استقالة وزير الإعلام اللبناني هدف سُجّل لمصلحة من؟

أقدم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي على تقديم استقالته من حكومة نجيب ميقاتي، بعد أزمة ديبلوماسية تفاعلت حتى وصلت إلى حدّ المقاطعة الخليجية وفرض شبه عزلة عربية على لبنان، بسبب تصريحه عن الحرب في اليمن، ووصفها بالحرب العبثية. لم تعالج الأزمة مع لبنان، ولم يقدّم القرداحي استقالته، رغم تمنّيات حملها كلّ من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بل سلكت القضيّة مساراً معقداً مخالفاً بدخولها ضمن الصراع الإقليمي القائم، تحديداً في اليمن، إذ أخذ حزب الله موقف الرافض للاستقالة، باعتبارها خضوعاً للإملاءات السعودية. في المقابل، اعتبرت المملكة أنّ لبنان بات أسير الهيمنة الإيرانية، من خلال تسليط الحزب سطوته على لبنان، لهذا كان الإصرار على الاستقالة، كي تشكّل بداية لمعالجة الأزمة مع لبنان.لم تستطع السلطة اللبنانية الواقعة بين مطرقة رفض الاستقالة، وسندان الدعوة إلى تحكيم الوزير المعنيّ ضميره لما فيه خير لبنان وشعبه، أن تصل إلى صياغة تريح اللبناني الذي يرزح تحت عبء أزمة اقتصادية لم يشهد تاريخ لبنان مثيلاً لها. بل على العكس، زادت من حدّة الانقسامات القائمة في البلد، وبدأ التخوّف من أن تقدم دول الخليج على طرد اللبنانيين العاملين والمقيمين من أراضيها، وهذا إن حصل، فسيزيد من الأزمة سوءاً وتدهوراً.أمام هذه الصورة السيكونية التي خيّمت على المشهدية العامّة للبنان، ووسط غموض دخل فيه لبنان نفق التعطيل، لم يقدم أيّ طرف من...