الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

سلسلة لقاءات لميقاتي في السرايا: لبنان متمسّك بالقانون الدولي ولا يقبل بالاعتداء على سيادة أي دولة

المصدر: "التهار"
نجيب ميقاتي
نجيب ميقاتي
A+ A-

أكّد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي خلال استقباله اليوم في السرايا الحكومية وفداً من "حزب الشعب الأوروبي" "أنّ لبنان الذي عانى من اجتياحات وحروب على مرّ تاريخه متمسّك بالقانون الدّولي وميثاق الأمم المتّحدة، ولا يقبل أيّ اعتداء على سيادة أيّ دولة وسلامتها، ويعتبر أنّ المشكلة بين روسيا وأوكرانيا تُحلّ بالمفاوضات وليس بالخيارات العسكريّة".

بعد اللقاء، قال النائب الفرنسي في المجلس الأوروبي فرانك بروست: "زيارتنا للبنان تتمحور حول درس الإمكانات المتوافرة لدى أوروبا من أجل مساعدة أصدقائنا اللبنانيّين بشكل أفضل، في ظل تحديات جيوسياسيّة راهنة تجعل الوضع في أوروبا أكثر حساسيّة، خصوصاً في ما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا وتداعياته على أوروبا، وهي تداعيات بدأت تظهر بشكل مباشر على مسألة الأمن الغذائي في لبنان، وسنلتقي خلال 48 ساعة، وهي مدة زيارتنا للبنان، كلّاً من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وعدداً من الشخصيَات السياسيّة كما الأصدقاء".

وأضاف: "نحن نعمل على محاور وقضايا أساسية ثلاث، أولها الأجندة السياسية في لبنان والتي تتضمن جملة استحقاقات مفصلية منها الانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، والانتخابات البلدية والاختيارية التي أرجئت نحو سنة، إضافة إلى الوضع الاقتصادي عبر قناة المفاوضات الجارية بين لبنان وصندوق النقد الدولي، كما أنّ هناك أيضاً مسألة العلاقات بين لبنان وعدد من دول الخليج العربي".

وختم بالقول: "رغم كل التعقيدات التي أشرنا إليها، فنحن على استعداد للمساهمة في اتّخاذ القرارات المناسبة لمساعدة أصدقائنا اللبنانيّين بشكل مستدام، لكنّ من المهم جداً أن تتفهّم مجموعة الشركاء السياسيين ما يحدث في بلدكم".

إلى ذلك، اجتمع رئيس مجلس الوزراء مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وعرض معه شؤون وزارته وملف "الميغاسنتر".

وقال مولوي: "أيّد ميقاتي إنشاء الـ "الميغاسنتر" كخطوة إصلاحيّة ضروريّة للمواطنين والانتخابات، إنّما هناك ثلاث عقبات قانونيّة ولوجستية وماليّة. طلب دولة الرئيس أن تتشكّل ضمن اللّجنة الوزاريّة التي ستجتمع بعد ظهر اليوم ثلاث لجان فرعية هي اللّجنة القانونيّة لدراسة الأمور القانونية وإيجاد الحلول لها، وفي حال استقر رأي اللجنة على وجوب تعديل قانوني، إعداد مشروع القانون فوراً ورفعه إلى مجلس الوزراء لأخذ الموقف القانوني والدستوري منه، ثم إحالته إلى مجلس النواب. وبالتوازي تجتمع اللجنة اللوجستية لإيجاد الحلول اللوجستية ولبيان مدى إمكان تنفيذ الميغاسنتر في الوقت المتبقي. كما أن وزير المال موجود لبيان مدى إمكان تلبية الحاجات المالية لإنشاء الميغاسنتر في هذا الوقت الضيق".
وأضاف: "شدّد دولة الرئيس، كما شددت أنا، على عدم تأجيل الانتخابات ولو دقيقة واحدة. نحن نؤكد أن الميغاسنتر خطوة إصلاحية لكن الأهم هو عدم تأجيل الانتخابات. يجب إيجاد الحلول القانونية ورفعها إلى مجلس النواب عند الاقتضاء بالسرعة الممكنة، وفي الوقت نفسه العمل على البحث في مدى إمكانيّة التنفيذ اللوجستي وإيجاد التمويل المناسب".

كما استقبل ميقاتي وزير الصناعة والمعادن العراقي منهل عزيز الخباز، في حضور وزير الصناعة جورج بوشكيان وسفير لبنان في العراق الدكتور علي الحبحاب وسفير العراق في لبنان حيدر شياع البراك.

وقال بوشكيان: "سيكون لنا زيارة في القريب العاجل كوفد وزاري لبناني برئاسة دولة الرئيس ميقاتي إلى دولة العراق لتفعيل الأمور ووضعها في الأطر الصحيحة لمصلحة البلدين".

أضاف: "أبلغت الدولة العراقية الجانب اللبناني ليلاً أنّ التأشيرات للبنانيّين لدخول العراق ستعطى لمدّة ستة أشهر وتشمل الدّخول المتعدّد عبر السفارة العراقيّة في لبنان، فهذه من المبادرات المهمة وسيكون هناك مبادرات أخرى تتمثل بفتح الأسواق والافق بين البلدين".

أمّا خباز فقال: "تشرفنا اليوم صباحاً بلقاء الرّئيس ميقاتي بصحبة وزير الصناعة والسفير العراقي والسفير اللبناني في العراق. وأعطينا بعض الملاحظات على الاتّفاقية والتعاون المشترك بين العراق ولبنان في المجال الصّناعي، وتحدّثنا عن كيفيّة فتح آفاق التعاون والتبادل التّجاري وإمكان التّكامل والتّعاون في هذا المجال، وهناك رغبة من قبل الإخوة في لبنان بزيارة العراق كوفد وزاري كبير وتأطير هذا العمل المشترك في كلّ المجالات، ومنها مجال النّقل والأمور الداخليّة التأشيرات وغيرها، وسيكون المقبل أفضل إن شاء الله، ونؤكّد دعم حكومة العراق للحكومة اللبنانية، وكل المنطقة العربيّة، إن شاء الله، ستكون بخير".

وبالنسبة إلى الصناعات التي يحتاجها العراق من لبنان، قال: "الكثير من الصناعات على رأسها الصناعات الدوائيّة الجيدة التي يتميز بها لبنان، كما الصّناعات الغذائية الجيّدة وأساليب التسويق السليم، ومن الممكن أن نستفيد من هذه الصناعات، كنقل تكنولوجيا وتعاون مشترك واستثمار متبادل وشيء من هذا القبيل".

أضاف: "أما في موضوع حجم التبادل الصناعي بين البلدين، وبسبب الظروف التي مرّت على البلدين، فتدنّت أسس التبادل الصناعي أو كمياته، لكن، خلال اتفاقية التعاون المشترك التي تم توقيعها في بغداد ونحن اليوم في بيروت لاستكمال كل الإجراءات للمضي بها، نأمل أن يكون هناك مجال أوسع للتعاون وللشراكة الحقيقية بين البلدين".

وبالنسبة إلى العوائق امام التبادل الصناعي قال: "لا عوائق حالياً".

أّما بوشكيان فقال: "كلّ العوائق تتمّ إزالتها من الحكومتين بالسرعة القصوى، والاتصالات اليوم هي لإزالة كلّ التراكمات التي نشأت في الأعوام الماضية من أجل مستقبل باهر لمصلحة البلدين".

وعن آلية الدفع، قال خباز: "هذا يعود لكل مرحلة بمرحلتها، وسيكون هناك تفاهمات بين الأطراف بحسب الاختصاصات، وهذا الكلام سابق لأوانه، نحن اتّفقنا وهناك نيّة حقيقيّة لتعاون مشترك كبير".

واجتمع ميقاتي مع وزير الشؤون الخارجيّة والجالية الوطنيّة في الخارج في الجزائر رمطان لعمامرة على رأس وفد، في حضور سفير الجزائر عبد الكريم الركايبي، ومستشار الرّئيس ميقاتي السّفير بطرس عساكر.

وخلال الاجتماع، جرى عرض العلاقات الثنائيّة بين البلدين والتعاون في المجالات كافّة. واطلع الوزير الرئيس ميقاتي على التّحضيرات الجارية لعقد القمّة العربيّة في الجزائر في الأوّل والثاني من تشرين الثاني المقبل.

وطلب ميقاتي من الوزير الجزائري أن تستثني الحكومة الجزائريّة لبنان من قرار وقف تصدير السكر للخارج، لتأمين حاجة السوق اللبناني.

واستقبل ميقاتي وزير الصحة العامّة الدكتور فراس الأبيض الذي وضعه في أجواء جولة خارجيّة قام بها الأسبوع الماضي، بتنظيم من مكتب "اليونيسف" في بيروت، على رأس وفد من رؤساء جمعيّات طب الأطفال في لبنان، شملت جنيف والدنمارك حيث عقد الوفد اللبناني لقاءات مع منظمة الصحّة العالميّة والمفوضيّة العليا للاجئين، والاتّحاد العالمي للقاح، والصليب الأحمر الدولي، واتّحاد جمعيّات الصّليب الأحمر والهلال الأحمر، والصّندوق العالمي لمكافحة الإيدز.

وعرض الأبيض نتائج الزيارة خلال مؤتمر صحافي عقده في السرايا، وقال: "إن المحادثات تركزت على النّظام الصحّي الهشّ في لبنان بسبب انعكاسات الوضع الاقتصادي الصعب، وكيفيّة تدارك هشاشة الوضع الصحّي في أيّ بلد لأنها ستنعكس حتماً على الوضع الصحّي المترابط في الإقليم. وقد برز اهتمام من قبل المسؤولين الدوليّين بتعزيز النّظام الصحّي في لبنان سواء عبر استمرار المساعدات أو تقوية الأنظمة الموجودة".

أضاف: "إنّ المدير العامّ لمنظّمة الصحّة العالمية الدكتور تادروس غبرياسوس أكّد كلّ الدعم للبنان بما ينعكس، بالإضافة إلى المساعدات المباشرة، على أمور تتعلّق بدعم عدد من البرامج والمشاريع سواء على مستوى الرعاية الصحيّة الأوليّة أو الانتقال الرّقمي ومكننة الأنظمة في مستودع الأدوية في الكرنتينا والمستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية".

وتابع: "إنّ البحث مع مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي تناول الجهود التي بذلها لبنان لاحتواء اللاجئين الذين بلغ عددهم ثلث عدد السكان، وقد عبّر غراندي عن تقديره للبنان في هذا المجال في مقابل تأكيد الجانب اللبناني عدم القدرة على الاستمرار بما يتم القيام به من دون المزيد من المساعدة".

وقال: "إن غراندي أبلغني تفهمه والمفوضية للوضع والتزامهم تقديم المساعدة علمًا بأنّ الوضع الضاغط الجديد والأزمة العالمية الناشئة تستقطب اهتمامات العالم على كل ما يحصل بأوكرانيا حيث فاق عدد اللاجئين مليوني ومئتي ألف شخص في فترة زمنية قصيرة".

ولفت الأبيض إلى "ضرورة حضور لبنان الدائم في الاجتماعات الدولية لضمان تلقي ما يحتاج إليه". وأكد "أهمية الاجتماع المتعلق باللقاحات وخصوصاً أنّ نسبة التّحصين تراجعت في لبنان بشكل ملحوظ وهو مدعاة قلق في ضوء ما يتردّد في الإقليم عن تشخيص حال شلل أطفال، وفي الواقع إنه لمؤشر خطر جداً أن يتمّ تسجيل حالات لمرض إعتقدنا أننا قضينا عليه".

وأعلن أنه "طالب بإعطاء لبنان استثناء للحصول على اللقاحات بأسعار زهيدة جداً بهدف استرجاع نسب التحصين السابقة، ما لقي تجاوباً من المسؤولين المعنيين. وبالنسبة إلى الاجتماعات مع مسؤولي الصندوق العالمي (Global Fund) تم تأكيد استمرار دعم لبنان في مجال الأنظمة الصحيّة وبرامج السلّ والإيدز".

وأضاف: "إنّ جولتنا في الدنمارك، تضمنت لقاءات في وزارة الخارجية والتنمية لمتابعة المشاريع المنفذة في لبنان والبحث في كيفية تعزيزها. كما كانت لقاءات مع كل من Novo Nordisk وشركة Novo Nordisk Foundation وهي من الشركات الرئيسيّة المتخصّصة بالعناية بمرضى السكّري وعلاجات الأنسولين. وتركز البحث على كيفيّة اعتماد برامج خاصّة لمرضى السكّري لضمان حصولهم على حاجاتهم الكاملة من العلاج، بالإضافة إلى تطوير مستوى العناية بمرضى السكّري في مراكز الرعاية التابعة لوزارة الصحّة العامّة. وتمّ الإقرار بمساعدات ومشاريع ترتبط بالتحوّل الرّقمي وتطبيقه على تتبّع علاجات السكّري حيث ستتمّ متابعة الموضوع مع الجمعيّة اللبنانيّة لأطبّاء السكّري".

وتابع: "أمّا الاجتماعات مع مسؤولي الصليب الأحمر الدولي فاستعرضت مختلف المشاريع المنفذة مع وزارة الصحة العامة سواء على صعيد مراكز الرعاية أو المستشفيات الحكوميّة والمشاريع التي سيتمّ تنفيذها في مستشفى طرابلس الحكومي مع وكالة التنمية الفرنسية".

وأشار الأبيض إلى "أهمية الاجتماعات التي عقدت مع اليونيسف الشريك الأساسي للبنان في قطاعي الصحّة والتعليم، وتم إيلاء اهتمام خاصّ لسبل تعزيز طبّ الطوارىء والعناية الفائقة عند الأطفال والخدج سواء عبر مساعدات أو تعزيز النظم الموجودة. وكانت زيارات لمستودعات اليونيسف التي عرضت استمرار المساعدة للبنان في مجالات مختلفة من بينها تنظيم عملية توزيع الدواء والمواد الطبية حيث تعتزم وزارة الصحة العامة إعادة افتتاح مستودعات الكرنتينا، وتسعى إلى أن تكون ممكننة وتعتمد نظاماً رقمياً يتيح التأكّد من وصول الدواء إلى صاحب الحق فيه".

وختم مبدياً ارتياحه لكون جولته الخارجيّة أسفرت عن "وعود وتأكيدات باستمرار الدعم للبنان"، مضيفاً في الوقت نفسه أنه "على لبنان الاسراع في تطوير نظمه للاعتماد على نفسه لأنه من الواضح أن هناك اهتمامات أخرى تبرز على الصعيد العالمي".

وبالنسبة إلى انعكاس أزمة أوكرانيا على النظام الصحي في لبنان، أوضح وزير الصحة أنه "في ملف الدواء ليس من توقعات سلبية لأن لبنان لا يستورد دواء من أوكرانيا ولكن الغلاء في أسعار المحروقات سيؤثّر على المستشفيات، ومن المؤكد أن الأزمة العالميّة ستزيد من هشاشة وضعنا. كما أن المنظّمات الدوليّة المانحة قد تعدّل أولويات اهتمامها، وما يهمّ لبنان هو استمرار الاهتمام الدولي به إلى جانب العمل على تقوية نظامه الصحّي وتعزيزه".


 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم