الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

المير ولقاء غبّ الطلب... أكاذيب التمثيل والميثاقية

المصدر: النهار
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
طلال أرسلان. (أرشيف "النهار").
طلال أرسلان. (أرشيف "النهار").
A+ A-
مضحك ما يجري في مشاورات تشكيل الحكومة، لا بل صادم. لم يكتفِ الطباخون الحكوميون بالعودة سنة إلى الوراء مع ما حملته هذه السنة الكارثية على المستويات كافة من دمار وشلل اقتصادي وانهيار العملة وانهيار المؤسسات حتى لا نقول انهيار الدولة بجميع ركائزها، لا بل ذهبوا أبعد بكثير وعادوا بنا 4 سنوات إلى الوراء أي عند بداية العهد وتسوياته، والذي حقق النتائج التي نراها بعد انتهاء ثلثيه!
 
 
عدنا إلى المصطلحات نفسها: تمثيل وميثاقية وثنائية مذهبية وثلث معطل، ومناطق ومحافظات وقرى، وكأن لا انتفاضةٌ اندلعت ولا آلافٌ نزلت إلى الشوارع ساحبين الثقة منهم جميعاً، ولا بلد مدمر ونصف عاصمته مهدمة نتيجة إهمالهم وعدم درايتهم، وكأن اقتصادنا يحقق نمواً هائلاً وعلينا أن نخترع نظريات سياسية في التمثيل والتقاسم للاستفادة من جنة السلطة.
 
ما يسرب حتى الساعة عن عملية تشكيل يذكرنا بما كان يجري في عام 2016 أثناء تشكيل حكومة العهد: يعود المير على حصانه الابيض ليقف عائقاً أمام تشكيل الحكومة، تارة من باب الميثاقية وعدم وضعها في يد وليد جنبلاط، وطوراً في التمثيل الوطني لتكتل "التغيير والاصلاح"، إضافة إلى نظرية جديدة طرأت حديثاً وهي "الوعد"، وعدم التراجع عن كلمة الرجال باعتبار أن إدارة البلد ووزارته هي أملاك فردية تتحكم بها الشهامة وكرم الشخصية.
 
في هذا السياق يدرك رئيس التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية خير إدراك أن طلال أرسلان لا يمكن أن يكون لا قوة تمثيلية ولا قوة ميثاقية يمكن الاتكال عليها أو الركون إليها، إنما ما زالوا يستعملونه لتمرير الأجندات السلطوية والسياسية، إن كان لزكزكة وليد جنبلاط أو لعرقلة تشكيل أي حكومة تطرح؛ في الحكومة الاولى رُفع بوجه الحريري بطاقة أرسلان وأضيفت لها بطاقة ما سمي في حينها "اللقاءالتشاوري"؛ لم يصمد الثاني كثيراً وكاد أن يفرط قبل أن يتشكل لولا جهود الرعاة والوصي الكبير، ورغم المحاولات الكبيرة "انكسر دف اللقاء وتفرق عشاقه"؛ هذه المرة الحسابات الشخصية والطائفية وقرب الانتخابات النيابية، لها التأثير الأبرز، ولكن عادت بطاقة المير من جديد.
 
بحسب مصدر قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي، لا تكمن المشكلة بباسيل ورئيس الجمهورية اللذين لا يقيمان وزناً لأحد، فهما عندما يتعلق الأمر بالتمثيل المسيحي يعتبران أنهما مَن يؤمّنان التمثيل والميثاقية والقيادة والرئاسة، وتخطيهما في أي مسألة يفقد الحكومة هذه الأمور جميعها، رغم أن تمثيلهما في ذروة صعودهما لم تتجاوز الأربعين في المئة من التمثيل المسيحي، فكيف اليوم، إذ إن جميع الدراسات والاحصاءات واتجاهات الرأي العام تشير إلى انهيار شعبي هائل في التمثيل، إنما تكمن بمن قَبِلَ أن يكون واجهة لمعارك دونكيشوتيه، تضربه من داخل بيته، ولم يتعظ بعد.
 
وهنا يذكِّر المصدر بـ"حادثة قبر شمون وما حلّ بالطائفة التي يدّعي الحفاظ على حقوقها، وكيف كان حمّام الدم ليكبر ويدمّر الطائفة لولا تدخل الكثير من العقلاء، وعلى رأسهم وليد جنبلاط، بسبب ولدنات وحسابات خاطئة لأحدهم، دفعت ثمنها الطائفة التي يدّعي الحفاظ عليها".
 
ويسخر المصدر من الكلام عن الثنائية في الطائفة، مشيراً إلى أن من يقاتلون بهذا السيف يدركون جيداً أن الامر غير موجود، كما أن الارقام التمثيلية واضحة، سائلاً: لماذا لا يتم الركون إلى هذا الامر عند الطائفة الأرمنية التي تتمثل في المجلس النيابي بذات حجم الطائفةالدرزية، ويعتبرون إذا مُثّل الطاشناق تكون الطائفة مُثلت رغم أن الطاشناق لديه فقط ثلاثة نواب؟
 
وإذ يشدد على أنه حتى الساعة لم يتم النقاش تفصيلياً في الحقيبة الوزارية وماهيتها وإذا ما كانت حقيبة أو حقيبتين، يؤكد أن اختراع عقدة درزية لا دخل للدروز بها إنما الموضوع عاد ليحمل الطابع السياسي والسلطوي والثلث المعطل ونكايات سياسية آتية من خارج الطائفة لتضرب الطائفة وزعامتها.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم