الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نصرالله يشوّش على ذكرى 4 آب بتأكيد لاءاته... والتوجّه نحو التدويل "أبغض الحلال"

المصدر: "النهار"
وجدي العريضي
من خطاب سابق للسيّد حسن نصرلله (حسن عسل).
من خطاب سابق للسيّد حسن نصرلله (حسن عسل).
A+ A-
تحوّلت جريمة تفجير مرفأ بيروت، إلى كرة ثلج في ظلّ صراعات داخلية غير مسبوقة، وكأنّ هذا الانفجار الأبرز في التاريخ يخصّ جهة أو طرفاً أو طائفة دون أن يعني اللبنانيين، الأمر الذي برز جليّاً في الذكرى الثانية للتفجير، أكان على صعيد الحضور الشعبي، أو المواقف السياسية، إلى الضغوط على بعض أهالي الضحايا، حيث تحوّلوا إلى أفرقاء بفعل ضغوط هذه الجهة السياسية وتلك، خلافاً لما كانت عليه الأمور في بداية التفجير، ما يشير بالملموس إلى توجّه لا يحتاج للاجتهادات والقراءة بأنّ هناك من يريد طَمس التحقيق، وإقفال هذا الملفّ "من بِكرة أبيه".
 
والجدير ذكره هنا، أنّ ما يحصل على مسار التحقيقات والدعوة إلى التدويل، أي التحقيق الدولي، فذلك، شبيه إلى حدّ كبير بالمراحل الأولى التي حصلت بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، عندما ووجهت التحقيقات باغتيالات إضافية لقطع الطريق على هذه المحكمة، على اعتبار أنّه كانت هناك صعوبة واستحالة بأن يصل التحقيق اللبناني قبل القضاء المحلّي إلى أيّ نتيجة بفعل الضغوط والتهديدات المعروفة من الجميع، لذلك، فإنّ الدعوات التي تفاعلت في الساعات الماضية لتدويل قضية تفجير مرفأ بيروت، إنّما جاءت على خلفية صعوبة مواجهة فائض القوة الذي يتحكّم بالمسار القضائي القائم . وكما تشير مصادر متابعة لـ"النهار"، فإنّ السيد حسن نصرالله جاء ردّه سريعاً على عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي قال في حال لم نصل إلى نتيجة في التحقيقات حول جريمة المرفأ، يجب الذهاب نحو التحقيق الدولي، ليدعو نصرالله إلى تنحّي القاضي طارق بيطار، وعدم تسييس هذه "الحادثة"، كما وصفها، وكأنّ تفجير جزء أساسي من العاصمة هو بمثابة الحادث المروري، وبمعنى أوضح، فإنّ الأمين العام لـ"حزب الله"، ومن خلال موقف عاشورائي، أكّد المؤكّد أنّه على القاضي بيطار أن يتنحّى، وما يجري من حملات وتصعيد موجّه إلى "حزب الله"، ومن ثمّ لا للتحقيق الدولي.
وعلى خطّ موازٍ، تكشف المصادر نفسها، عن تحريك ملفّ المرفأ دولياً لجملة ظروف واعتبارات، بداية أنّ هناك قناعة لدى أهالي الضحايا وغالبية السياسيين، بأنّ "حزب الله" قال كلمته حول التحقيقات أو الذهاب إلى التدويل، وهذه نقطة أساسية تدفع بالمعنيين لتدويل جريمة العصر، بعدما سُدّت كل المنافذ حتى أهالي الضحايا تمّت مواجهتهم بالاعتداء والضرب والإهانات. تالياً، وهنا بيت القصيد، أن الاعتصام من قبل أهالي الضحايا أمام السفارة الفرنسية، وصولاً إلى إطلاق مواقف بأكثر من لغة، يهدف إلى إسماع المجتمع الدولي صرخات اللبنانيين المتألّمين، وتحديداً المعنيين بهذا الانفجار، والذي هو بالمحصّلة قضية وطنية بعدما تبيّن أن من هم في السلطة لا يريدون سماع صرخاتهم، أو الذهاب إلى التحقيق، لا بل أنّ المطلوبين باتوا في لجنة الإدارة والعدل، وكأنّه لم يحصل أيّ شيء، أو أنّ هناك مذكرات وجاهية بحقّهم.
 
وتردف مشيرة، إلى مسألة جوهرية تتمثّل بموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي زار مكان الانفجار بعد أيام معدودة على وقوعه، ولكنّه لم يفعل شيئاً، لاسيّما أنّه من قال "لن أسكت، وسأبقى أتابع لمعرفة المرتكبين"، وعليه، فإنّ الحملات التي طاولت ماكرون من خلال الغضب الذي عبّر عنه أهالي الضحايا وشريحة كبيرة من اللبنانيين، فذلك، حرّك المياه الراكدة، إذ علم أنّ هناك توجّهاً نحو التحقيق الدولي، وثمّة مجموعات كبيرة من رجال القانون والمحامين سيتحضّرون لتجميع كلّ الملفات، ومعظمها جاهز ومعروف، وقد يكون هناك تحرّك للرئيس الفرنسي، الذي أخذ هذه القضية على عاتقه، وينقل عن مشاورات واتصالات بدأت لأجل الوصول إلى استكمال الملف، والذهاب به إلى التدويل، وخصوصاً أنه يحظى بدعم من البطريرك الراعي، وثمّة أكثر من مرجعية سياسية سبق أن دعت إلى هذا التوجّه، ومنهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بمعنى أنّ الغطاء السياسي والروحي والوطني كافٍ للوصول إلى التدويل، على اعتبار أنّه من العبث أن يؤدّي التحقيق اللبناني إلى أيّ نتيجة والشواهد لا تُعدّ ولا تحصى.
 
وأخيراً، فبعض الجهات السياسية الفاعلة، وربطاً بالتطورات السياسية والقضائية والأمنية حيال ملف المرفأ، تتعاظم مخاوفه، كما كانت الحال عندما استشهد الرئيس الحريري، وما واكبه لاحقاً من تداعيات وخلافات وانقسامات، حتى وصلت إلى المحكمة الدولية، لذلك، يتوقّع، وبعدما بات التوجّه الأقرب إلى التدويل، فكلّ الاحتمالات واردة في اتّجاه التصعيد، وما موقف السيد نصرالله عشية الذكرى الثانية إلا المؤشّر والدليل القاطع على عدم قبول "حزب الله" بالتدويل، أو أن يبقى القاضي بيطار، ما يدلّ على أنّ قضية انفجار مرفأ بيروت، وعَودٌ على بدء ستتحوّل إلى كرة ثلج على غير مستوى وصعيد.

أسرار
ـ عُلم أنّ مساعيَ ستُبذل قريباً لرأب الصدع بين مرجعية سياسية وأخرى روحية، على خلفية قضية المطران موسى الحاج، وما رافقها من تداعيات.
ـ يلاحظ أنّ توزيع المساعدات العربية والدولية الإنسانية والاجتماعية، تجري بمعزل عن الحكومة وأيّ مؤسّسة رسميّة.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم