لقمان سليم مقتولاً داخل سيارة مستأجرة في الزهراني الجناة اقتادوه من منطقة صور وأردوه بـ6 رصاصات

 

هل انتقل مسلسل التضييق على الحريات والإرهاب الفكري، من الاعتداءات المعنوية والجسدية الى التصفيات والاغتيالات، معيداً الى اللبنانيين حقبة سوداء لاتزال ماثلة في أذهانهم؟

هذا السؤال وغيره من الأسئلة المصيرية التي تشغل اللبنانيين، تصدّرت الأحداث مع العثور على المفكر والناشط السياسي لقمان محسن سليم (59 عاماً) مقتولاً بست رصاصات في الزهراني، وسط موجة استنكار عارمة ودعوات الى الاقتصاص عاجلاً من الجناة ومن يقف وراءهم. 

 

مراسل "النهار" في أحمد منتش كتب من موقع الجريمة: في ظلام الليل ومكان منعزل بعيد عن الأنظار والضوضاء، أختار الجناة ارتكاب جريمة اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم المعروفة عنه معارضته الدائمة والمعلنة لنهج "حزب الله" وسلاح المقاومة منذ أكثر من عقدين. 

وكان الاتصال بسليم فقد مساء اول من أمس، الى أن عثر عليه جثة داخل سيارة قرابة السابعة والربع صباح أمس. مكان الاغتيال طريق فرعية قبل المدخل الغربي الرئيسي لبلدة العدوسية في الزهراني جنوب صيدا، بمحاذاة أوتوستراد صيدا –الزهراني - صور، تغطيها أشجار الحمضيات والقصب، والتي لا يسلكها غالباً الا بعض أبناء المنطقة.

وبناء لإشارة المدعي العام في الجنوب القاضي رهيف رمضان، توجهت الى المكان الأدلة الجنائية والقوى الأمنية وباشرت التحقيقات.

وبحسب معلومات أولية، فإن الاغتيال حصل قرابة الحادية عشرة ليل الأربعاء. واستنادا الى ما التقطت عدسة "النهار"، فإن سيارة المغدور وهي "تويوتا كورولا" سوداء مستأجرة تحمل لوحة خضراء رقمها 653236 م كانت مركونة الى جانب الطريق الفرعية من الجهة الشرقية، ومقدمها في اتجاه الشمال. وأن الجاني أو الجناة، كمنوا لسليم على هذه الطريق وبعد توقيفه، سارعوا على الفور الى فتح باب سيارته وأطلقوا عليه من مسافة قريبة جدا 6 رصاصات أصابت ثلاث منها رأسه، والرصاصات الباقية توزعت بين رقبته وصدره وظهره، كما أوضح الطبيب الشرعي عفيف خفاجة الذي عاين الجثة قبل نقلها الى براد مستشفى صيدا الحكومي. وظهرت داخل السيارة التي وضعت في عهدة عناصر مخفر زفتا، بقعة كبيرة من الدماء تغطي وسط المقعد الامامي الى جانب مقعد السائق حيث هوى المغدور عليه بعد إصابته برصاص قاتل. فيما تردد أن الجاني (أو أحد الجناة) وجه لكمة قوية الى رأس سليم لدى محاولته سحب مسدسه. وافيد عن فقدان أوراق خاصة بالمغدور.

وأجمعت المعلومات على ان سليم كان عائدا من مزرعة نيحا في بلدة صريفا – قضاء صور حيث كان في زيارة عائلية لصديقين له، ورجح بعض المعلومات أن الجناة ربما اقتادوه من هناك واجبروه على سلوك هذه الطريق البعيدة عن الأنظار حيث وضعوا حداً لحياته.