الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صباح الأربعاء: مواقف نارية للسرايا وحكومة خالية من "الدسم الباسيلي"... من أين تأتي راحة البال؟

المصدر: "النهار"
"الحكّام بغير كوكب" بريشة أرمان حمصي.
"الحكّام بغير كوكب" بريشة أرمان حمصي.
A+ A-
صباح الخير، إليكم آخر تطورات الأربعاء 6 تموز 2022
 
 
على رغم تجنب الرئاسات الثلاث الخوض في مواقف علنية، وتعمد كل منها الابتعاد عن واجهة التسريبات الإعلامية امس، بدا واضحاً ان الواقع الرسمي بمجمله عاش في الساعات الأخيرة تداعيات عاصفة "بيان السرايا" الثنائي الذي صدر اول من امس عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، والذي شكل نزع غطاء للدولة عن عملية تطيير "حزب الله " ثلاث مسيّرات السبت الى محاذاة حقل كاريش. والواقع ان هذه العاصفة شكلت وفق المعطيات والمعلومات المتوافرة لـ"النهار"، عامل تأزيم إضافياً لعله الأكثر اثارة للتعقيدات المتراكمة في طريق نزع الألغام من مسار تاليف الحكومة الجديدة، اذ "طرأ" عامل توتر جديد لم يعد ممكناً تجاهله، تمثل في ما يعتمل قيادة "حزب الله" من سخط كبير بلغ حد الاسترابة حيال الرئيس ميقاتي تحديدا والوزير بو حبيب.
 
 
افتتاحية "النهار" بقلم سمير عطالله: صورة المكنسة "وساماً من رتبة أمّ"
لا أذكر في أيّ عهد بدأت عادة نشر صور الاستقبالات الرئاسية اليومية. وهوعمل غير مألوف في الجمهوريات الأخرى، إذ ليس حدثاً أن يستقبل الرئيس وزيراً، أو صديقاً، أو عائلة جاءت تشكره على تعزية. وإنما هو عمل، أو واجب، أو جزء منهما. لكن التقليد بدأ، وأصبح من الصعب التخلي عنه لكي لا يبدو ذلك نقداً لمن سبق.الرئيس ليس في حاجة الى شهود على أنه يعمل. وقد كان التقليد مثار تعليقات ساخرة في بعض دول الخليج في الماضي. واقترح سياسي محترم إنشاء قناة خاصة للاستقبالات والعناقات اليومية، وطرح اسماً لها، هو “Kissing News”، بدل إضاعة وقت الناس في صور يومية من نوع "استقبل" و"ودّع".في أيّ حال، لا ضرر. دعهم يتصوَّروا.
 
 
في مقالات اليوم
كتّاب "النهار"

معالم النظام الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط صارت واضحة. علماً بأن تكريسه باتفاق رسمي أو واقعي لا يزال يحتاج الى وقت، أولاً لأن الخلافات بل الاشتباكات السياسية الإقليمية لا تزال مستمرّة رغم محاولة قوى عدّة أساسية في المنطقة التخفيف من حدّتها والتمهيد لمرحلة انتقال الأخيرة الى هدوء تحتاج إليه. في هذا المجال يُمكن الإشارة الى المبادرة التي قام بها رئيس وزراء العراق الدكتور مصطفى الكاظمي يوم نجح في جمع المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في بغداد، ويوم كرّر هذا "الجمع" خمس مرات أو ربما ستاً.
 
يقود البطريرك الماروني مار بشارة الراعي بنفسه حملة اعلامية تكاد تصبح شبه اسبوعية في عظاته الكنسية للمطالبة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي بشهر او شهرين مذكرا في شكل خاص بالمادة 73 من الدستور التي تنص على بدء مهلة انتخاب رئيس جديد قبل شهرين من موعد انتهاء الولاية الرئاسية. يغلب القلق على رأس الكنيسة المارونية في ظل تفكك مؤسسات الدولة وانهيار مرتكزاتها ولا سيما تلك التي كانت عماد الوجود المسيحي القوي في لبنان من فراغ متجدد كما حصل قبيل انتخاب الرئيس ميشال عون بفرض فراغ رئاسي لمدة عامين ونصف العام. الفارق ان البلد كان متماسكا بالحد الادنى وكانت مقومات الصمود استمرت لو احسن ادارته في حين ان الواقع الراهن لا ينذر فحسب في بقاء الموقع الماروني الاول والرئاسي الوحيد في المنطقة رهينة مصالح اقليمية وداخلية متداخلة بل سيكون له تداعيات متدحرجة كانت بدأت في الاعوام الثلاثة الماضية بتهديد المواقع الاولى للمسيحيين بمساهمة وانخراط عميق من العهد في استهداف ما تبقى منها لحساب المصالح الخاصة المعروفة.
 
أمّا نبيل بو منصف فسأل: ماذا لو غاب الناخب "الأصيل"؟
لعلّ الضارّة النافعة التي يفسح فيها الوضع الراهن "المائع" للأزمة الحكومية التي تبدو مفتوحة على الغارب من دون أي ضمانات لـ"عقلنة" هذا العهد في "آخرته" بالتوقف عن فرض شروطه العقيمة، تتمثل في التبكير ما أمكن في إباحة كل المعطيات القائمة حالياً حول الاستحقاق الرئاسي. حسناً فعل ويفعل البطريرك الماروني في ضربه المتواصل على موجة المطالبة بانتخاب رئيس جديد "إنقاذي" في الشهرين الأولين من المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس لأنه يجسّد في ذلك نبض اللبنانيين الضحايا لأسوأ عهد مرّ في تاريخهم. وحسناً يفعل أيضاً الدكتور سمير جعجع حين يفتتح الكلام الرئاسي كزعامة مسيحية طامحة الى الرئاسة من دون مواربة ولا خبث ولا اختباء وراء اعتبارات عفنة حتى في معرض طرحه الاصطفاف وراء مرشح إنقاذي آخر لا يكون صنيعة أتباع المحور الإيراني – السوري في لبنان مجدّداً.
 
شارف تصحيح مسابقات امتحانات الشهادة المتوسطة على الانتهاء، وإن كان حصل تأخير في إنجاز التصحيح بسبب النقص في أعداد المعلمين المشاركين في العملية نتيجة مقاطعة البعض منهم طلباً لمزيد من الحوافز. لكن الأمور تمّ تجاوزها على أن تعلن النتائج خلال أسبوع حداً أقصى. أما تصحيح مسابقات امتحانات الشهادة الثانوية بفروعها الأربعة التي بلغت نسبة المشاركة فيها 94 في المئة من أصل 42 ألف مرشح، فيفترض أن تنطلق اليوم بعد وضع باريم التصحيح للمواد، على أن يُعجَّل في إنجاز العملية خلال أسبوعين، كي تصدر النتائج قبل آخر الشهر الجاري ليتمكن التلامذة الراغبين في السفر لاستكمال تعليمهم في جامعات الخارج من إعداد ملفاتهم للتسجيل.
 
لايبدو "حزب الله" في وارد فتح سجال كلامي مكشوف مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على خلفية بيانه المدوي مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب بادانة عملية المسيّرات الثلاث التي طيرها الحزب في اتجاه الحقل البحري النفطي كاريش. وهو لا يكتم بطبيعة الحال شعورا هو مزيج من المرارة والاستغراب حيال اللهجة العالية التي انطوى عليها ذاك البيان الذي تلي من على منبر السرايا الحكومية، والذي في اعتقاد الحزب لامبرر له، الا لان ميقاتي ذهب في الاستجابة والتلبي لما طلب منه على نحو فقد معه ميزان "وسطيته واتزانه واعتداله" في ادارة الامور خصوصا في العلاقة مع طرف داخلي وازن.
 
قد تؤدّي التجاذبات الداخلية والخارجية حول ملف ترسيم الحدود البحرية الى مواجهة إيرانية – إسرائيلية لا يجني لبنان منها أيّ مصلحة، بل دماراً وبؤساً، فيما كلّ من طرفيها يمكن أن يحقّق فيها أهدافه. في مقابل استقدام إسرائيل سفينة استخراج الغاز وإنتاجه من حقل كاريش، أرسل "حزب إيران/ حزب الله" ثلاث مسيّرات استطلاعية لرصد أنشطة السفينة. في الخطوة الإسرائيلية تجاوزٌ لأيّ تفاوض مع لبنان واستباقٌ لنتائجه، وفيها أيضاً تحدٍّ وانتهاكٌ لحقوقه. وفي العملية الإيرانية تجاهلٌ للتفاوض واستفزازٌ ظاهره الدفاع عن حقوق لبنان وباطنه تذكير بأنّ هذا البلد الواقع شرقي المتوسّط بات في كنف إيران ولا بدّ من التعامل مع هذا المُعطى، بشكل أو بآخر.
 
كما سأل غسان العياش: من أين تأتي راحة البال؟
يرجع مرجوعنا إلى مصير الودائع في المصارف. ولا عجب أن تستأثر هذه المسألة باهتمام استثنائي يدفع الكتاب والمحلّلين، وسائر المعنيّين، إلى التركيز عليها وطرحها تكرارا على بساط البحث.فالودائع بالعملات الأجنبية، على وجه الخصوص، التي تبخّرت نتيجة سياسات متعمّدة وقرارات واعية اتّخذتها السلطات عن سابق تصوّر وتصميم، تمثّل معظم الادّخار الوطني بالنسبة إلى الأفراد وإلى المجتمع اللبناني ككلّ. هذه الودائع كانت تمثّل عشيّة الانهيار خريف سنة 2019 ما يقارب ضعفي الناتج المحلّي الإجمالي وتقدّر اليوم بأربعة أضعاف الناتج، بعد الانكماش السريع والمريع في حجم الاقتصاد اللبناني بفعل الأزمة.
 
 
في قسم السياسة
لم تكن المواقف التي أُطلِقت من السرايا الحكومية الاثنين الفائت في اتجاه مسيّرات "حزب الله" الاولى من نوعها. وللمصادفة ان لتموز لهيبه الذي يلفح العلاقة غير الثابتة بين الحكومة و"الحزب" بدءاً من مواقف الرئيس فؤاد السنيورة في تموز 2006 وصولاً الى مواقف رئيس حكومة تصريف الاعمال والرئيس المكلف حاليا نجيب ميقاتي. أما رئاسة الجمهورية فقد ابلغت موقفها الرسمي.لم يعلّق "حزب الله" حتى الساعة بشكل رسمي على مواقف الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب ومعهما شخص ثالث، بحسب ما اوضح بو حبيب لاحقا، التي اعلنت من السرايا الحكومية، والتي تبرأت من عملية المسيّرات تماماً، علما ان رئاسة الجمهورية ابلغت الموقف اللبناني لمن اتصل بها رسميا سواء من الامم المتحدة او من الولايات المتحدة الاميركية، عدا انها ليست في وارد إحداث شرخ في السلطة الاجرائية، وانما هي طبقت الدستور وخصوصا المادة 52 منه.
 
تكثر الاسئلة في وجه الرئيس نجيب ميقاتي بعد تقديمه تشكيلته الحكومية التي لم تكن محل قبول عند "التيار الوطني الحر"، ولو لم يسمه نواب هذا الفريق الذين يصفون مقاربة الرئيس المكلف بـ "الاستفزازية" وانها لم تراع قواعد التمثيل النيابي وتوزع الكتل. وثمة من ذهب إلى أبعد من ذلك عندما تحدث عن "مظلومية مسيحية"، لكن هذا الامر لم تتم الاشارة اليه من الكنيستين المارونية والارثوذكسية. وامام هذا السيل من الاتهامات التي تواجه ميقاتي، فان اوساطه ترفض انه يعمل على استهداف اي جهة في وقت تتطلب فيه الظروف التي يمر بها البلد تضافر كل الجهود.
 
يتبدى بوضوح أن الكتل النيابية، الى المستقلين والسياديين والتغييريين، يتعاطون "على القطعة" مع الاستحقاقات السياسية والدستورية تحديداً، ما برز جلياً منذ بداية ولاية المجلس النيابي الحالي وان كان البعض مربكا في ظل حالة ضياع على خلفية قلة الخبرة، وانما السؤال المطروح: هل ستلتقي الكتل النيابية من الحزب التقدمي الاشتراكي الى "القوات اللبنانية" والمستقلين والتغييريين على مواجهة الاستحقاق الرئاسي موحدين ومتفقين على الخيارات والمواصفات وربما على اسم الرئيس العتيد؟
 
 
في قسم الاقتصاد
في 15 أيار الماضي، غردت المدعية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون على "تويتر": "لمن يهمه الأمر، يرجى اخذ العلم بانني تلقيت إخباراً بموضوع القرض الحسن وارسلته للتحقيق، والمخابرة لدى جهاز امن الدولة، وانا بانتظار نتائج هذا التحقيق. مع العلم ان القضية عينها سبق وعرضت امام مدعي عام التمييز واقترنت بقرار بالحفظ"... مؤسسة "القرض الحسن" جهاز "مالي" تحول الى "مصرفي" يعمل خارج النظام المالي اللبناني، وتقوم ببيع وشراء الذهب مقابل الدولار الأميركي وتقديم القروض للمتعاملين معها عبر 31 فرعاً موزَّعة في مناطق نفوذ "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت، والجنوب، والبقاع. وفي 22 نيسان الفائت تقدّم المحاميان مجد حرب وإيلي كيرلّس بإخبار إلى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون حول مخالفات جمعية القرض الحسن.
 
 
في قسم الثقافة
بعد غياب استمر ثلاث سنوات، يحاول لبنان النهوض من أزمة أنهكت قطاعات البلد كافةً، ومن ضمنها القطاع السياحي. لكن هذه السنة الوضع مختلف، فمع تلاشي المخاوف من فيروس كورونا، يحاول القطاع السياحي إعادة إحياء المهرجانات اللبنانية، التي تعكس ثقافته وفنه وتراثه العريق. وتتأهب البلديات السياحية لاستقبال موجة من السياح واللبنانيين المغتربين المتشوقين لسهرات لبنان وحفلاته.ومن ضمن المناطق السياحية التي وضعت برنامجاً للمهرجانات: جبيل، البترون، بعلبك وإهدن.
 
انطلاقاً من مبدأ الفن للجميع، وارتكازاً على فكرة العمل التطوّعي الذي أرسته جمعية تيرو للفنون عبر إنشاء مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان، وعبر إعادة تأهيل المساحات الثقافية وتنظيم المهرجانات والأنشطة وبرمجة العروض السينمائية، تواصل الجمعية نشاطها الثقافي الذي لا يتوقف بعد ثماني سنوات على تأسيسها بعمل دؤوب وأحلام تبدو للوهلة الأولى صعبة المنال.لكن مؤسس الجمعية المخرج والممثل قاسم اسطنبولي استطاع أن يخلق فضاءً ثقافياً مختلفاً، متحدّياً الظروف الصعبة التي تحيط بالثقافة في لبنان لغياب الدعم الرسمي وصعوبة المبادرات الفردية القائمة على الشغف الثقافي كسلاح وحيد. من صور كانت البداية لتتوسّع الأفكار لاحقاً إلى مناطق مجاورة، فكانت الأنشطة والمهرجانات وافتتاح صالات السينما المغيّبة والمنسيّة، عبر إعادة تأهيل سينما الحمرا وسينما ستارز في النبطية وغيرها...
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم