الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

للمرة الأولى منذ حرب تموز يُقصف الجنوب جواً... هل تتحضّر إسرائيل لحربها على لبنان؟

المصدر: "النهار"
عناصر من الجيش اللبناني في العديسة الجنوبية (مارك فياض).
عناصر من الجيش اللبناني في العديسة الجنوبية (مارك فياض).
A+ A-
غارتان جويّتان نفّذهما سلاح الجوّ الإسرائيلي، كانتا كفيلتين لإعادة الجنوبيين بالذاكرة إلى أيام حرب تموز.
 
هدير طائرات حربية وطائرات استطلاع، وصوت قصف، كانت ختام يوم طويل من القصف المدفعي على بعض القرى الجنوبية المحاذية للشريط الحدودي مع فلسطين، على خلفية إطلاق 3 صواريخ مجهولة المصدر من الأراضي اللبنانية باتجاه محيط مستوطنة كريات شمونة.
 
وبصورة غير متوقّعة أقدمت إسرائيل ليل أمس على قصف أراض لبنانية بسلاح الطائرات للمرة الاولى منذ انتهاء حرب تموز عام 2006، والغارتان استهدفتا منطقة الدمشقيّة في خراج بلدتي المحمودية والعيشية، مكان انطلاق الصواريخ حسبما زعمت وسائل إعلام إسرائيلية.
 
جولة صغيرة على بعض سكّان القرى المحيطة بموقع القصف، أظهرت المشهد بوضوح. يقول السكّان أنّ صوت الطائرات كان قوياً جداً، وقد خالوا أنّها بداية الحرب، لاسيما بعد يوم طويل من القصف المدفعي الذي يحدث كل فترة.
 
ويروي الأهالي كيف اهتزّت بيوتهم من شدّة الضربة حتّى خُيّل لهم أنّها قريبة جداً، سرعان ما حاولوا في ذلك الوقت المتأخّر من الليل معرفة تفاصيل ما يجري وهم يتمنّون ألا يكون هناك أي أضرار بشرية.
 
وعلى الرغم من أنّ القصف طال منطقة حدوديّة، إلّا أنّ اللافت كان سماع أهالي قرى النبطية به، وقد فسّر هؤلاء ذلك بالعودة إلى طبيعة مكان القصف، حيث أنّها منطقة مطلّة على وادٍ كبير ما يُسهّل وصول الصوت ليلاً عن طريق الصدى.
 
في إطار معرفة حجم أضرار القصف والموقع الدقيق لمكانه، قال رئيس بلدية الجرمق نبيل شديد لـ "النهار"، أنّ الأضرار ماديّة في الأرض لا أكثر، لافتاً إلى أنّ المنطقة هناك غير مأهولة ومفتوحة وهي تتبع عقارياً لبلدة المحمودية، وتقع في وادي قرب الجسر السابق في الدمشقية على ضفاف نهر الليطاني.
 
كما نفى ما أشيع عن أنّ القصف جرى بالقرب من ثكنة الجيش، مؤكداً أن الثكنة بعيدة جداً عن مكان سقوط الصواريخ على مسافة حوالى 6 كلم.
 
 
حطيط لـ "النهار": الغارات لن تُغيّر قواعد الإشتباك وقرار الحرب مُتّخذ في إسرائيل
هذا النوع من القصف تحديداً أثار الكثير من التساؤلات حول تطوّر جديد في قواعد الاشتباك مع "حزب الله"، وقد اعتبره البعض مؤشّراً لنوايا عدوانيّة تصعيديّة اتّجاه لبنان وبدايةً لحرب مقبلة أو يُحضّر لها".
 
وفي هذا السياق، رأى الخبير والمحلّل العسكري أمين حطيط في حديث لـ "النهار" أنّ " قرار الحرب بالنسبة لإسرائيل مُتّخذ ولكن يُحضّرون الظروف والمبرّرات المناسبة له، لاسيما وأنّ الإسرائيليين يتحدّثون منذ أسبوعين، أي قبل إطلاق الصواريخ أو إدّعاء ذلك، عن أنّ الحرب الثالثة على لبنان مسألة وقت".
 
وقال: "الصواريخ التي انطلقت من لبنان على المستوطنات هي صواريخ مشبوهة وتُسيء للبنان لأنّها لا تخدم القضية ولا حزب الله، لا بل تعطي ذريعة تدخُّل لإسرائيل، وما جرى بالأمس لا يتعدّى كونه جزء من سياسة الضغوط على لبنان وليس تمهيداً لحرب".
 
كما أكد  أنّه "لا يمكن اعتبار ما حصل كسراً لقواعد الإشتباك لأنّ حزب الله يتعاطى دائماً مع أي حدث أمني وفقاً لطبيعته والغاية منه، ولو شُنّت الغارات من دون أن يكون هناك إطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات بتوقيت سابق لكان الأمر مختلفا، وكانت دراسة الحدث وتحليله بطريقة مختلفة"، مشدّداً على أنّ "ما جرى محصور ولكنّه مستمّر".
 
واعتبر أن "من مصلحة إسرائيل اليوم وقوع انفجار أمني وناري محدود لا حرب، وذلك لسببين أوّلهما تأخير الإتفاق في الملف النووي الإيراني وعودة إيران إليه بعد انتخاب إبراهيم رئيسي، وثانيهما حرف النظر عن الخسائر الفادحة التي تتعرّض لها بسبب حرب السفن التجارية وإعاقة حركتها باتجاه الشرق الأقصى".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم