الراعي من الأردن للمسؤولين: لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان

وجّه غبطة البطريرك الكاردينال ماربشاره بطرس الراعي، من الأردن، رسالة الى المسؤولين اللبنانيين قال فيها: "لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان، لا يحق لكم هدم وطن حضاري وثقافي، ولا يحق لكم أن لا تنتخبوا رئيسا للجمهورية، وأن تفقروا الشعب وتهجّروه. لا يحق لكم ان تناموا مرتاحين وقد تخطى الدولار الـ41 ألف ليرة، إنّما عليكم أن تدركوا أنّ السياسة فن شريف لخدمة الخير العام".

واعتبر الراعي، في حديث إلى صحيفة "الراي" الاردنية، أنّ "لبنان يمر بسلسلة مآزق من الفراغ في رئاسة الجمهورية إلى الأزمة المالية الاقتصادية التي هجّرت شبابه وصولاً إلى عزلته عن العالم". وقال: "هذا ما سأبحثه في لقائي مع ملك الأردن عبدالله الثاني، كما سأشكره على وقوف المملكة الأردنية الى جانب لبنان في محنته، وبخاصة بعد تفجير المرفأ في 4 آب لجهة ارسال المساعدات والأدوية".

وأكد الراعي مطالبته الدائمة بقيام دولة فلسطينية من أجل عودة الشعب الفلسطيني اللاجئ إلى أرضه، مبدياً أسفه لأنّ "السياسة الدولية تعمل عكس ذلك، والمجتمع الدولي ليس مع القضية الفلسطينية والظاهر أنه يبدد الحلم"، مضيفاً: "إذا كان الحل ليس بانشاء الدولة الفلسطينية، فمن الضروري ايجاد حل آخر ليعيش الفلسطينيون بكرامة".

كما أبدى أسفه لأنّ "السياسة تمنع المسيحي اللبناني من زيارة الاراضي المقدسة"، معتبراً أنّ "هذه الارض عزيزة علينا جميعاً لأن كل تاريخ الخلاص تم عليها، ولأن هويّتنا انطلقت منها".

وفود ولقاءات

استقبل الراعي في دار الرعية وفوداً من كاريتاس الأردن، البعثة البابوية، الهيئة الخيرية الهاشمية، المستشفى الايطالي والهيئة اليسوعية لمساعدة اللاجئين وشكرهم على ما يقومون به من أجل لبنان.

كما زار مدينة مدابا يرافقه نائب المدينة مجدي اليعقوب ورئيس البلدية والمدير العام لوزارة السياحة، حيث صعد البطريرك إلى جبل نيبو وانتقل بعدها الى كنيسة القديس جاورجيوس حيث خريطة مادبا الفسيفسائية التي تصف منطقة شرق المتوسط في العصر البيزنطي، ومن ثم قام بزيارة لدير اللاتين وكنيسة ومزار قطع رأس يوحنا المعمدان.

ومن جهة أخرى، التقى البطريرك الماروني الأمير حسن بن طلال وبحث معه العلاقات التاريخية والمميزة التي تربط لبنان والأردن والبطريركية بالمملكة، وأهمية تعزيز الحوار بين الأديان خصوصاُ في هذه المرحلة.

كما دعا الراعي، من مدينة السلط، إلى تحويل تراث الفسيفساء الأردنية الى نمط عيش بين الأديان والشعوب محييا الاردن ومذكرا بأن الدستور اللبناني هو دستور العيش المشترك، ودستور التعددية الثقافية والدينية والتعاون مسلمين ومسيحيين في الشأن السياسي والاداري في البلاد، وهذا أمر موجود لدى شعبنا وعند مجتمعنا ولكن مفقود بين السياسيين الذي يعملون دائما على التفرق.

وكذلك، عرض البطريرك لأُسس التعاون في مجال السياحة الدينية مع وزير السياحة الاردني نايف الفايز الذي اطلعه على بدء العمل بدرب الحج المسيحي من جبل نابو في اتجاه موقع المغطس.