المراوحة المرسومة بمحاذير التفكّك والمؤتمر التأسيسي

على عكس الاعتقاد الذي ساد خلال الأيام الماضية لجهة ترقّب ولادة الحكومة العتيدة في مهلة لا تتجاوز 48 ساعة، استناداً إلى ما ضُخّ من مؤشّرات ايجابية في مجالس سياسية وإعلامية، إلا أنّ المعطيات الواقعية التي لم تأخذ حيّزاً واسعاً من التداول كانت تشير إلى غياب أيّ تفصيل جديد من شأنه أن يبدّل في منحى المراوحة المستمرّ مع استبعاد إمكان إحداث أيّ خرق في مرحلة قريبة. وبدا واضحاً التضارب في الأجواء التي يُعبّر عنها المقرّبون من دوائر الرئاستين الأولى والثالثة، لناحية قياس حرارة التأليف التي بدت مرتفعة انطلاقاً من مقاربة فريق العهد من دون أن تتقاطع في معدّلها الحكوميّ الموسميّ مع العلامات التي ظهرت في تقويم المطلعين على فحوى عملية التشكيل من مقلب رئاسة الحكومة. ولا يزال رؤساء الحكومة السابقون يشكّلون فريقاً متجانساً وموحّداً في الانطباعات والرؤى، في إطار داعم ومواكب للخطوات التي يتّخذها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي على عاتقه في موضوع التأليف. وكانت لافتة العبارة التي اختصر من خلالها مرجع سنيّ بارز مواكب للتشكيل حال المخاض الحكوميّ في مجالسه، إذ احتكم إلى المثل الشعبي اللبناني القائل "دقّ المي هي مي"، في إشارة واضحة من منطلقه إلى غياب الإيجابيات بما يُذكّر بواقع العقد التي رافقت مرحلة تكليف الرئيس سعد الحريري وفي مقدّمها "الثلث المعطل...