الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بعد التصعيد على الحدود الجنوبية... ماذا ينتظر لبنان؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
مدفعية إسرائيلية تقصف مواقع في جنوب لبنان (أ ف ب).
مدفعية إسرائيلية تقصف مواقع في جنوب لبنان (أ ف ب).
A+ A-
لليوم الثالث على التوالي يتواصل التصعيد العسكري على حدود لبنان الجنوبية، وبعدما كان "حزب الله" ينكر مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ، دفعه توقيف راجمة له في بلدة شويا قضاء حاصبيا إلى إصدار بيان تحمّل فيه المسؤولية، في وقت سارع الجيش الإسرائيلي إلى الرد، وسط ترقّب ما سيحمله هذا التصعيد، وما إن كانت الأمور ستنتهي عند هذا الحد، أم أن الانزلاق إلى حرب هو ما ينتظر لبنان في الساعات أو الأيام المقبلة.
 
إرادة إيرانية- حزب اللهية
العميد المتقاعد والنائب في تكتّل "الجمهورية القوية" وهبة قاطيشا اعتبر في حديث لـ"النهار" أن من "المؤكد أن ما حصل تصعيد، كما أنه من المؤكد أن حزب الله وليس اسرائيل هو من يتخذ دائماً هذه الخطوة"، لافتاً إلى أن التصعيد مرتبط "بإرادة ايرانية حزب اللهية، في وقت الدولة اللبنانية من رئيس الجمهورية إلى الحكومة الحالية غائبة، وهي رهينة بيد الحزب، حيث سلمت الأمر له ولإيران".
 
واعتبر قاطيشا أن "هناك تصعيداً إيرانياً- إسرائيلياً في بحر الخليج والمنطقة سيتبعه تصعيد في لبنان إن لم يكن اليوم ففي المستقبل، إذ كلما حصل تصعيد في تلك المنطقة نشهد تصعيداً في لبنان، كوننا أصبحنا دولة تدور في فلك إيران، فيما الحكومة ألعوبة بيد حزب الله". وعما إن جرى كسر قواعد الاشتباك قال قاطيشا: "منذ اليوم الأول لم تحترم هذه القواعد، وهي كذبة كبيرة لا يصدقها أحد، فقواعد الاشتباك تفرض منع الأسلحة والذخيرة في جنوب الزهراني والحزب نقل الصواريخ إلى هناك مباشرة".
 
وعما حصل في شويا قال: "أصبح هناك وعي لدى اللبنانيين، في السابق سيطر الفلسطينيون على منطقة العرقوب (فتح لاند) لاستهداف إسرائيل بالصواريخ، وقد رضي الناس"، مضيفاً: "وضع صواريخ في منطقة سنية - درزية يعني أن الحزب يريد تجنيب بيئته الحاضنة الرد الإسرائيلي من دون أن يبالي بمناطق غيره، وكان رد أهل شويا (روح قوّص من بيتك)".
 
 
خياران لا ثالث لهما
من جانبه اعتبر العميد المتقاعد أمين حطيط في اتصال مع "النهار" أن "العدو الإسرائيلي وضع المقاومة بعد استخدامه الطيران أمام خيارين: إما أن تسكت وتتغير بذلك طبيعة الاشتباك بشكل يخرج منه العدو رابحاً، وإما أن ترد مع احتمالات الانزلاق إلى الحرب أو احتمالات التصعيد. بين الخيارين اختارت المقاومة الحل الثاني، لأنها لا تستطيع العمل بالحل الأول الذي يعتبر كارثة عسكرية واستراتيجية وأمنية على لبنان والمقاومة لمصلحة إسرائيل".


وأكد حطيط أن "المقاومة اختارت الحل الثاني بشكل مدروس وعلمي ومنهجي يبقى تحت سقف قواعد الاشتباك القائمة، ويراعي الأرض المحتلة في مزارع شبعا أي طبيعة الهدف ونوعه من حيث اختيار منطقة مفتوحة. وبهذا تكون المقاومة حققت 3 أهداف في ردها، الأول: تثبيت قواعد الاشتباك، أي أرض مفتوحة مقابل أرض مفتوحة. ثانياً: منع العدو من الاسترسال في مراهنته على إحداث تغيير يظن أنه ممكن نتيجة الوضع الداخلي اللبناني والانهيار الاقتصادي، حيث يظن أن المقاومة باتت مشلولة وعاجزة عن شن حرب عسكرية، إلا أن المقاومة اثبتت جهوزيتها، والمسألة الأخيرة أن المقاومة أرسلت رسالة أكدت من خلالها أن موضوع الجنوب أمر لا يتقدمه أمر، يبقى بطبيعة أولوياتها مهما كان هناك من ظروف وتطورات".
 
 
انتهاء التصعيد
من هنا اعتبر حطيط أن ما حصل حتى الآن "يندرج في إطار قواعد الاشتباك القائمة، ويكون ردة فعل مقابل فعل لتثبيت هذا الواقع. ثانياً: عدم الانزلاق إلى تصعيد يقود إلى حرب. وثالثاً: الجميع يستخلص الدروس، وأن مصلحة الجميع عدم التصعيد وعدم الانزلاق إلى حرب، لذلك اعتبر أن الأمور انتهت".
 
وفي ما يتعلق بما حصل في شويا قال: "ما حصل عمل كبير مهم بحاجة إلى درس قبل اطلاق المواقف، حتى نعرف الخلفية والسبب والأهداف، فقبل التحقق من هذه الأمور لا يمكن لأحد أن يحدد المعطيات إذا لم تستكمل المعلومات".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم