن أن يكون تاريخنا مثل تاريخكم ولا مستقبلنا متل ماضيكم".
 
"القومي" عكّار يهاجم "الوطني الحر" يويحّه الرسائل
 لكن وفي سياق متصل، أعلنت منفذية عكار في الحزب "السوري القومي الاجتماعي" أن "قرار الحزب القومي في عكار ينبع من عكار لما فيه مصلحة الحزب وعقيدته، ولا يلزمنا أي التزام مع أي فريق أولهم التيار "الوطني الحر" أو من يلازمهم، ولا يظنن أحد أن بامكانه أن يمون على قرار الحزب أو يفرض عليه فروضا".
وقالت في بيان: "لدى الحزب القومي في عكار إرث كبير تجاوز حضورا فاعلا اكثر من سبعين عاما، حمل فيها لواء المقاومة والتضحية بإيمان وجداني بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية رافعا لواء النهضة بأبناء الحياة، حفاظا على السلم الاهلي منذ سبعينات القرن الماضي باللحم الحي. قدّم الرفقاء السوريون القوميون الاجتماعيون في عكار تضحيات كبيرة بالجهد والنفس والدم من ابطال العمليات الاستشهادية علي غازي طالب وفدوى غانم وشهداء مجزرة حلبا الأبرار الذين انقذت دماؤهم الكيان اللبناني من الفتنة الداخلية ودفعوا شهادتهم ضريبة عن سياسة "حزب الله" الداخلية وما زلنا ندفعها، كما دفعناها في 23 كانون الاول عن تيار اللاوطني ولا حر واللا وفاء الذين دافعنا عنهم حين حاولت الهمجية دخول مكتبهم".
 
وتابعت: "الحزب القومي عصب المقاومة أثناء احتلال الكيان الاسرائيلي الغاصب لاراضينا في فلسطين المحتلة، بدءا من الشهيد سعيد العاص 1936 مرورا بعروس الجنوب سناء محيدلي في الجنوب اللبناني التي تمر علينا ذكرى العملية الاستشهادية التي أعطت العالم اجمع دروسا في الجرأة والبطولة وإثبات موقف العز، الى الشهيد خالد علوان بطل عملية الويمبي مطلق شرارة المقاومة في بيروت والعديد من الشهداء على مختلف مواقع النضال".

وأضافت: "في السياسة اللبنانية، تتابعت سياسات "حزب الله" والتيار "العوني" من فشل الى آخر في عكار مثال تحالف الانتخابات النيابية في الدورة السابقة 2018 حين لم نتخل عن حلفائنا وشاركنا في لائحة الذل التي أدت الى خسارة مرشح الحزب بسبب عدم نجاح اللائحة في الحصول على الحاصل وغيرها من التدخلات والتنازلات في بقية المناطق اللبنانية. وآخرها انقلاب بما يسمى الحلفاء على الحزب "القومي" في عكار بخديعة وخيانة وطعن في الظهر، ونحن في عقيدتنا لا نعرف الا الشرف والوفاء. لذلك نعلن في الانتخابات النيابية 2022 ان لائحة الغدر المسماة " عكار أولا " المدعومة من التيار "الوطني الحر" ومحمد يحي لا تعني منفذية عكار لا من قريب او من بعيد ولا ينطق باسم الحزب القومي في عكار سوى منفذية عكار".

وختمت: "بناء على كل ما سبق، اتخذت هيئة منفذية عكار قراراً، نعلنه للجميع، الحلفاء قبل الخصوم، ان قرار الحزب "القومي" في عكار ينبع من عكار لما فيه مصلحة الحزب وعقيدته ولا يلزمنا أي التزام مع اي فريق أولهم التيار "الوطني الحر" أو من يلازمهم، ولا يظنن أحد ان بامكانه ان يمون على قرار الحزب او يفرض عليه فروضا. وهذا القرار سيتابع بخطوات سيعلن عنها في الوقت المناسب" .