هل كانت زيارة ماكرون الأولى للبنان أنجح من الثانية؟
لكن حين عاد خلال هذا الأسبوع إلى لبنان، لم تجرِ الأمور بسلاسة كبيرة وفقاً للصحافي. أطلق الرئيس الفرنسي تهديداً حازماً إلى الطبقة السياسية اللبنانية: الإصلاح أو مواجهة العقوبات.
هذه المرة، نظر كثر إلى قراره على أنّه إشارة إلى اعترافه بالحرس القديم بعدما توافقت القوى السياسية الأساسية على تسمية رئيس حكومة جديد. لكنّ ماكرون أصرّ على أن لا عودة إلى الستاتيكو القديم.
التقى ماكرون بجميع السياسيين وحتى بممثلين عن "حزب الله". وانتزع تعهدات بتشكيل حكومة جديدة "كفوءة" خلال أسبوعين إضافة إلى تحقيق إصلاحات وشفافية خلال الشهرين المقبلين. في وقت بدت هذه التطورات واعدة، قالت أنييس لوفالوا، نائبة رئيس مؤسسة "إيريمّو" لدراسات الشرق الأوسط والبحر المتوسّط، إنّ اعتماده على الطبقة السياسية الحالية هي "قضية خاسرة".
وأوضحت في حديث إلى إذاعة "فرنسا الثقافة" أنّ هؤلاء السياسيين "يهدفون فقط إلى إظهار الحد الأدنى من النية الحسنة كي تبدأ المساعدات بالتدفق من جديد ويمكن أن تستمر (بعدها) خدعهم". أكّد ماكرون أن "لا شيكّ على بياض" هذه المرة.
لكن على المستوى الجيوسياسي، من غير المؤكد أن ينتج نشاط ماكرون في الشرق الأوسط ثماراً سياسياً. قال مارك سيمو، مراسل صحيفة "الموند" الفرنسية إنّ تحركاته جذبت الانتباه لكنها لم تحقق الشيء الكثير. وأضاف: "حدسه قوي، تواصله الإعلامي فعّال، لكنْ فلنواجه الأمر، لديه القليل لإظهاره".
وذكر أيضاً أنّ صداقته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم توقف الأخير عن وضع أميركا أوّلاً في سياسته الخارجية وأنّ انفتاحه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يوصله إلى أي مكان. من جهته، يقول السفير الفرنسي السابق إلى تونس إيف أوبان دو لا ميسوزيار إنّه يتحدث كثيراً عن التعددية السياسية حول العالم لكنه يتصرف بانفراد.
وأشار إلى أنّه حتى في لبنان، الدولة الوحيدة التي تتمتّع فرنسا فيها بنفوذ ملحوظ، "لا يمكن إنجاز شيء من دون الأميركيين".