"حزب الله" يحتوي التداعيات بالتواصل مع بكركي قريباً

 
لا يستغرب قسم وازن من جمهور "حزب الله" المواقف السياسية المعارضة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ويضعها ضمن الاختلاف المشروع في الرأي وفي الخيارات ايضاً. لكن لماذا ارتفعت وتيرة الانتقادات من بعض مناصري المقاومة وماذا عن صمت حركة "امل"؟
 
تاريخياً، تضطلع البطريركية المارونية بأدوار سياسية، ومنذ تأسيس لبنان الكبير كان لها دور فاعل في رسم بنيان الكيان لاسباب عدة.
بعد الطائف رضيت الكنيسة المارونية بالإصلاحات الدستورية وان كانت على حساب رئاسة الجمهورية، وتعايشت معها وذهبت بعيداً في المطالبة بتطبيق الطائف.
 
بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري انحاز البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير الى قوى 14 آذار، ولم يخفِ مساندته مطالبها وعلى رأسها انسحاب القوات السورية من لبنان التزاماً لاحترام سيادته واستقلاله. ووقف صفير ضد الإطاحة بالرئيس العماد اميل لحود حتى لا يتكرس الامر عرفاً قد يهدد استقرار البلاد.
 
أما راهناً فالبطريرك الراعي يجاهر بعتبه على الطبقة السياسية ويحمّلها مسؤولية إيصال البلاد الى الانهيار وعدم الاستجابة للمبادرة الفرنسية وعرقلة تأليف الحكومة على رغم الانهيار المريع الذي تعيشه البلاد.
 
السبت الفائت احتشد مناصرو البطريرك الراعي يتقدمهم حزبا "القوات اللبنانية" والكتائب ومستقلون في باحة الصرح في بكركي، وقبل ان يعتلي الراعي المنبر اطلق قسم من المحتشدين العنان لهتافات لطالما رددها منذ 17 تشرين الأول 2019، وركزت على انتقاد "حزب الله" ووصفه بالارهابي. 
 
هذه الهتافات التي ابدى البطريرك الماروني انزعاجه منها اغضبت جمهور الشيعة وخصوصاً جمهور "حزب الله"، فردَّ بحملة عنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي ونظم مسيرات في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكذلك قطع بعض الطرق في العاصمة احتجاجاً على إهانة المقاومة. بيد ان "حزب الله" الذي تلقّف ما جرى في "السبت الكبير" لم يهاجم الراعي، واكتفى النائب حسن فضل الله بتسجيل لوم على من سمح باطلاق الشتائم ضد المقاومة.
 
وفي موازاة ذلك، تحدث رئيس لجنة الحوار مع بكركي أبو سعيد الخنسا عن لقاء قريب مع البطريرك من دون ان يحدد موعداً له.
 
إعادة التواصل مع بكركي قرار لا بد منه لدى "حزب الله" الذي عتب على البطريرك كثيراً بعد إصرار الأخير على زيارة فلسطين المحتلة.
 
اما توجه الحزب فيقوم على عدم الدخول في سجال مع التمني على جمهوره اللصيق عدم التعرض للمقامات الدينية من أي طائفة، وان الخلاف السياسي مشروع في بلد يقوم على الديموقراطية التوافقية.
 
السجال الذي اشتعل قبل أيام على وسائل التواصل الاجتماعي نأت حركة "امل" بنفسها عنه، وتجاهل جمهورها ما قاله الراعي على رغم نقل استياء الرئيس نبيه بري من بعض الهتافات التي اطلقت في بكركي، وكان لافتاً ان نواب "امل" لم يعلقوا على ما جاء في كلمة البطريرك لجهة المؤتمر الدولي، علماً ان الامين العام لكتلة "التنمية والتحرير" النائب أنور الخليل كان اول من تحدث عن الفصل السابع.
 
لكن الاكيد ان ما حدث في بكركي لن يعود موضع سجال افتراضي مع توجه "حزب الله" لزيارة الصرح واعادة وصل ما انقطع.
 
abbas.sabbagh@annahar.com.lb