الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

قبلان: احذروا جيداً أخطر لعبة تقودها عوكر في لبنان

المصدر: "النهار"
أحمد قبلان.
أحمد قبلان.
A+ A-
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أشار فيها إلى أن "الله تعالى حسم قضية السلطة وإدارتها طبقا للمصالح المشروعة، بعيدا عن عقدة الجمود القاتلة، والجهل الفردي، لأن الحلال البين والحرام البين أمر سهل وواضح، إلا أن الصعوبة تكمن في ميزان الحلال والحرام الاجتماعي وموازين المصالح المتقاطعة والمتشابكة، لأن القضية هناك ترتبط إلى حد بعيد بما يلزم عليه مصلحة أكبر أو مفسدة أكبر، بكل ما يحيط بها من تعقيدات شديدة.
 
وأكد المفتي قبلان أن "المشكلة هنا ليست أبدا بالفاسد، لأن فساده يفضحه، لكن المشكلة ببعض من يتستر بزي الدين، الذي يقول للناس: لا تصدقوا من يقول لكم فرقوا بين المصالح الصغرى والمصالح الكبرى، والطامة الكبرى والطامة الصغرى، فالكل من صنف واحد وكيل واحد والحرام حرام ولا يوجد شيء اسمه أهمية وأولويات وقضايا كبرى وكوارث عظمى، هذا هو الأخطر على الدين، لأنه يقول بزي الدين ما يقول إبليس، وهو ما وصفه النبي بالمداهن الكذاب، لأنه يأخذ الناس بالنفاق ويقدح بمن يحمل الجمر بيده ويواجه ترسانة جيوش الاعلام الأميركي بصدره فقط من أجل الله ولنا بذلك حسنة بالنبي الأعظم والأمام علي والزهراء والحسن والحسين".
 
أضاف :"لأهمية الخيار المصيري، أعود وأكرر وأؤكد على ما قلته في خطبة عيد الفطر، وهو موجه لكل اللبنانيين، بخلفية أن المصلحة مشتركة، وكل اللبنانيين عائلة واحدة، وميزان حماية البلد الذي اعتمدته في خطبة عيد الفطر هو ميزان مصالح بلد، لا مصالح طائفة، والمقرر عندنا وفقا لمذهب أهل البيت أن مصالح طائفتنا من مصالح كل الناس، لذلك ما يصلح للطوائف يصلح لنا كطائفة، ودفع الطواحين الكبرى عن البلد مصلحة وطنية كبرى لكل طوائف هذا البلد مندون تمييز... أقول هذا، وأنا أدافع عن وطن محتل بالنفوذ الأمريكي، أدافع عن وطن حوله الإسرائيلي مسلخ سياسة وعسكر ومذابح طائفية، أدافع عن وطن كاد يتهود لولا انتفاضة 6 شباط التي انتهت بإسقاط 17 أيار، أدافع عن وطن الإمام الصدر والبطريرك خريش، أدافع عن وطن العيش المشترك والسلم الأهلي، أدافع عن وطن كادت تتشاطره سكاكين داعش، لولا تضحيات المقاومين الشرفاء الأبطال، أدافع عن وطن يريد الأميركي تهويده، وعن وطن قاتل أبناؤه العالم في سوريا حماية للمسيحي والمسلم، فضلا عن حماية لبنان، أدافع عمن حمل الصبر حتى تمكن من تأمين قوة نوعية قادرة على حفظ استقلال هذا البلد، أمام أخطر ثكنة أميركية في العالم، وأعني بذلك الكيان الصهيوني".
 
أضاف:"ولأننا على مرمى حجر من الانتخابات النيابية، نؤكّد، على الطوائف عامة والطائفة الشيعية خاصة، احذروا جيدا أخطر لعبة تقودها عوكر في لبنان، وتذكروا لعبة الأميركي في العراق، حيث كانت عينه على تمكين طبقة أفسد وفريق أسوأ، ليضع الناس في وجه بعضها البعض، والآن عينه على أسوأ حرب أهلية يريدها لشعب العراق".
 
وأشار المفتي قبلان إلى أن "لبنان اليوم أمام لحظة انتخابية مصيرية، وخيارنا المحسوم بقياس مصلحة البلد، وإنقاذه من كل التبعيات الخبيثة هو الثنائي الوطني، وبكل وضوح ويقين التصويت للثنائي الوطني وبقية حلفائه واجب وطني وديني وأخلاقي، والتردد بذلك حرام، والمصلحة الوطنية واضحة جدا، واعتزال الانتخابات حرام، والورقة البيضاء حرام، والاستهتار حرام، ونحن نفهم الدين ومصالح البلد من لسان المسيح ومحمد، لا من صرر ابن زياد، ولا يهوذا الأسخريوطي وعوكر، وكارتيل النفط والأسود، وليأكل مشايخ عوكر ما شاؤوا من حطب جهنم، ولن نبرر دعم أي فريق سياسي خارج هذا السياق، وليقل الإعلام وشياطينه ومشايخ التنفيعة ما شاؤوا، فإن لنا بالحق أسوة وكفاية. فالجلوس على التل حرام، بل من أكبر الكبائر، وإياكم والخذلان لأن هناك من يتعطش للعبة رفع المتاريس وقلب البلد وإعادة تأسيس الأرض على هذا النحو، وهو الذي كاد يلفظ أنفاسه حسرة على هزيمة داعش، وما جرى في خلدة وشويا ودوار الطيونة هو في هذا السياق، وأقول للشيعة ولكل الطوائف: إياكم من الغرق بطبخة بعض المزيفين من رجال الدين، والمنتفعين من جماعة الإعلام والسياسة، لأن الأميركي يريد هدم البلد فوق رؤوسكم جميعا. ونصيحة من صميم القلب، وبكل مرارة، إياكم ونعيق البعض ونحيب الآخر من برجوازية النفاق فوق الجنائز فإن المنافق يملك عينه ولسانه، ولا يوجد أكذب منه". 
 
وأكد على اللبنانيين أن "المطلوب ألا تضيعوا البوصلة، لأن البعض يريد أن تضعوا رؤوسكم في الرمال. والإعلام اليوم وظيفته تعمية الشعب والناس، وبالأخص تعمية الطائفة الشيعية عن المشروع الأميركي، على قاعدة الندب فوق أطلال أوجاعها، فالله الله بالوعي والتقدير، لأن المعركة معركة أولويات، وتكليفنا الوطني والديني المشاركة القوية في الانتخابات، والتصويت بلا تردد للثنائي الوطني وحلفائه، فلا تغتروا بموتور، أو خبيث سريرة، أو جاهل بلباس عالم، أو شيطان إعلام، أو تاجر نشرات إخبارية، نحن اليوم أكثر ثقة بديننا ويقيننا ووعينا، والعين على الشراكة الوطنية والسلم الأهلي، وإنقاذ مشروع الدولة الذي يترنح بسبب أسوأ حصار أميركي، منذ بداية أوكار الجمعيات الملونة، توازيا مع مطابخ الإعلام المأجور للقوى الخبيثة المنتفعة". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم